يواصل الجيش الليبي وقوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر العمليات التي بدأت قبل
شهر ضد المسلحين المتشددين في مناطق متفرقة من بنغازي، في محاولة لاستعادة السيطرة
على المدينة، بينما حصدت العمليات منذ بدئها 340 قتيلا على الأقل، حسب مصادر طبية
وعسكرية.
وشن حفتر بمساندة الجيش ومسلحين مدنيين من مختلف مناطق بنغازي في 15 اكتوبر
الماضي هجوما ثانيا لاستعادة المدينة التي وقعت في ايدي متشددين في نهاية يوليو
الماضي.
وقالت مصادر طبية متعددة ومسعفون لوكالة فرانس برس ان «المعارك وأعمال عنف
متفرقة في بنغازي وإعدامات خارج إطار القانون أوقعت حتى الآن نحو 340 قتيلا بينهم
أكثر من 200 جندي». وأوضحت هذه المصادر التي تعمل في مستشفيات وجمعية الهلال الأحمر
أن «بين القتلى مدنيين أصيبوا برصاص أو قصف عشوائي في مناطق الاشتباكات إضافة إلى
المدنيين المسلحين الذين شاركوا قوات حفتر القتال». وتشمل هذه الارقام «مقاتلين
إسلاميين وصلت جثثهم إلى مستشفيات المدينة».
وكان اللواء حفتر أطلق عملية الكرامة في 16 مايو الماضي لمحاربة الإرهاب في
بلاده كما قال، لكنه وجد نفسه في مواجهة حلف من المتشددين وآخرين أكثر اعتدالا من
الثوار السابقين الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي والذين شكلوا «مجلس شورى
ثوار بنغازي».
ومنذ ذلك الحين تمكن هذا التحالف من دحر قوات حفتر إلى تخوم
مدينة بنغازي وأفرغوها من أي تواجد لرجال الجيش والشرطة بعد سيطرتهم على معظم
المعسكرات ومراكز الشرطة. لكن هؤلاء المقاتلين تقهقروا مجددا وعادوا للتحصن في
مناطق آهلة وسط المدينة بعد انطلاق الحملة الثانية لحفتر التي لاقت دعما شعبيا
واسعا وهو ما ضيق الخناق على الإسلاميين.