بعد الاشتباكات التي حصلت امس بين “حزب الله” وجبهة النصرة في جرود يونين، لا بدّ من الاضاءة على بعض الحقائق التي يجهلها كثر ممن يتابعون الاحداث الجارية في البقاع والحدود اللبنانية السورية. يتحدث مصدر مقرب من حزب الله عن حقائق لا يعرفها غالبية المتابعين بسبب جهل بعض وسائل الاعلام والتواصل، وبسبب غموض المعركة.
اولا: كثر من متبعي الاخبار يعتقدون ان الاشتباكات التي حصلت في جرود يونين، كانت ستؤدي الى دخول عناصر جبهة النصرة الى البلدة في حال استطاعوا تخطي خطوط حزب الله الدفاعية، لكن الحقيقة ان الاشتباكات كانت تحصل في الجرود البعيدة، اي على بعد نحو 30 او 35 كلم عن القرى البقاعية اللبنانية، وينبغي على مقاتلي النصرة تخطي كل هذه المناطق المليئة بالكمائن وبمراكز لحزب الله، لكي يستطيعوا الوصول الى البلدة.
ثانيا: قبل ثلاث سنوات كان يمكن للمجموعات المسلحة في اي هجوم قد يحدث على قرى البقاع احداث خرق عسكري كبير وحتى احتلال القرى، لان الحزب رغم تواجده البشري الكبير في البقاع لم يكن قد انشأ اي تحصينات باعتبار ان اسرائيل لن تأت من الشرق الى عبر انزالات يمكن احتواؤها بانتشار بسيط تلقائي في الحروب. لكن بعد الحرب السورية حصن الحزب الجرود القريبة والبعيدة من القرى البقاعية اضافة الى قرى نفسها، حيث اصبحت بتحصيناتها تشبه قرى جنوب الليطاني.
ثالثا: لم يستطع مقاتلو جبهة النصرة في الاشهر العشرة الاخيرة التي لجؤا فيها الى الجرود القلمونية، من اقامة نقاط ثابتة لهم، او مراكز محددة، ينطلقون منها في هجماتهم بسبب الاستهداف الكبير الذي يتعرضون له من قبل الطيران الحربي السوري، اضافة الى الاستهداف الصاروخي من حزب الله، الامر الذي يجعل تجمعهم وقيامهم باي هجوم امرا صعبا وانكاشفه اسهل. ويجعلهم عرضة للوقوع في كمائن لحزب الله.
رابعا: الهجوم الذي حصل امس، هو ردّ على قيام حزب الله قبل نحو شهرين بعملية عسكرية من الاراضي اللبنانية باتجاه الاراضي السورية مروراً بالقلمون الامر الذي اغلق طريق الامدام للمجموعات المسلحة باتجاه الزبداني من عسال الورد والطفيل، اذ حصلت العملية العسكرية في نقطة تمكن السيطرة عليها مقاتلي النصرة من تأمين طريق آمن للامدادات باتجاه الزبداني، لانهم يعرفون ان الخروقات باتجاه الاراضي اللبنانية هي عملية انتحار.
خامساً: يتمتع الحزب بمصادر امداد كبيرة من البقاع، لنقاطه المتقدمة، ويتم ذلك عبر طرقات استحدثها بالجرافات في الجرود، وهذا ما يعطيه تفوق في اي معركة باعتبار ان النصرة لا يوجد لها اي طريق امداد، فالقرى والمدن على جانبي الحدود (اللبنانية والسورية) يسيطر عليها حزب الله والنظام السوري.