رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في لقاء له ضمن برنامج بموضوعية على شاشة الـMTV “أننا قادرون على الذهاب الى المجلس وانتخاب رئيس ولكن كتلتي حزب الله والعماد ميشال عون تعرقلان هذا الاستحقاق والتعطيل مستمر حتى إشعار آخر”، لافتاً الى ان “المواطنين قادرون على محاسبة النواب الذين قاطعوا جلسات انتخاب رئيس للجمهورية.
وحول إمكانية التصعيد وصولاً حتى العصيان المدني للضغط بهدف انتخاب رئيس، أجاب:”عندما نراجع كل التحركات يبقى هناك حس من المسؤولية يمنعنا من التصعيد، فالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان لديه أفكار من هذا القبيل ولكن التحرك في هذا الإتجاه لا أحد يضمن الى أين سيؤدي بنا، فكل الوضع المتفجر حولنا يمنعنا من الاقدام على خطوات تصعيدية”.
و اعتبر بأن ايران خسرت فلي العراق وهي لن تسمح بأن تخسر في لبنان وبعد ما جرى في العراق رأى بأن:”موقف حزب الله سيتشدد أكثر بالنسبة للرئاسة في لبنان بعدما تلقت إيران الخسارة بتغيير نوري المالكي اذاً للأسف الستاتيكو في لبنان مستمر”.
ورداً على السؤال حول السبب من وراء ترشحه وإمكانية إنسحابه لصالح الرئيس أمين الجميّل أو لحلحلة الأزمة قال:” ترشحت لان من حقي أن أترشح ولأنني رئيس أحد الاحزاب الكبرى مسيحياً إن لم يكن الأكبر ولدي مشروع سياسي ومنضوٍ في تحالف وطني عريض، فنحن نعمل بالسياسة للوصول الى واقع ملائم لتنفيذ مشروعنا السياسي، وفي النهاية من يرفضون برنامجي هم أحرار ومن لا يحب ان يصوّت لي فليقم بذلك لكن لينزلوا الى المجلس النيابي.
من ناحية أخرى لقد تبيّن ان الرئيس الجميل ستكون حظوظه اقل من حظوظي حتى أنني تحدثت معه مباشرة في هذا الموضوع، وهو تشاور بدوره مع الكتل الاخرى التي لها مواقف واضحة، ويا ريت يكون موقفها مغايراً، هل يرضى العماد ميشال عون انتخاب الرئيس الجميل؟ اذا فعل أنا أول من يقبل بهذا الأمر من ناحية أخرى ان سحب ترشيحي للرئاسة على غير هدى لا يقدم أي نتيجة فأنا لم أترشح لأتسلى”
وقد نفى جعجع بان تكون عودة الحريري تمت من خلال صفقة سياسية وقال:”ان قوى 14 آذار مجتمعة ومتوافقة على مشروع سياسي وبالتالي لن تنتخب هذه القوى رئيساً مناقضاً لمشروعها السياسي، والرئيس الحريري لا يحتاج الى صفقة كي يأتي رئيساً للحكومة لأنه الأكثر تمثيلاً في الساحة السنيّة”.
وعن امكانية طرح فكرة مؤتمر تأسيسي في ظل هذه الظروف التي نعيشها، شدد جعجع على انه :” ان تلاعب احدٌ باتفاق الطائف، لا أحد يعلم أين سنصبح؟ وحتى من ينادي بمؤتمر تأسيسي اليوم علامَ هو متفق مع الآخرين؟ فالجنرال عون لا يمكن معرفة ماذا يريد فهو حيناً مع الطائف وحيناً ضده، وبالتالي ما هو مشروعهم وما هدفهم من طرح فكرة مؤتمر تأسيسي؟ فحزب الله منذ البداية لا يريد الطائف”.
وحول أحداث عرسال، أشار الى ان :”البعض كان يحاول التآمر على الجيش عبر إدخاله بمرحلة استنزاف طويلة للتخفيف عن النظام السوري لكن هذا الهدف لم يتحقّق، اذ كان “حزب الله” يرغب باكمال الجيش للمعركة في عرسال من دون الاخذ بالاعتبار مصلحة لبنان”.
وأضاف:”داعش كذبة كبيرة وهي فورة تختفي بالسرعة التي ظهرت بها، و هي كناية عن مجموعات مخرّبة تتصرف على هواها وهي موجودة في سوريا والعراق بسبب حال الفوضى الموجودة هناك”.
تابع:” صحيح ان داعش خطر داهم ولكن ليست خطر وجودي في لبنان او الشرق الأوسط، إن الذي غيّر المعادلة في العراق هو الوضع السياسي المفكك في هذا البلد والذي أدى الى ظهور داعش. اما في لبنان فهناك دولة موجودة والجيش قد احتوى احداث عرسال بمقوماته. والمسيحيون في لبنان يعيشون في بيئة حاضنة لهم والدولة موجودة، و ما هي داعش امام المجموعات المسلّحة التي واجهناها خلال أحداث الـ1975؟”.
وأوضح أن ” ما حصل في عرسال هو ان العنصر الذي فجّر الأزمة هو اعتقال ابو عماد جمعة، والعامل الآخر هو العدد الكبير للنازحين السوريين الذين كان المسلحون يحاولون تجنيدهم معهم ليشكّلوا عامل ضغط على حزب الله، والعملية في عرسال نجحت في دحر المسلحين الى خارج الحدود. وانا ضد التفكير بأي تبادل مع المسلحين، فلو استمر القتال في عرسال هل كان تحرر المخطوفون؟ ان الهدف العسكري كان اخراج اي مسلح من لبنان وقد تحقق”.
وأشار أن لم يكن مع مواقف النواب محمد عبداللطيف كبارة وخالد الضاهر ومعين المرعبي ضد الجيش لكن هؤلاء أوضحوا مواقفهم في اليوم التالي.
وأكّد أن “المملكة العربية السعودية صرفت مبلغ المليار دولار لدعم الجيش فعلاً وليس كما يُسوق البعض أنها لتعويم الرئيس الحريري، ولكن قبل وجود رئيس للجمهورية لن يتم صرف مبلغ الـ3 مليار”. معتبراً الى ان “السعودية ضنينة على محاربة المجموعات المتطرفة نظراً للضرر الذي تلحقه هذه المجموعات بالإسلام وصورته”.
جعجع لم يرَ “ان هناك مخططاً دولياً واضحاً لتقسيم المنطقة بل يتم دعم الاطراف تبعاً لظروف تكتية”.
وبالحديث عن بنية المؤسسات في الدولة اعتبر جعجع بأن الذهاب الى الإنتخابات هو الحل الأفضل وهناك يمكن للمواطنين الذين انتخبوا النواب المعرقلين ان يرفعوا دعاوى ضدهم والناس يمكنهم التصرف بعدما أدينا دورنا”. مؤكداً أن القوات اللبنانية لن تصوت الى جانب التمديد لمجلس النواب، وأن “على الحكومة التحضير للانتخابات النيابية، ولا أرى ظروفاً أمنية قاهرة تمنع حدوثها كما ان وزير الداخلية يحضّر للإنتخابات وكأنها حاصلة غد”, متمنياً على الرئيس نبيه دعوة المجلس النيابي لإقرار قانون انتخابي جديد.
جعجع اعتبر ان: “جزءاً كبيراً من الحلّ بيد المواطن والثورة تكون من خلال تغيير أنماط تصرفنا السياسي عبر الانتخابات علينا ان نعرف هذه المرة كيف سننتخب والا سوف نبقى في الوضع الذي نحن فيه”.
وأعلن أنه:”اما ان تقوم دولة في لبنان او لا تكون، فالاوضاع لا تستقيم الا بقيام دولة فعلية ووجود حزب الله المسلّح لا يتناسب مع ذلك، وانطلاقاً من هنا “بدنا سلاح تنرتاح ولكن بيد الدولة اللبنانية”.
هذا وقد أبدى جعجع تعاطفه مع طلاب الشهادات الرسمية محملاً وزير التربية مسؤولية إتخاذ الإجراء المناسب لحل الأزمة فالوسائل القانونية متواجدة بين يدي وزير التربية وهيئة التنسيق اتخذت قراراً خاطئاً بعدم التصحيح.
ولفت الى أن قوى 14 آذار تبحث عن طريقة لجعل السلسلة أقل كلفة على المواطنين، معتبراً ان فريق 8 آذار يزايد في هذا الموضوع، فثمة مشروع حل موجود ومطروح على طاولة البحث.
وحول وضع المسيحيين في المنطقة، رأى جعجع ان مسيحي مصر بألف خير والظروف ستسمح بعودة
واستبعد جعجع امكانية حصول تقسيم طائفي ومذهبي في المنطقة إلا مكان واحد وهو في كردستان العراق.
وأشار الى ان ” النظام في سوريا انتهى وما يجري الآن هو في الوقت الضائع وحالٌ من الفوضى، وأنه لو لم يقاتل حزب الله في سوريا لما كنا نرى هذه الاخطار الامنية في لبنان”.
ليبانون ديبايت