الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل اولوية اسلامية ووطنية، تقول مصادر في 8 آذار، وشروط «المستقبل» للحوار لم تعد قائمة الا في وسائل الاعلام، ومن باب رفع السقف السياسي الى حين تنضج ظروف الرئيس سعد الحريري للحوار، وهناك اسباب مباشرة وطارئة باتت تجعل من الحوار بين الطرفين ضرورة تقترب شيئاً فشيئاً، تحت تأثير التطورات الامنية في المملكة السعودية والتهديد الذي تواجهه من «داعش» و«القاعدة» اللذين باتا الخصم الرئيسي للعائلة الحاكمة اذا ما استمرت الامور تسير في المنحى الذي تحدث عنه اول من امس الخليفة ابو بكر البغدادي.
بالطبع هذا الكلام ليس لتكبير الحجر تضيف المصادر لكن مجرد ان يعلن البغدادي بدء العمليات في المملكة العربية السعودية، يعني انه سيقتحم المدن والقرى الاكثر ميولا له وهي المدن السنية على غرار الرقة في سوريا والموصل والانبار في العراق.
واشارت المصادر الى ان التقارير الاميركية تؤكد ان مؤيدي البغدادي في السعودية بعشرات الالاف، وهذه التقارير منشورة ويمكن مراجعتها على مواقع مراكز الدراسات الاميركية او المتعاقدة مع البنتاغون.
واكدت المصادر ان المملكة السعودية سوف تسعى وفقا لمصلحتها الوطنية الى تخفيف الخصومات من حولها وتخفيف التوتر مع الطرف الرئيسي في العالم الاسلامي الذي نجح في مواجهة «داعش» وهو ايران والعراق وحزب الله. وقد ثبت للمملكة كما لكل العالم ان «داعش» في المواجهات مهزوم وان تتطلب الامر وقتا هنا او وقتا هناك. والدليل ( امرلي – جرف الصخر- وبالامس مدينة بيجي الاستراتيجية ) وكذلك في سوريا وعرسال والقلمون، وفي اي نقطة تجري مواجهة هذا التنظيم فيها.
ومن الساحات التي يمكن للمملكة السعودية ان تواجه «داعش» فيها وتكون حاضرة، بحسب المصادر، هو لبنان، ولا يمكن ان يكون ذلك دون التفاهم مع الطرف الرئيسي في لبنان وهو الشريك المسلم الشيعي، اي حزب الله وحركة امل وبالاخص حزب الله الذي يخوض المعارك في سوريا وله نفوذه السياسي في اكثر من ساحة عربية تعلم بها السعودية وغير السعودية.
المصادر التي تشير الى هذه المعطيات تقول لا يمكن لتيار المستقبل من باب تحسين المواقع والمواقف ان يشترط على حزب الله لبدء الحوار، لكن يمكن له طرح اي ملف للحوار كملف قتال الحزب في سوريا، بغض النظر عن مواقف الطرفين وخلافهما الجذري في النظرة الى سوريا والى القيادة السورية، وبالتالي حيث يمكن التوافق يكون وحيث لا توافقات، تبقى الامور تحت سقف الخلاف السياسي المنضبط بعيدا عن العنف السياسي او الاجتماعي والاعلامي المذهبي بين الطوائف الاسلامية.
وتقول المصادر ان الوقائع اثبتت، ان المستقبل هو المستفيد الاول من محاربة الجيش للمتطرفين السنة اكان في طرابلس وعكار او صيدا او الاقليم او بيروت او عرسال، لأن هؤلاء المتطرفين الارهابيين والتكفيريين يعملون في مناطق وقرى ومدن «تيار المستقبل»، وليس لهم ساحة اخرى في لبنان لا بين الشيعة او الدروز او المسيحيين، وهذا ما يعرفه «المستقبل»، وان سيارات التفجير كانت تنطلق من هذه الساحات المحسوبة على «المستقبل» او التي كان يظن «المستقبل» ان هذه الجماعات المسلحة جناحه العسكري الذي يتكىء عليه وتبين له ان هؤلاء اول ما فعلوه هو ضرب اي شكل منظم للمستقبل في مناطق انتشار السنة وما فعلوه انعكس على كل لبنان، فيما كان الغطاء السياسي والمالي والامني متوافر لهم عبر اقنية من تيار المستقبل.
واشارت المصادر الى ان هذه الصورة المشهدية في لبنان يمكن تعميمها على مناطق التواجد في العالم العربي، حيث اذا ما تمّ النظر الى الخريطة ستجد ان المستقبل في لبنان ومن يماثله في سوريا واليمن وليبيا او اي دولة عربية يتعرض لانتكاسات سياسية وامنية من ابناء جلدته الذين طالما تمولوا، كما يقول الاميركيون، من السعودية ودول خليجية اخرى، وفي كل تلك النقاط تجري محاولات الحوار مع الاطراف الاخرى القوية مما يحفظ الدور السعودي في كل هذه الاقاليم العربية.
واكدت المصادر ان كل هذه الاجواء ستقود المستقبل الى الحوار مع حزب الله، ولفتت الى ان تغطية تيار المستقبل للجيش في معارك طرابلس هي لمصلحة المستقبل نفسه، لأنه هو المستهدف رقم واحد من كل ما جرى وممكن ان يجري في الشمال، ومن باب اولى بالاساس ان يتخذ الرئيس سعد الحريري الموقف الذي اتخذه لحماية نفسه وتياره من الانقراض من الخزان السني الاكبر في لبنان المعني به طرابلس.
بناء على ما تقدم تؤكد المصادر ان الحوار مع حزب الله بات ضرورة للمستقبل وسيكون مع الوقت ضرورة اكبر واكبر للبحث في مختلف القضايا اللبنانية واذا اراد المستقبل في مختلف الملفات الاقليمية بتفاصليها .
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...