النائب وليد جنبلاط الذي لفت الأنظار أمس الأول عندما أخذ المبادرة إلى الرد على
الوزير نهاد المشنوق وصحواته مستبقا حتى صاحب العلاقة المعني مباشرة أي حزب الله،
فاجأ الجميع قبل أيام عندما أعطى تصنيفه الخاص لـ «النصرة» قائلا إنها ليست
إرهابية… وهو يقول ذلك منسجما مع ما يراه مناسبا لعبور المرحلة التي تشهدها
المنطقة بأقل خسائر ممكنة، وفي ظل المخاطر التي تتهدد كيانات الدول وإعادة النظر في
حدودها، فضلا عن الانقسامات الداخلية على خلفياتها الطائفية والإتنية التي يمكن أن
تهدد دول الجوار بفعل الامتدادات الديموغرافية والعشائرية المتداخلة فيما
بينها.
ويقول قريبون من جنبلاط إنه أطلق مواقفه الأخيرة، وفي
ذهنه مصلحة وأمن شريحة من الناس يعتبر نفسه مسؤولا عنها، وقد أولته هذه المهمة.
فتصنيفه الخاص بـ «جبهة النصرة» مثلا، ينطلق من كونهم شريحة سورية صافية لا تضم في
صفوفها غرباء، وهي في انتشارها داخل سورية وعلى الحدود اللبنانية مع شرائح تنتظر
رأيه فيما يحصل.
ونقل عن جنبلاط قوله: «ما الذي يجبرنا على اعتماد التصنيف
الأميركي والغربي والدولي، فيما نرى مسؤوليهم يبحثون لهم عن دور في مستقبل البلاد.
فهناك تصنيف اعتمده أطراف يعيشون في واشنطن وباريس ونيويورك بوضع حزب الله على
اللوائح الإرهابية ولم يغيروا شيئا فيما يحدث، لا في لبنان ولا في
سورية.
نحن رفضنا يومها هذا التوصيف كما نرفضه اليوم بالنسبة الى «النصرة»،
من دون أن نبنيه على خلفيات كيدية، بل لأننا نعرف أكثر منهم طبيعة ما يحصل عندنا
وفي سورية، فمن يأكل العصي ليس كمن يحصيها، خصوصا عندما نرى أن من صنفهم يبحث معهم
في الحلول الممكنة، لا بل يطالبهم بمواقف وتصرفات ليكون لهم رأي في مستقبل
بلادهم.
فهل نسينا الاعتراف الدولي بمنظمات سبق وأدرجت على اللوائح
الإرهابية مثل «طالبان» ومنظمات أخرى في باكستان والصومال والعالم، حتى إنها باتت
اليوم طرفا في مفاوضات تقودها الدول التي صنفتها، للإفراج عن رهينة هنا أو هناك،
وللبت في قضايا عدة في بلدانهم وصولا إلى تكوين السلطة؟».
وأضاف جنبلاط: «على كل حال، لا يعني هذا التصنيف أننا
نبارك أو نرضى بما فعلوه خارج الأراضي السورية، خصوصا في جرود عرسال وبريتال
والسلسلة الشرقية من لبنان، والاستمرار في خطف عسكريينا، ليس لشيء سوى أنه أمر
مدان، وقد سجلنا موقفنا في حينه ومازلنا عنده شكلا ومضمونا».
ولكن، يختم جنبلاط: «هل يمكننا تجاهل أن ما تشهده عرسال
ومحيطها هو جزء من النزاع الإقليمي في سورية وعليها؟».
وكانت ترددت معلومات بأن وراء تسليف جنبلاط «النصرة»
موقفا سياسيا بهذه الأهمية صفقة ما، وأنه أقام اتصالات سرية مع «جبهة النصرة» وتوصل
معها إلى اتفاق جانبي يتعلق بالوضع في المناطق الدرزية اللبنانية الحدودية وعدم
دخول «النصرة» إليها، وبقضية العسكريين المخطوفين وتعهد «النصرة» بعدم المس بالجنود
الدروز وإطلاقهم في أول دفعة… ولكن هذه المعلومات لم تستند الى أدلة ومعطيات حسية
ما جعلها أقرب إلى «شائعات».
وليد جنبلاط الذي لفت الأنظار أمس الأول عندما أخذ المبادرة إلى الرد على الوزير نهاد المشنوق وصحواته مستبقا حتى صاحب العلاقة المعني مباشرة أي حزب الله، فاجأ الجميع قبل أيام عندما أعطى تصنيفه الخاص لـ «النصرة» قائلا إنها ليست إرهابية… وهو يقول ذلك م” itemprop=”description”>