تقول مصادر لبنانية مطلعة إن الأميركيين لم يبلغوا للمسؤولين اللبنانيين رفضهم
الهبة الإيرانية العسكرية وأي اعتراض رسمي، وإنما نصحوا بتأجيلها ودفعوا بهذا
الاتجاه بانتظار استكمال باقي الهبات. فإذا بقي الجيش اللبناني بحاجة لمزيد من
السلاح والعتاد يعاد النظر بالعرض الإيراني.
وحزب الله الذي لم يعلق حتى الآن على الملابسات
والإشكالات المحيطة بالهبة الإيرانية، تكتفي أوساطه بالقول: «عندما يطرح الموضوع
على مجلس الوزراء سيكون لكل حادث حديث، وإذا طالت مهلة عدم طرح الهبة على الحكومة
سيكون أيضا لكل حادث حديث». (تردد أن الرئيس تمام سلام، وتجنبا لخلاف حكومي،
سيتفادى طرح الموضوع على جدول أعمال الجلسات القريبة للحكومة).
الموقف الحكومي صاغه أحد وزراء قوى 14 آذار بالقول: «لا
أرى أنه يجب أن نكون سلبيين بالمبدأ تجاه الهبة الإيرانية ولكن يجب ألا ندخل في
صراع مع المجتمع الدولي إذا كان قبول هذه الهبة يؤدي إلى تعكير العلاقات بين لبنان
والمجتمع الدولي أو إلى دفع بعض الدول إلى وقف مساعداتها الأساسية للجيش اللبناني،
لأن لدي معلومات بأن الولايات المتحدة الأميركية قد توقف مساعداتها للبنان في حال
قبل لبنان بأنظمة عسكرية متطورة من إيران».