بالنسبة إلى قول الرئيس سعد الحريري بأن إجراء انتخابات نيابية في غياب رئيس
للجمهورية يعني مجلس نواب من دون رئيس للمجلس لأنه من النواب من سينتخب رئيسا
للمجلس وهو غير قادر على انتخاب رئيس الجمهورية، قال الرئيس نبيه بري: أنا أشارك
الحريري في حرصه على رئاسة المجلس، لكن ما يجدر التوقف عنده، أنه لا يمكن اختيار
رئيس الحكومة أيضا بعد الانتخابات النيابية من دون وجود رئيس الجمهورية الملزم
بالتشاور مع رئيس المجلس، وإجراء استشارات مع النواب لتسمية رئيس الحكومة، وبالتالي
فإن استمرار الشغور الرئاسي يمنع إتمام هذا المسار الدستوري، علما أن المجلس يستطيع
من حيث المبدأ أن يجتمع وينتخب رئيسه.
وأضاف: إذا كان انتخاب رئيس المجلس
النيابي صعبا بدرجة في ظل غياب رئيس الجمهورية، فإن اختيار رئيس الحكومة أصعب
بدرجات، لذلك فإن انتظام عمل المؤسسات يستوجب إنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعا لأن
انتخاب رئيس الجمهورية هو بمثابة «إفتح يا سمسم».
وتقول مصادر نيابية مقربة
من الرئيس بري إنه راودته فكرة إجراء مشاورات نيابية وسياسية للوصول إلى مقاربة
إيجابية حول انتخاب الرئيس وقانون الانتخابات، لكنه بعد إجراء عملية جس نبض بعيدا
عن الأضواء ومتابعة وتقويم المواقف المعلنة وغير المعلنة وجد «أن لا بصيص أمل في
الوصول الى نتائج إيجابية»، كما عبر مؤخرا أمام زواره، ما جعله يتراجع عن هذه
الفكرة.