الانجاز العسكري الهام الذي انجزه الجيش السوري في حمص له نتائجه السياسية على المستوى السوري اولا، وعلى المحيط الاقليمي لسوريا ولبنان والعراق والاردن تقول مصادر في 8 آذار، كما له انعكاساته الاقليمية والدولية وهو ايذان بأن التخطيط الممنهج لضرب سوريا الدور والموقع بقيادة الرئيس بشار الاسد يلقى حتفه على ايدي الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني والمقاومة الاسلامية اللبنانية، وهو انتصار هام كون حمص عقدة الوصل بين المحافظات السورية فهي قلب سوريا التي من خلالها يمكن الامساك بالطرق المؤدية الى تلك المحافظات، لكن الاهم ان حمص التي حاولوا جعلها عاصمة للتكفيريين والمسلحين ومنها الانطلاق الى باقي المناطق والحدود، كل ذلك انتهى وما تبقى من حمص ما هو الا مسألة وقت ينتهي كما انتهت احياء حمص القديمة.
زوّار دمشق يؤكدون ان هناك نتائج هامة وكبيرة ستترتب على استعادة المساحة الجغرافية الاكبر لمحافظة حمص، اذ ان هذه المدينة التي كانت ممرا ومستقرا للمسلحين ومنها يستخدمون ارهابهم للانطلاق الى لبنان وخصوصا المناطق المحاذية للبقاع – اي بعلبك الهرمل والجميع يعلم القصير وجسر الشغور وغيرها من مناطق كيف كانت تؤثر على الامن اللبناني الى جانب القلمون واتصال مناطقها بالقرى اللبنانية وماذا جرى لتفجير الابرياء.
ويضيف هؤلاء ان انجاز حمص تأكيد جديد على قوة القيادة السورية بجيشها والاكثرية الساحقة من شعبها وبأن الاستحقاق الرئاسي السوري سيكون استحقاقا للشعب السوري بمحافظاته وقراه بالنسبة الاكبر، باستثناء مناطق تواجد التكفيريين والارهابيين والى موعد الاستحقاق سيكون هناك انجازات كبرى على مستوى استعادة بعض المناطق وتأمين امن العاصمة السورية.
واشار زوّار دمشق الى ان الربط الاقليمي للانتصارات السياسية والعسكرية، ربط منطقي وطبيعي، كون المعركة حقيقية ضد كل محور المقاومة ومدنها وعواصمها من ايران الى العراق وسوريا والمقاومة في لبنان، من هنا فان نتائج الانتخابات العراقية وانتصار لوائح القوى الداعمة للمقاومة في المنطقة العربية اشارة واضحة الى ان هذا المشروع يملك قوة انتصاره من الداخل، وبانتصار الخط المقاوم في العراق بمختلف توجهاته وكياناته السياسية والطائفية خطوات متقدمة لكل محور المقاومة.
ما الذي يربط العراق انتخابيا بإنجاز حمص؟، يجيب زوّار دمشق الى ان انجاز انتصار حمص بعيد وقت قصير من نتائج الانتخابات العراقية هو في ذات انتصار المحور الممانع والمقاوم لمشروع الفوضى في المنطقة وهو اضافة في محاصرة الفتنة الاميركية – الاسرائيلية المتحالفة مع بعض العواصم في دول التعاون الخليجي، كما انه تأكيد على قوة محور المقاومة في المنطقة مقابل وهن محور التكفير والارهاب والحقد في المنطقة الذي يعمل على اشعال الفتن بين المسلمين انفسهم وبين المسلمين والمسيحيين وهو ممول ومدعوم عالميا من القوى التي ارادت ضرب سوريا بقيادة الرئيس الاسد، سوريا المقاومة والحضور الفاعل في القضايا العربية والاسلامية والدولية.
هل لهذه الانجازات انعكاسات على لبنان واستحقاقاته الدستورية والسياسية؟ تجيب مصادر حزبية بارزة في 8 اذار، بالطبع الامور مترابطة كون بعض القوى الاقليمية العربية كانت تنتظر هزيمة نور المالكي وتحالفاته السياسية والوطنية في العراق وقد عمدت الى دفع عشرات ملايين الدولارات للوصول الى هذه النتيجة لتبنى على الشيء مقتضاه في سوريا ولبنان، لكنها اصيبت بأنتكاسة كبرى اولا بنتائج انتخابات العراق وبالامس بالهزيمة النكراء التي اصيبت بها مجموعاتها في حمص وتحديدا المنطقة التي خرجت منها. مما يعني ان هذه العواصم والقوى تنتظر اليوم نتائج الاستحقاق السوري وامكانية التعكير عليه وكذلك الامر في الاستحقاق الرئاسي اللبناني المعطل اليوم وصاعدا اقليميا ودوليا الى ما بعد الاستحقاق السوري.
والى هذا الوقت تتوقف المصادر عند ما يمكن ان ترتكبه المجموعات التكفيرية والدول الراعية لها من جرائم او محاولة اعادة رفع معنويات مجموعاتها المسلحة في سوريا على غرار الاختراق الذي حققته في كسب بعد ايام وجيزة من استعادة رنكوس والقلمون من جماعاتها الارهابية، وكل ذلك في سبيل اعادة شدّ عصب المسلحين ورفع معنوياتهم التي تنهار يوما بعد يوم فكيف بعد الهزيمة الجلية النكراء التي لحقت بهم في حمص، لذلك من الممكن ان تحاول هذه الدول وفي الطليعة العدو الاسرائيلي بث الروح في مجموعاتهم في بعض المناطق للتغطية على هزيمة حمص.
وهذا الامر، وفق المصادر الحزبية في 8 اذار، لا بد ان ينعكس على الداخل اللبناني لأن الامور مترابطة في اكثر من ملف واتجاه وكون القوى الاقليمية المعادية لمحور المقاومة نفسها كانت وما تزال تربط لبنان بالاقليم وتطوراته السياسية والعسكرية والامنية وترى انه حلقة يمكن استخدامها ضد كل من سوريا ولبنان وايران وكل المحور المقاوم.
الديار