لا تأتي اشارة الرئيس نبيه بري حول وجود اجواء توحي بانتخاب رئيس للجمهورية من فراغ، وذلك ما اكد عليه النائب مروان حمادة الذي التقى برئيس المجلس واستشف منه ان في الافق مؤشرات تدل على ان هنالك معطيات بشأن انتخاب رئيس للجمهورية اضافة الى ما اكده حمادة عن ورشة ستنطلق في المجلس النيابي من تحذيرات ومواكبة لانتخاب الرئيس والاعداد والتحضير لقانون انتخابي جديد، وبمعنى اوضح الامور سائرة باتجاه ورشة نيابية وسياسية استحقاقية على قدر كبير من الاهمية، ما يتحدث عنه حمادة في مجالسه وخصوصا ان لديه علاقة وثيقة وقديمة وصداقة متينة مع الرئيس بري، اضافة الى ما يملك من معلومات واجواء يستدل منها ان البلد قادم على مرحلة جديدة ما بعد التمديد.
وفي هذا الاطار، تلفت اوساط سياسية متابعة الى ان المجتمع الدولي يسعى الى محاولة فصل لبنان عن نزاع المنطقة ولا سيما الحرب في سوريا وعدم ربطه بالملف النووي وتحييده عن تداعيات نيران الحروب المستعرة حوله، وبالتالي دعمه في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما تنبئ به الحركة الراهنة منها ما يجري علنا عبر حراك بعض السفراء الاقليميين والغربيين المعنية حكوماتهم بالملف اللبناني وتحديد من السفيرين الاميركي والفرنسي، كذلك ما تقوم به الفاتيكان من دور لافت وحيث تكثفت مساعيها واتصالاتها بعواصم الدول الكبرى، الى استكشافها الاجواء اللبنانية وحيث باتت على بينة تامة من كل ما يجري في الداخل اللبناني ان على مستوى القيادات المسيحية او على المسار الداخلي بشكل عام.
في غضون ذلك، علم ان ما تمخض عن هذه الاتصالات والمساعي هو على قدر كبير من الاهمية تتعلق بغربلة الاسماء التوافقية لان الرئيس القادم لن يكون لا من 14 آذار ولا من 8 آذار، وهذا امر بات محسوما. فالتركيز يتجه نحو المعطى التوافقي، وبالتالي فان حمادة، والذي التقى برئيس المجلس نبيه بري، وحيث يقوم بحراك سياسي مع معظم القيادات، قال بوضوح انه لا ميشال عون ولا سمير جعجع سيصلان الى رئاسة الجمهورية. وهنا، لا يقلل من اهميتهما ودورهما وما يمثل كل منهما، بل هذا الكلام يستند الى معطيات ودلالات سياسية نتاج الاتصالات الجارية على المستويين المحلي والاقليمي وفي عواصم القرار.
وعلى خط مواز، فان الحملات على التمديد سرعان ما ستتبخر على غرار ما جرى في محطات سابقة ومماثلة. وما الحملات الا لتسجيل المواقف سياسا وشعبويا، فالامور تتعدى هذا الصراخ والعويل الى ما هو اكبر بكثير حيث الاشهر القليلة المقبلة مفصلية على صعيد المنطقة من حروب العراق وسورية والى اين ستصل وتداعياتها على الداخل اللبناني وخصوصا على الصعيد السوري باعتبار اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات، الى الملف النووي الايراني والنتائج التي ستتمخض عن مباحثات مسقط، كذلك ما ستؤول اليه السياسة الاميركية الجديدة بعد الانتخابات النصفية في الكونغرس الاميركي اذ هنالك تقليد بان هذه الانتخابات تغير في مسار السياسة الاميركية وخصوصا على المسار الخارجي.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...