إن السيرة الإجرامية للموقوف الإرهابي التكفيري المدعو أحمد سليم ميقاتي (الملقب أبو الهدى) تكشف مدى خطورة العدو الذي يواجهه الجيش اللبناني ولبنان، وبحسب مصادر أمنية واسعة الإطلاع أن الإنجاز النوعي الكبير الذي حققه الجيش اللبناني والذي حظي بإعجاب قيادات ومسؤولين كبار في دول عظمى وكبرى في المنطقة والعالم لن يكون الإنجاز الأخير، بل أنه يأتي ضمن سياق الخطة الأمنية والعسكرية التي يتبعها الجيش وينفذها بمناقبية وحرفية عسكرية قتالية واستخباراتية عالية تتيح للجيش اللبناني في تحقيق الضربات الإستباقية النوعية على الإرهاب التكفيري الذي لم يتوقع من يشغله ويديره من وراء الحدود في الخارج أن يكون الجيش اللبناني لديه كل هذه القدرة والعزيمة على متابعة ورصد الخلايا الإرهابية وتوجيه الضربات المتتالية النوعية إليها في مهدها.
المصادر أشارت الى ان الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني على خلية «عاصون» الإرهابية التي يرأسها الإرهابي أحمد سليم الميقاتي لا يعني أبدا بأن الخطر الامني على لبنان قد تراجع بل على العكس فإن الإرهابيين التكفيريين لا يزالون مستمرون في مخططاتهم الإجرامية لضرب أمن واستقرار لبنان ولجر الساحة المحلية نحو آتون الفوضى والفتنة المذهبية. مضيفة بأن الوضع الحالي في البلاد يتطلب أقصى درجات الحذر واليقظة سيما أن هناك معلومات أمنية تتقاطع حول نقطة أساسية وهي أن الإرهابيين التكفيريين وبعد الضربات التي تلقوها في أكثر من منطقة في لبنان هم عازمون على الرد بسلسلة من العمليات الإرهابية الإجرامية الغادرة، وما يجري في مدينة طرابلس هو بداية الغيث لهذا الرد الغاشم.مضيفة إلا أن وجود هذه المعلومات وبحسب المصادر عينها لا يعني بأن الإرهابيين سينجحون في تحقيق غاياتهم، لكن خطورة هذه التنظيمات وإصرار من يشغلها على الرد في لبنان يتطلب من الجميع التضامن والتوحد وراء الجيش اللبناني ودعمه ومؤازرته من أجل احباط وضرب المخططات الإرهابية… ودعم الجيش في هذا السياق يتطلب أولا وأخيرا مناخ سياسي هادئ بعيد عن التشنجات والسجالات والحملات التحريضية الطائفية والمذهبية التي توفر مناخ مؤات للإرهابيين من أجل التحرك وتنفيذ عملياتهم الإجرامية ضد لبنان وجيشه الذي يستحق بتضحياته وبطولاته وإنجازاته كل الوفاء والإحترام والتقدير من كافة أبناء الوطن وليس التجريح والتشكيك والتخوين.
إلى ذلك قالت مصادر سياسية في 8 آذار بأن توقيف الإرهابي أحمد سليم ميقاتي (الملقب أبو الهدى) كشف على نحو مفضوح مدى زيف المواقف التضليلية لبعض القوى السياسية التي لطالما حاولت ولغايات وحسابات كيدية وشعبوية مشبوهة أن تخفي حقيقة الواقع الخطير الموجود في شمال لبنان، والمتمثل بوجود خلايا إرهابية تكفيرية تبايع «داعش»، وبأنها جزء لا يتجزء من مسار أصولي سلفي متطرف يمتد منذ نهاية التسعينات في القرن الماضي مع مجموعة الضنية إلى غاية اليوم مع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش». وهو مسار يهدف بالدرجة الأولى والأخيرة إلى الإنقلاب على الدولة اللبنانية وضرب الجيش اللبناني وإضعافه إلى حد طرده من جميع نواحي القرى والبلدات والمدن الشمالية من أجل إعلان الإمارة الإسلامية على النسق القاعدي-الداعشي الذي نشاهد فظائع جرائمه البربرية والوحشية في سوريا والعراق وافغانستان والصومال ومالي و في غيرها من البلدان في العالم..
المصادر أشارت بان هناك فريق في لبنان إما متخاذل أو متواطئ مع المؤامرة التكفيرية الإرهابية التي تريد تغيير وجه لبنان أو على الأقل وجه الكثير من المناطق اللبنانية التي هناك حراك يعمل في الليل والنهار على سلخها من بيئتها الوطنية القائمة على احترام التعدد والتنوع والعيش الوطني المشترك لكي يزج بها في بيئة التطرف والإنغلاق والتعصب الأعمى الذي يجيز استباحة عرض وكرامة وروح ومال الآخر طالما أن هذا الأخر مختلف أو طالما أنه غير خاضع لطقوس وممارسات وانتهاكات التكفير الإرهابي الذي تنتهجه داعش ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية.
وسألت المصادر ما قيمة التمسك بإتفاق الطائف كدستور ناظم للحياة السياسية والقانونية والدستورية إذا كان هناك مكون أساسي في لبنان قد خرج ولأسباب تتعلق بإرتباطاته الخارجية عن صيغة الوفاق الوطني من خلال تحريضه الخطير اليومي على حزب الله ومن ورائه على الطائفة الشيعية لسبب واه عنوانه ذهاب حزب الله لقتال الإرهاب في سوريا، في حين أن ذلك الفريق منذ بداية الازمة السورية قد سبق جميع الناس في الذهاب للقتال في سوريا، سيما أيضاً أن كبار المحللين والخبراء الإستراتيجيين ومن بينهم كبار المحللين والخبراء الغربيين يجمعون بأن مجيء الإرهابيين التكفيريين إلى لبنان سببه الرئيسي وجود بيئة حاضنة لهم في بعض المناطق اللبنانية وهذه البيئة الحاضنة نشأت على مدار سنوات طويلة بسبب الخطاب التحريضي المذهبي المتزمت والمنغلق والمتطرف، وبان هؤلاء الإرهابيين وقبل صعود حزب الله إلى سوريا وحتى قبل نشوب الأزمة السورية كان دائما لديهم مخطط ثابت في إقامة الأمارة الإسلامية في لبنان، وهؤلاء الخبراء متفقون ومقتنعون عن علم ويقين ميداني أمني وعسكري وسياسي كما العديد من المسؤولين في لبنان بأنه لولا قتال حزب الله في سوريا لكان خطر الإرهابيين اليوم موجود بأضعاف كبيرة في جميع الأراضي اللبنانية.
وتتابع المصادر عينها بأن التركيز الإعلامي اليوم على ما يسمى بـ «المظلومية السنية» هو أمر شديد الخطورة كونه يساهم عن سابق تصور وتصميم بزرع بذور التطرف وأخذ الشارع السني أكثر ليكون حاضنا ومتفاعلاً مع الحراك الأصولي السلفي التكفيري، وهذا الأمر يحصل في شمال لبنان ومن خلال هذا الأمر يتم استقطاب الشبان السنة ليكونوا وقودا في معارك التنظيمات الإرهابية ليس في سوريا وحسب بل أيضا ضد الدولة اللبنانية وجيشها ومؤسساتها وهذا أمر خطير يتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى التيار السني الأكبر في لبنان الذي ينادي ويزايد بالإعتدال في بالكلام دون الأفعال. المصادر تساءلت بعد مرور 25 سنة لماذا على لبنان الدولة والشعب أن يتمسكوا بإتفاق الطائف الذي وافق عليه النواب اللبنانيون الذين اجتمعوا بمدينة الطائف في السعودية بتاريخ 22 تشرين الأول 1989 لإنهاء الحرب الأهلية والبدء بالإصلاح السياسي والذي تحول بعدما أصبحت بنوده جزءاً من الدستور اللبناني إلى مصدر لتكريس الإنقسامات والصراعات التي تتحكم بها العصبيات والتوترات الطائفية والمذهبية بين اللبنانيين والتي تضع دائما تضع أمن واستقرار لبنان وسلمه الأهلي على كف عفريت. كما سألت لماذا يجب أن يبقى اتفاق الطائف دستورا للبنان إذا كان هذا الإتفاق بتركيبته وتطبيقاته وبحسب ما نسمعه ونقرأه يخلف الإحباط عند المسيحيين ويلحق الغبن بالطائفة الشيعية والدرزية وبقية المكونات، كما يسبب «المظلومية لأهل السنة» على الرغم من أن هذا الإتفاق يعطيهم حصة الأسد على صعيد الصلاحيات والإمتيازات في السلطة التنفيذية التي تعتبر القلب المحرك للدولة اللبنانية بجميع إداراتها ومرافاقها ومؤسساتها العامة..؟!
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...