لا شيء يلوح في الافق القريب، والبعيد يبشر بانتخاب رئيس للجمهورية، حتى الفترة التي تلي انتهاء المهلة الدستورية في 25 أيار وذلك وفق اعتقاد مصدر سياسي في 8 آذار، واعتبر ان الكباش السياسي الذي استمر طوال عشرة اشهر قبل تشكيل الحكومة السلامية مرده الى قناعة بعض القوى السياسية، بأن شغوراً اكيداً سيحصل في موقع الرئاسة، والحكومة التي ستنتقل اليها صلاحيات رئيس الجمهورية لا بد ان تسعى هذه القوى ليكون صوتها الراجح في مجلس الوزراء الذي سيمارس صلاحيات رئيس الجمهورية، هذه الطموحات التي تولدت عند القوى السياسية، دفعت بتيار المستقبل وقوى 14 آذار، وقوى 8 اذار الى تقديم تنازلات، والتخلي عن بعض «الثوابت» منها عودة حزب الله من سوريا، والتخلي عن السلاح ليصبح بيد الدولة، وموافقة حزب الله على استبدال تعبير جيش وشعب ومقاومة، بتعبير آخر حافظ على مضمون المقولة الاولى، لكي يضمن كل من الطرفين الثلث الضامن وهذا ما تحقق.
ويشير المصدر الى ان قوى 8 اذار لن تسمح بوصول رئيس للجمهورية يجاهر او يضمر العداء للمقاومة وهذا التوجه موجود بمعزل عن الترشيحات الكوميدية، وهي ستذهب الى مجلس النواب عندما تتوافر ظروف انتخاب رئيس من هذا الوزن بالرغم من ادراكها انه عندما تتبلور ظروف ترشح احد الاشخاص الذي يحمل هذه المواصفات، ستتخذ قوى 14 آذار موقف تعطيل النصاب وهذا الامر متوافر لدى القوى السياسية الرئيسية في البلد، وتوقع المصدر ان يستمر هذا المشهد فترة طويلة بانتظار الجلاء المنتظر لغبار الميدان السوري الذي يوحي حسب مراقبين سياسيين وعسكريين باستمرار تقهقر المسلحين، وسيناريو حمص القديمة التي سميت «بعاصمة الثورة» نظراً الى موقعها الاستراتيجي في ضرب النسيج الاجتماعي السوري، والجغرافي، والزيارة التي ينوي النائب وليد جنبلاط القيام بها في وقت قريب الى روسيا، لاستكشاف مستقبل الميدان السوري العسكري والسياسي، خصوصا بعد اجراء الاستحقاق الرئاسي في سوريا.
ويقول المصدر ان اكثر ما يقض مضاجع قوى 14 آذار العجز الدولي عن فعل اي شيء لمنع ارادة الشعب السوري تصميمها من انتخاب الرئيس بشار الاسد لولاية ثالثة، لذلك ينصح المصدر القوي المترددة بترك رهاناتها باعتماد منطق الواقعية السياسية الذي فرضه محور المقاومة من طهران مرورا ببغداد ودمشق وصولا حتى بيروت، لكي تتجنب سقوط ما تعتبره ملكاً لها كان اتفاق الطائف قد منحها اياها برعاية اميركية وسورية وسعودية، وإما تصبح الدعوة الى عقد تأسيسي جديد، دعوة جديدة ومترافقة مع التحولات الدولية والاقليمية نتيجة عدم قدرتها على اسقاط سوريا واستئصال المقاومة من المنطقة، التي استطاعت ان تحقق التوازن مع العدو الاسرائىلي وجدية الدعوة الى عقد تأسيسي جديد ليس فقط لانتخاب الرئيس من الشعب بل للذهاب باتجاه انتاج نظام سياسي مختلف كلياً، تسقط فيها كل الاصطفافات السياسية المرتكزة على اهداف طائفية ومذهبية وصولاً الى الغاء الطائفية السياسية الذي اقره اتفاق الطائف، ولم يتأخر الرئيس تبيه بري في الشروع بوضع آليات الغائها اذ بدأ البحث في تشكيل الهيئة الوطنية من اجل ذلك.
ورفض المصدر ممارسة الضغوط الاعلامية التي تتخذ من حصول الشغور في موقع الرئاسة وسيلة لوصول رئيس لا يحمل مواصفات الرئيس القوى والذي يؤمن بالمقاومة وسيلة لطرد الاحتلال ومنع اعتداءاته.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...