دلالات كثيرة وهامة لقيام رجال المقاومة الاسلامية بعملية نوعية في مزارع شبعا المحتلة في منطقة السدانه وتبني حزب الله لهذا العمل الجهادي، تقول مصادر في 8 آذار وفي لحظات مصيرية في المنطقة المشتعلة من كل الجبهات والاماكن وتعيش حالة تأمر عربي – خليجي تحديدا على المقاومة في محورها بالكامل، وتؤكد المصادر انه من اللحظة الاولى للعملية علم المتابعون ان المقاومة الاسلامية نفذت العملية وانتشرت صور اولية للعملية وجرحى العدو الاسرائيلي في مكان الاستهداف.
واشارت المصادر الى ان توقيت العملية كشفت ان حزب الله اراد توجيه رسالة نارية مباشرة لحكومة نتنياهو التي تعمل على تدعيم التكفيريين من «جبهة النصرة» و«داعش» وتفتح لهم الطرقات والمستشفيات والمنتجعات على اختلافها وتدربهم وتسلحهم، ولفتت الى ان هدف الرسالة التي وجهها حزب الله الى تل ابيب لانه في حال سهلت اسرائيل الطرق للتكفيريين ستكون مع اسرائيل مباشرة من جبهتي لبنان والجولان وسيقودها حزب الله بشكل مباشر وعلني وان لم يقل ذلك او يتواضع في الحديث مراعاة وتحببا لهذا او ذاك.
واكدت المصادر ان «اسرائيل تلعب بالنار معتبرة ان حزب الله مشتت ولا يريد فتح جبهة في الجنوب وهي منذ زمن تعتدي وتتجاوزر الحدود تحت مرأى ومسمع «اليونيفل» والمعنيين في لبنان، وان تل ابيب بلعبها في النار بموضوع جبهة العرقوب وتمهيد الطريق للتكفيريين عبر القرى السورية المحتلة بأتجاه الجنوب هذا امر يفتح الحرب مع اسرائيل ولا تعتقد الدولة العبرية انه اذا كانت طائرات التحالف في المنطقة يعني انها بمأمن وان المنطقة العربية تنام على «حرير» فلكل شيء حساب حتى طلعات التحالف؟؟
ومن اثار رسالة حزب الله لاسرائيل، تقول المصادر ان حزب الله عندما نفذ عملية السدانه، كانت قواته المقاتلة في حالة هجوم منذ اكثر من ثلاث ساعات على التكفيريين في جرود عسال الورد والجبة وكانت قوات الحزب تتقدم وتسيطر على مواقع وتقتل العشرات من «داعش» و«النصرة»، واشارت المصادر الى كلام الامين العام لحزب الله العلامة السيد حسن نصرالله حيث قال: ان حزب الله يستطيع ان يقاتل عندما تفرض عليه الحرب على كل الجبهات «وما حدا يجربنا». وكانت الرسالة واضحة لاسرائيل في هذا السياق ان ما تبنون عليه من تحليل من «حشر حزب الله»، ها هو حزب الله ينفذ عملية في اراض لبنانية محتلة وينتظر الرد ، الذي بألتاكيد لن تجرؤ عليه حكومة نتيناهو التي خرجت منهكة من حربها على غزة. وبذات الوقت الذي تعلم فيه ان الحرب هذه المرة مع حزب الله هي حرب اقليمية مع كافة محور المقاومة. وهو امر ليس بالسهل على تل ابيب وحلفائها العرب الخليجيين الذين يشهدون ما يحصدونه من نصرة ربوها ومن داعش مولوها وامدوها حتى بالعاهرات.
واكدت المصادر ان الرسالة الثالثة في عملية بريتال موجهة للاميركي ان اللعب بالنار في المنطقة لأي سبب او تحت اي مسمى في سوريا ضدّ الرئيس بشار الاسد او ضد ايران والعراق وحزب الله ( ضرب عسكر قوات السلام التابعة للسيد مقتضى الصدر بطائرات اميركية ادعت واشنطن انها عن طريق الخطأ) ان اي خطأ سوف يكون امن اسرائيل في ميزان المعادلة مهما كلف الثمن وتحت اي اعتبار مما يعني ان الامور في المنطقة معقدة وصعبة وعلى التحالف ان يفهم انه باي حماقة لن يخرج منتصرا لا هو ولا الدول الخليجية وغير الخليجية التي تموّل ضرب ربيبتها: «داعش» و«النصرة» وكل انواع التكفير.
المصادر تقول لمن يعنيه الامر في اي «محل اقامة كان» وبداية للعدو الاسرائيلي ان اللعب بالنار سيفتح النار على الجميع، ولا احد يظنن ان حزب الله والمحور الذي ينتمي اليه لا يقدرون ظروف المرحلة وما يجري ، من هنا لم تأت هذه العملية من فراغ سياسي وامني وعسكري.. ربما تل ابيب تفهم معاني الرسالة. وتتصرف بعقلانية اكثر وتبتعد عما تقوم به في السر والعلن، كون ايام جيش لحد وّلت بلا رجعة ولن تتكرر المحاولة لا في سوريا ولا لبنان، والا على اسرائيل ان تتحمل التبعات وعلى من وراء اسرائيل ان يتحمل ما سيجري في المنطقة ككل من انفجار قد لا تبقى براميل نفط ولا دولارات تلهث وراءها واشنطن من جيوب العرب الخليجيين.
علما ان البيت الابيض وفق معلومات المصادر قد نصح اسرائيل بعدم التدخل واللعب بالنار لأن وضع المنطقة لا يحتمل، لكن يبدو ان اسرائيل لم تتوقف عند النصيحة الاميركية واسهبت في محاباة النصرة من جهة العرقوب عبر الجولان.
بناء على ما تقدم ان مقولة ان على حكومة تل ابيب، كما تقول المصادر، ان تُعيد حساباتها الامنية والعسكرية والسياسية وعلى الآخرين الذين يتحركون كخفافيش الظلام في لبنان وخارجه ان يفهموا ان الامور التي يجري تجاوز الخطوط الحمراء فيها لا يمكن التساهل فيها … فهل وصلت الرسالة لمن يعنيهم الامر. اما جماعة او جوقة 14 اذار تضيف المصادر ستبدأ بالتصريح ان حزب الله يريد توريط لبنان مع اسرائيل كما فعل في سوريا وان حزب الله يتحكم بقرار الحرب والسلم، اي سوف يعلنون نفس مواقفهم في هكذا مناسبات.
ياسر الحريري