ما اعلنه قائد الجيش العماد جان قهوجي، بأن معركة عرسال وجرودها تحديداً لم تنته وأنها متوقعة أن تحصل في أية لحظة، هو كلام من موقع القرار، يصدر عن من سيعطي الأمر في الوقت المناسب لتحرير الأرض اللبنانية من المسلحين الذين ينتهكون السيادة اللبنانية ويخطفون عسكريين، وما زالوا يخطفون لبنانيين ويعتدون على الأملاك الخاصة، كما يضعون منطقة البقاع الشمالي والهرمل وصولاً إلى بعلبك على فوهة بركان قد ينفجر كما جرى في ? آب الماضي ويشعل معارك عسكرية لا طائل لها، ويهدد بفتنة طائفية ومذهبية، في القرى المسيحية والشعية.
والتحضير للمعركة العسكرية الكبرى قائم، مع إقتراب فصل الشتاء، حيث يعد المسلحون من “جبهة النصرة” و”داعش” للعودة إلى بلدات في جبال القلمون كيبرود ورنكوس والمعرة، أو النزول إلى عرسال، كما تقول مصادر سياسية وأخرى حزبية في ? آذار وقريبة جداً من “حزب الله” وسوريا، وأن ثمة صعوبة للمسلحين للعودة إلى القلمون بسبب الألغام التي زرعها الجيش السوري و”حزب الله” وقد وقعت فيها أكثر من مجموعة مسلحة حاولت العبور أو التسلل قبل اسابيع وقتل افرادها، كما اقفلت كل المعابر بإتجاه سوريا بإستثناء بعض المعابر التي يصعب اجتيازها بسهولة.
فالحصار شبه المطبق من الحدود السورية على المسلحين يسهل الإطباق عليهم عسكرياً من داخل الأراضي اللبنانية حيث درست قيادة الجيش الموضوع عسكرياً وفق ما تقول المصادر، وحشدت الأف العسكريين من أفواج النخبة والتدخل والمغاوير وفصلت عرسال عن جرودها، وسدت معظم المنافذ، حيث أصبحت القوى المقاتلة على الأرض جاهزة قتالياً ولوجستياً وتنتظر القرار العسكري لأن القرار السياسي متخذ.
ويدخل في إطار التحضير للمعركة العسكرية التنسيق مع الجيش السوري، حيث تكشف المصادر أن قيادة الجيش ومن خلال أحد الضباط في مكتب التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري والذي ما زال موجوداً وتجري اجتماعات مشتركة من خلاله، بحث مع الجانب العسكري السوري في إمكانية التعاون والتنسيق بين الجيشين في حال وقوع المعركة ضد المسلحين في عرسال، فكان الجواب إيجابياً، ولكن لا بد من تظهيره سياسياً عبر طلبه من الحكومة أو أحد الوزراء المعنيين أي وزير الدفاع أو الداخلية أو حتى الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري وحتى قائد الجيش، وعندها سيقوم الجيش السوري بدوره وهو لا يقصر ولن يقصر، وطيرانه يهاجم من وقت إلى آخر مجموعات مسلحة عند الحدود اللبنانية – السورية.
ولا تخفي المصادر وجود تبادل معلومات مع “حزب الله” الذي لا يدخل المعركة من لبنان، بل هو ينخرط فيها من خلال وجوده في الدخل السوري أو عند الحدود مع لبنان.