اتت الجنسية التركية حلم يراود غالبية السوريين المتواجدين في مدينة اسطنبول والمدن التركية الآخرى على أمل تحسين أوضاعهم المستقبلية، مع إصرار نظام الأسد على حرمانهم من الأوراق الثبوتية بما فيها تجديد جوازات السفر.
شروط الحصول على الجنسية
أشار المحامي غزوان أنه للحصول على الجنسية التركية يجب الإقامة لمدة 5 سنوات متتالية دون انقطاع في تركيا بشكل شرعي بشرط أن لا تكون بغرض الدراسة، وأن لا يزيد مجموع فترات خروج الشخص خارج الحدود التركية أكثر من 6 أشهر، مؤكداً أن السوريين حاليا لا يحق لأغلبهم الحصول على الجنسية وحتى إن حققوا الشروط على اعتبار إن الإقامة المقدمة لهم من قبل الحكومة التركية لا تؤهلهم للحصول على الجنسية، وللحصول عليها يجب نقل إقامتهم إلى إقامة عمل.
وتابع غزوان: “يحق أيضا للأشخاص المتزوجين من مواطن أو مواطنة تركيا المطالبة بالحصول على الجنسية بعد مرور 3 سنوات بشرط إثبات وجود ترابط أسري وأن هدف الزواج ليس فقط للحصول على الجنسية التركية، كما يستطيع الشخص ذات الأصول العثمانية ويملك ما يثبت ذلك أن يحصل على الجنسية بشكل فوري، ومن يساهم في تطوير الزراعة والصناعة والتجارة بشكل لافت يتم منحه الجنسية بعد فترة زمنية معينة.
وأضاف غزوان: “بعد تحقيق أحد الشروط السابقة يقوم المتقدم لطلب الحصول على الجنسية التركية بأخذ شهادة صحية من وزارة الصحة تفيد بخلوه من الأمراض السارية، وأن تكون سيرته الذاتيه خالية من المشاكل والأحكام القضائية، كما يحتم عليه التكلم باللغة التركية بدرجة جيدة، وأن لا يشكل خطرا على الأمن القومي التركي.
وبعد استيفاء جميع الشروط يتم تقديم الطلب إلى دائرة الأجانب، ويمكن أن يطلب من المتقدم للجنسية التركية أن يتخلى عن جنسيته الأصلية وهذا ليس بالضرورة ويؤخذ هذا القرار بحسب رؤية مجلس الوزراء.
صعوبة توافر شروط الجنسية للسوريين
يتواجد في تركيا أكثر من مليون و800 الف لاجئ سوري يملك غالبيتهم إقامات مؤقتة وإقامات لجوء إنساني، وبالتالي قسم قليل منهم يملك إقامة عمل تخوله الحصول على الجنسية مستقبلاً، واعتبر الناشط زهران أن السوريين الذين يعملون في تركيا لا يملكون إقامات عمل على اعتبار أن الجهة التي تقوم بتوظيفهم لا ترغب بنقل إقامتهم من إقامة مؤقتة إلى إقامة عمل لأن هذا الأمر سيكلفهم ضرائب وتأمين صحي للعامل، لذلك يفضل الأتراك توظيف السوريين لأنهم أيدي عاملة رخيصة ولا يوجد عليهم أي ضرائب.
وتابع زهران: “في القانون التركي يعاقب أي محل تجاري أو شركة تقوم بتوظيف أشخاص من دون استخراج إقامات عمل، ونجد حاليا في مدينة اسطنبول عشرات آلاف السوريين يعملون دون عقود، وهنا تقع المسؤولية على الموظف أو العامل السوري لأن بمقدوره أن يقدم شكوى لوزراة العمل، عندها يتم معاقبة المحل أو الشركة التي يعمل بها ويتم إجبارهم على تحويل إقامته إلى إقامة عمل نظامية يحصل بموجبها بعد 5 سنوات على جنسية تركية، لكن للأسف هناك جهل كبير بهذا الأمر.
ولمعرفة أسباب رغبة السوريين في الحصول على الجنسية التركية أجرت أورينت نت استطلاع رأي في مدينة اسطنبول.
أشار غيث أن الجنسية السورية حاليا لا تخولك السفر إلا لعدد قليل من دول العالم الثالث وبالتالي أرغب في الحصول على جنسية أخرى ويفضل التركية على اعتبار أن اللجوء إلى أوروبا ليس بالسهل.
أما دعاء اعتبرت أنها لا تملك جواز سفري لأنها قنصلية نظام الأسد رفضت تجديد جواز سفرها، لذلك أكدت رغبتها في الحصول على جنسية أخرى للحصول فقط على جواز سفر دون حاجة نظام الأسد الذي يقوم بمحاولة إذلال السوريين في الخارج دون اهتمام أي من المجتمع العربي والغربي بنا بل بالعكس يقومون بالتضييق علينا وكأنهم يوجهون رسالة عليكم المصالحة مع النظام لتسيير أموركم.
وبينت أم ثناء أن تركيا بلد جميل وأتمنى الحصول على الجنسية التركية مع أطفالي لنبني مستقبلنا هنا نظرا لعدم رؤية نهاية للأحداث في سوريا، فمن الممكن أن تستمر الحرب في سوريا لأكثر من 10 سنوات لذلك الحصول على جنسية أخرى أفضل ضمان لي ولأولادي.