“الصبور والشوريدة والزبيدي الأسمر” أسماك يتم اصطيادها من سواحل الأحواز الشماليَّة التي يقطنها أغلبية إيرانية سنية، وتعد الوجبة الشعبية الرئيسية لسكان مدن الأحواز، وهو ما يفاقم من الأزمة التي تكشفت معالمها الأسبوع الماضي، عندما ثبت تسمم العديد منها بعد إخضاعها للتحاليل.
ويقول الخبراء إن السلطات الإيرانية حاولت أن تخفي تسمم الأسماك خلال السنوات الأخيرة لسببين حسب الخبراء، الأول هو تجنب النقاش حول مخاطر الترسبات الحاصلة من البتروكيماويات في سواحل مدينة معشور ومياه الخليج العربي عمومًا التي تتسبب فيها السلطات الإيرانية، وأيْضًا التخوف من طرح أسئلة حول الإشعاعات النووية الصادرة من مفاعل أبو شهر الذي تعرض لعدة هزات أرضية خلال السنوات الأخيرة، بحسب صحيفة “الجزيرة” الأحد (31 أغسطس 2014).
والسبب الثاني حسب الخبراء هو البطالة التي سيسببها خبر تسمم الأسماك لمن يعملون في مجال الصيد والإتجار بالأسماك دون الاكتراث بالخطر الجدي الذي تسببه هذه الأسماك لسلامة الأحوازيين وهي تحمل سموما مرتفعة جدًا وخطيرة ومنها مادة الزئبق (جيوه) التي تحملها هذه الأسماك التي نسبتها في بعض الأسماك تتجاوز النسب المقبولة إلى حد كبير.
لكن الخبراء ـ بحسب “الجزيرة”- وبسبب خوفهم من البطش لم يعلنوا النسب الحقيقية لهذه السموم في الأسماك، إلا أن دكتور أماني أحد أعضاء الهيئة العلميَّة لجامعة الأحواز وهو أستاذ التغذية في الجامعة، قال إن “بعض التحقيقات والتحاليل أثبتت أن هناك نسبة عالية من المواد السامة توجد في بعض الأسماك ومنها مادة الزئبق الخطرة وفي أسماك هي الأكثر انتشارا في الأحواز الشمالية”.
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه بعد إكمال التحقيقات ثبت أن هناك عناصر سمية أكثر من الحدّ المسموح به موجودة في هذه الأسماك.
وتابع أن مواد خطرة أخرى مثل الرصاص، كادميم، والنيكل موجودة هي الأخرى في الأسماك التي تعيش على سواحل معشور وذلك بسبب التسربات الكيماوية لهذه المواد من البتروكيماويات، وأضاف أن كثيرا من أهالي معشور أوقفوا أكل هذه الأسماك بعد ما ظهرت لهم دلائل سميتها.