أثار لقاء نصر الله – جنبلاط لدى بعض الدوائر السياسية في بيروت علامات استفهام حول اذا كان يمكن ان يشكل مؤشراً الى تبدُّل في موقف جنبلاط من رفضه السير بعون وتمسكه بمرشح كتلته النائب هنري حلو، فان اوساطاً مراقبة اعتبرت لـ”الراي” ان مثل هذا الامر غير مطروح، لافتة الى ان «حزب الله» ليس في وارد ممارسة اي ضغوط على اي طرف سياسي داخلي لفرض العماد عون رئيساً وان الحزب في هذه المرحلة متيقن من ضرورة تحصين الوضع الداخلي حيال المخاطر الامنية ومن هنا جاء في البيان الذي صدر عن مضمون اللقاء انه تطرق الى «العمل الحكومي وأهمية تفعيله وتنشيطه، مع التشديد على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإنهاء حال الشغور القائمة، كما تم التوافق على ضرورة المحافظة على التماسك الداخلي وتعزيز الإجراءات المتخذة من أجل تمتين حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد من خلال رفع مستويات التنسيق بين الاجهزة الامنية».
وبحسب هذه الاوساط فان «حزب الله» لم يقل كلمته بعد في الاستحقاق الرئاسي والتي تنطوي على «اسماء مستورة»، وهو كان اكتفى في المرحلة الماضية (ومعه فريق 8 آذار والنائب جنبلاط) برمي الكرة في ملعب زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري عبر إحالة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد عون عليه، بعدما أبلغ الحزب عون انه لا يملك لوحده القدرة «الرقمية» على تأمين انتخابه وان «القفل والمفتاح» في ذلك يبقى الحريري الذي تلقّف «الهدية المفخخة» ورفض ان يقوم بـ «المهمة» التي لا يريد 8 آذار ان تصدر عنه، اي «حرْق ورقة» عون، وربَط الموافقة على السير به مرشحاً توافقياً بالحصول على «رضا» مسيحيي 14 آذار وهو ما لم يحصل.
وفي حين ترى الأوساط نفسها ان موقف «حزب الله» من الملف الرئاسي لم يتغيّر وانه لا يزال في «وضعية انتظار» ربطاً بالاوضاع الاقليمية وما يمكن ان ترسو عليه بعض القضايا الساخنة الى جانب الملف «النووي» الإيراني وان اي تغيير في هذا الموقف يبقى رهناً بتبدُّل مقاربته وطهران للواقع اللبناني وموقعه على «رقعة الشطرنج» في المنطقة انطلاقاً من الصراع على النفوذ في لبنان مع السعودية، فان البارز كان «النقزة» التي أثارها لقاء جنبلاط – نصر الله لدى فريق عون وهو ما عبّرت عنه قناة O.T.V الناطقة بلسان التيار الوطني الحر اذ لاحظت «أن الحركة الجنبلاطية سواء باتجاه الرئيس الحريري أو السيد نصر الله، أو اللواء المتقاعد جميل السيّد، لها هدف واحد هو فك الارتباط بين الحريري والعماد عون، ومنعه بأي ثمن من الوصول الى قصر بعبدا».