وسط المخاوف المتصاعدة من محاصرة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» للعاصمة العراقية
بغداد وبعد سيطرته الكاملة على قضاء هيت أمس، اعترف رئيس هيئة الأركان الأميركية
المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي بأن الجيش الأميركي استدعى طائرات الهيليكوبتر
الاباتشي لدعم القوات العراقية للمرة الأولى بعد أن اقترب مقاتلو التنظيم من مطار
بغداد مؤخرا.
وأكد ان الولايات المتحدة لن تسمح بسقوط هذا المطار قائلا «نحن
في حاجة لهذا المطار».
واوضح الجنرال ديمبسي ان مقاتلي داعش غيروا من تكتيكاتهم فمنذ ان بدات الولايات
المتحدة تنفيذ الضربات الجوية أصبحوا الآن اكثر قدرة على استخدام الأجهزة
الالكترونية وعلى التخفي، مشيرا الى انهم لم يعودوا يرفعون رايات او يتحركون عبر
قوافل كبيرة كما اعتادوا كما انهم لم يعودوا يقيمون مقار للقيادة واضحة يسهل التعرف
عليها.وقال ديمبسي انه لم يستبعد بعد ارسال قوات أميركية على الأرض لمحاربة داعش.
واضاف انه اذا اقتضت الظروف لذلك فستكون الإجابة «نعم» غير ان هذه الظروف لم
تواجهنا حتى الآن على حد قوله.
لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان واضحا في هذا الصدد اذ قال ان
العراقيين هم من عليهم التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يواصل تقدمه.
وصرح كيري: «مع الوقت نعتقد ان الاستراتيجية ستتعزز وان القدرات ستتوطد وستصبح
«داعش» اكثر عزلة».
واضاف «لكن في نهاية الأمر، العراقيون هم من عليهم استعادة اراضي العراق.
العراقيون في الأنبار هم من عليهم المحاربة لاستعادتها».
وفي تطور يعزز المخاوف من تقدم داعش في العراق، أعلن الفريق الركن رشيد فليح
قائد عمليات الأنبار في الجيش العراقي، سيطرة عناصر تنظيم «داعش» على معسكر «عين
الأسد» في «هيت» بعد انسحاب قوات الجيش منه إلى ناحية البغدادي غرب مدينة الرمادي
مركز المحافظة.
وقال فليح في حديث للأناضول، إن «الفوج الأول لواء 27 التابع للفرقة السابعة
انسحب انسحابا تكتيكيا من معسكر هيت بجميع آلياته ومعداته وأسلحته إلى ناحية
البغدادي غرب الرمادي»، مشيرا إلى أن عناصر تنظيم داعش سيطرت على المعسكر بعد
إخلائه.
وبسيطرته على هذا المعسكر، يكون «داعش» قد بسط سيطرته على كامل قضاء هيت، حيث
بررت القيادات العراقية الانسحاب بحماية قاعدة رئيسية على الطريق نحو بغداد.
وقال احمد حميد رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة الأنبار إن «قوات الجيش في
معسكر هيت، القريب من القضاء، انسحبت من موقعها بغرض تعزيز حماية قاعدة البغدادي
«الأسد» سابقا.
وأوضح أن «قرار الانسحاب للقوة التي يبلغ عديدها اكثر من 300
جندي، صدر بالتنسيق بين القادة العسكريين والمسؤولين في المحافظة» مؤكدا أن
«الانسحاب ليس بسبب تعرضها لهجوم» من الإسلاميين المتطرفين. واكد حميد أن «قضاء هيت
اصبح 100% تحت سيطرة داعش» وهو يبعد عن هيت 150 كلم.
بدوره، اكد ضابط برتبة عقيد في شرطة الأنبار أن «القوات انسحبت من معسكر تدريب
هيت مساء » الأحد.
وأكد أن «قرار الانسحاب يهدف إلى تعزيز تواجد القوات حول قاعدة البغدادي بدلا من
بقاء هذه القوة معرضة لهجمات تنظيم داعش في تلك المنطقة».