بعيدا عن قضية العسكريين المعقدة ، العالقة بين مد الانفراج النسبي وجزر الشكلي منه، الذي لم يبلور حتى الساعة خطوات عملية تؤدي إلى التعجيل في تحرير العسكريين،لم يحمل المشهد السياسي اي جديد تقول مصادر سياسية، يحدث تقدما في الملفات اللبنانية المترنحة، من الانتخابات الرئاسية الدائرة في فلك الفراغ المتمادي، مرورا بملف التمديد للمجلس النيابي الذي لم يصل حتى الساعة الى بر الاتفاق بين القوى السياسية المعنية، رغم اقرارها به، وصولا الى ملفات النزوح السوري المتفاقم وتداعياته الخطيرة ، يبقى الملف الامني في الواجهة ، مع تكرار المخاطر الأمنية في طرابلس وعلى الحدود الشرقية، وسط اجراءات الجيش الاستباقية في طرابلس والبقاع في آن واحد، تحت عنوان التشدد في الامن ، مستندا الى المخاوف المتزايدة من التطورات الدراماتيكية المتسارعة الغير محددة الافق والمحسومة النتائج.
فالسباق بين تنظيمي «داعش» و»النصرة» لكسب الساحة الشمالية، تتسارع وتيرته، رغم تقدم الثانية، «الممثلة» اكثر على الارض من خلال ابرز مجموعاتها منصور – المولوي ، والتي بينت الاحداث بحسب مصادر امنية وقوفها خلف الاعتداءات المتكررة ضد القوى العسكرية والامنية ، معطوف على فرار العسكريين، بعيد حديث قائد الجيش عن إعتماد «داعش» على خلايا نائمة في طرابلس وعكار، وسعي الإرهابيين لإنشاء ممر إلى البحر عبر لبنان، كلها معطيات تفيد أن لبنان دخل عين العاصفة الإرهابية، خصوصا بعد التطورات المتلاحقة على الجبهة الشرقية.
اللافت في كلام قهوجي المكرر تضيف المصادر، انه جاء ، عشية سفره الى الولايات المتحدة الاميركية ، في زيارة تستمر اسبوعا لبحث سبل التعاون العسكري بين الجيشين الاميركي واللبناني والتسليح الاميركي للجيش والتنسيق في محاربة الارهاب والحفاظ على الاستقرار في لبنان، ونتيجة تقاطع معلومات أجهزة استخبارات غربية تحدثت عن اوامر اعطيت لخلايا النائمة مرتبطة «بداعش» في الشمال، للتحرك ضد الجيش اللبناني وتنفيذ عمليات أمنية وهجمات مسلحة، مع احتمال محاولتها الاستيلاء على مناطق حدودية، للحد من الضغط على جرود عرسال، اكدتها التحقيقات مع موقوفين إرهابيين كشفت وجود مخططات لإقامة ما يسمونها «إمارة إسلامية» في الشمال، خصوصا إعترافات أحمد جمعة كشفت عن مخطط وضعه تنظيم «داعش» لاستهداف القرى القريبة من عرسال وتحديدا المسيحية، وإشعال حرب أهلية بين السنة والشيعة.
مصادر وزارية متابعة قرأت في كلام قائد الجيش اعادة تأكيد لمعلومات سبق واشار اليها منذ اليوم الاول لمعارك عرسال في خطة تصاعدية هدفها ايصال رسائل واضحة الى المعنيين مفادها ان جميع مخططاتهم معروفة وباتت مكشوفة وبالتالي لا لزوم لمحاولة تطبيقها لان الجيش والقوى الامنية بالمرصاد وبجهوزية كاملة في مسعى منها لحقن الدماء وتوفير الدمار والخراب الذي قد يلحق بطرابلس من دون اي نتيجة ، مطمئنة الى ان الجيش يملك الوحدات الكافية لمواجهة اي تطور قد يحصل دون الحاجة لسحب اي وحدات من عرسال ، كما ان الاحتياطات الميدانية التي اتخذت في سائر المناطق كفيلة بأن تمنع الخلايا من تنفيذ اي خطة وهذا الوضع ينسحب على منطقة العرقوب الحدودية مع اسرائيل، حيث تخضع كل الممرات من الجانب السوري للمراقبة الصارمة للحؤول دون تسلل جماعات والمرابطة في التلال والاودية الشديدة الوعورة، مضيفة ان المخزون الذي اصبح متوافرا من الذخيرة والسلاح كاف لخوض اي مواجهة قد تفرض.
وفي معرض ردها على ما يثار حول انشقاق العسكريين، اعتبرت المصادر ان ما يجري لا يتعدى بعض الحالات الفردية ، مشيرة الى ان «جبهة النصرة» وداعش تحاولان الاستفادة من الموضوع عبر تظهيره في الاعلام بالشكل الذي ظهر في اليومين الماضيين في حرب نفسية مكشوفة ، داعية الى توخي الحذر عند مقاربة هذه المواضيع وعدم الوقوع في فخ المغرضين ، معتبرة ان ما يحصل اقل بكثير مما قد نشهده في ظروف مماثلة والدول المحيطة خير دليل ، مؤكدة ان تنسيقا جديا كبيرا يجري مع الاجهزة الاستخباراتية الخارجية التي ساعدت في اكثر من حالة باحباط عمليات اختراق داخل المؤسسات الرسمية، مشيرة الى ان «المنشقين» هم من المجندين الفارين . كاشفة ان الحوادث الفردية التي شهدتها بعض القطع العسكرية لم تتخطى الحدود المنطقية في ظل الظروف التي تعيشها البلاد والشحن الطائفي والمذهبي الجاري. مؤكدة على متانة ووحدة المؤسسات الامنية والعسكرية التي تتمتع بمعنويات عالية جدا ، عززها الوقوف والدعم الشعبي الذي تلقاه والذي ظهرته طلبات الاسترحام لعسكريين سبق ان سرحوا من الجيش لاسباب مختلفة، اذ تم استيعاب حوالى 600 منهم في دورات تأهيل سريعة الحقوا بعدها بالوحدات الموجودة في عرسال.
من جهتها لا تستبعد مصادر سياسية طرابلسية أن تكون ثمة اياد خفية وراء حوادث إطلاق النار وإلقاء القنابل على دوريات وحواجز الجيش، من قبيل الاصطياد في المياه العكرة، مع غياب تبني أي جهة مسلحة لهذه الأعمال المرفوضة، مستفيدة من النقمة المتزايدة ضد الجيش في مختلف المناطق ذات الغالبية السنية نتيجة سياسة الكيل بمكيالين واستمرار الاعتقالات تحت حجة الارهاب .ورات المصادر ان الاحتقان الذي بلغ ذروته ادى الى تفاقم ظاهرة التشدد ،سيما مع بروز دعوات الى الجهاد ضد الجيش ، مشددة في الوقت نفسه على ان اهالي طرابلس متمسكون بالمؤسسة العسكرية ويرفضون التعرض لها تحت اي حجة، مشيرة الى ان الجيش في وضع لا يحسد عليه، اذ انه ليس قادرا على الحسم العسكري بسبب اجواء الاحتقان المذهبي، كما انه لا يستطيع السكوت عن استهدافه ، معتبرة ان اسباب تردي الاوضاع كثيرة ومتشعبة، وبالتالي فان عدم وضع الاصبع على الجرح واللجوء الى معالجات جذرية على مختلف المستويات لن ينفع ولن يؤدي الى نزع فتيل التوتر الذي سيبقى قابلا للاشتعال عند اي تطور سياسي او عسكري في لبنان او سوريا ، كاشفة عن نجاح مسعى مجموعة من الشخصيات في الوصول الى اتفاق مع المولوي – منصور لتسليم مسجد عبد الله بن مسعود في غضون 48 ساعة والانكفاء عن تلك المنطقة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...