لم يأت البيان الصادر عن الاجتماع الذي انعقد في منزل النائب محمد كبارة بحجم الاخطار التي تحدق بمدينة طرابلس جراء تنامي المربع الامني الذي يعتبر النواة الاولى لـ «الامارة الاسلامية» الموالية لـ «جبهة النصرة» في ظاهر الاعلان ولـ «داعش» في ما خفي من مبايعة لم يحن أوان الاعلان عنها حسب مصادر متابعة لتطورات الاحداث في طرابلس.
الاجتماع كان لافتا تقول المصادر في توقيته وفي ظروفه ومن حيث الحضور بالرغم من البيان الذي اشار الى انه اجتماع لوزراء ونواب طرابلس فيما سجل غياب نواب فاعلين ونواب اعتادوا على المشاركة في مثل هذه الاجتماعات بينما جاء غيابهم ليسجل عدة ملاحظات توقف عندها المتابعون لقضايا طرابلس في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة عامة.
واشارت المصادر الى ان هذا الاجتماع المذكور انعقد في ظل اوضاع امنية مقلقة تعيشها طرابلس وحيث تساؤلات تطرح حول ما تنتظره المدينة في غياب معالجة جدية لمربع امني انشىء في التبانة وفرض سطوته على احياء من التبانة واشاع اجواء من الحذر والقلق مما يعيد المدينة الى نقطة الصفر بعد تعاظم قدرات المربع الامني العسكرية وتطبيق الاحكام الشرعية وفق المنهج التكفيري على غرار ما يحصل في المناطق التي تسيطر عليها «داعش» في سوريا والعراق.
صحيح ان البيان الصادر عن المجتمعين اثنى على دور الجيش اللبناني ودعا الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية لكن المجتمعين، تؤكد المصادر، تجاهلوا سهوا او عمدا المربع الامني وممارسات قادته وتحديهم للجيش والقانون والدولة حتى انهم تجنبوا دعوة الجيش لاقتحام هذا المربع وانهاء الحالة الشاذة التي تهدد امن المدينة برمتها وفي هذا التجاهل اكثر من اشارة واكثر من خلفية اعتبرتها المصادر الطرابلسية انها لا تشي بجدية دعم اجراءات الجيش وتأييدا مطلقا له بل هو دعم مشروط ومحدود وتأمين الغطاء السياسي للمربع وليس للجيش.
المصادر سجلت ملاحظات تالية:
اولا – عدم مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء الصفدي واحمد كرامي وفيصل كرامي بالاجتماع بالرغم من كونه اجتماع طارىء لمعالجة قضية الامن والتطورات في المدينة والتي تقتضي مشاركة كافة وزراء ونواب طرابلس بعيدا عن الخلافات والحساسيات السياسية بين الفرقاء السياسيين لان المسألة مصيرية وتقتضي تكاتف الجهود كلها وجاء تجاهل دعوة المذكورين ليوحي بان خطة ما لابعادهم عن الساحة الطرابلسية وتهميشهم قدر الممكن، وغيابهم ايضا اشارة الى شرخ سياسي في المشهد الطرابلسي مقدمة للاستحقاق النيابي المقبل.
ثانيا – لم يكن الاجتماع لنواب ووزراء طرابلس بدليل غياب نواب اخرين كروبير فاضل وسامر سعاده وبدر ونوس، بل هو اجتماع لوزراء ونواب «تيار المستقبل» وهنا تسأل المصادر: لماذ استثني من الاجتماع نواب اخرون من كتلة المستقبل وخاصة النائبين اللذين كانا يداومان على حضور هذه الاجتماعات خالد الضاهر ومعين مرعبي؟وهل لاستبعادهما عن الاجتماع شأن باستبعادهما عن المشهد الطرابلسي والشمالي عامة بعد موقفهما النافر من الجيش اللبناني وانحيازهما الى «داعش» و«النصرة» مما لا يستطيع تيار المستقبل تحمل تبعات مواقفهما المتشددة وبالتالي لعل في ذلك توزيع للادوار السياسية ..
واعتبرت المصادر انه كان من المتوقع ان يكون بيان المجتمعين اكثر وضوحا في تأييد ودعم الجيش لخطوات واجراءات تؤدي الى بسط سيطرته على كافة انحاء وشوارع طرابلس وانهاء كل المربعات الامنية المستجدة ومحاسبة المرتكبين خاصة ملاحقة مرتكبي الاحداث الاخيرة وانه من الضروري البدء الان وقبل غد بمعالجة البؤرة الامنية التي تتنامى وبلغ عديدها حتى الآن الـ 150 عنصرا ومن بينهم عدد من المقاتلين السوريين الذين يعتبرون العمود الفقري لهذا المربع الامني الخطير الذي يحلم بامارة اسلامية بدأت ترفع الراية السوداء وتحكم وفق الشريعة على منهج داعش والنصرة..
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...