تتعرض تركيا لضغوط كبيرة من أطراف عديدة، حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية من جهة، وحلفاء تركيا السابقين لاندلاع الثورة السورية مثل إيران وروسيا من جهة أخرى، فضلاً عن الوضع المتفجر في محيطها حيث تلتهم الفوضى كلا من العراق وسوريا لتفاقم من متاعب تركيا الكثيرة.
الضغوط التي تتعرض لها تركيا من أميركا بلغت ذروتها قبل أن تسمح بدخول مقاتلي البيشمركة من العراق لمساندة بلدة كوباني المحاصرة في شمال سوريا، وذلك بعد أن رفضت، ولا تزال، دخول مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي أو تقديم مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد في داخل البلدة المحاصرة. وكان أن بلغت تلك الضغوط حد التهديد بسحب عضوية تركيا من حلف شمال الأطلسي. لكن طرد تركيا من الحلف العسكري الذي انضمت إليه في العام 1952 يبدو مستبعدا، ويبقى أقرب إلى زيادة الضغوط من أجل انخراط سلس في إستراتيجية أميركا بما يخص سوريا والعراق.
كانت علاقات إيران وتركيا في أزهى أيامها إبان اندلاع الثورة السورية، علاقات دفعت تركيا إلى الوساطة في ملف إيران النووي وتأييد “حق” إيران في امتلاك الطاقة النووية، لكن الوئام تغير بعد نحو عام على ثورة السوريين ووقوف تركيا بشكل علني ضد النظام السوري، حيث بدأت إيران بانتقاد السياسات التركية، وبدعم المقاتلين الأكراد في الأراضي التركية والسورية لتشكيل مزيد من الضغوط.
هكذا تجد تركيا نفسها في موقف العداء، أو عدم الوفاق في أقل تقدير، مع جميع الأطراف. لقد حاولت تركيا إعادة توطيد العلاقات مع الغرب بعد تأييدها للثورة السورية الذي أثار قلق إيران وروسيا، حيث قبلت بعد نحو عام على بداية الثورة بنشر أجزاء من الدرع الصاروخية الأطلسية على أراضيها في مناطق تبعد حوالي 700 كيلومتر عن الحدود الإيرانية، وذلك بهدف رصد الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي قد تنطلق من دول في الشرق الأوسط وتحديدا من إيران، فكسبت بذلك عداء إيران وروسيا، فيما لم تربح حسن العلاقات مع الغرب.تتعرض تركيا لضغوط كبيرة من أطراف عديدة، حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية من جهة، وحلفاء تركيا السابقين لاندلاع الثورة السورية مثل إيران وروسيا من جهة أخرى، فضلاً عن الوضع المتفجر في محيطها حيث تلتهم الفوضى كلا من العراق وسوريا لتفاقم من متاعب تركيا الكثيرة.
الضغوط التي تتعرض لها تركيا من أميركا بلغت ذروتها قبل أن تسمح بدخول مقاتلي البيشمركة من العراق لمساندة بلدة كوباني المحاصرة في شمال سوريا، وذلك بعد أن رفضت، ولا تزال، دخول مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي أو تقديم مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد في داخل البلدة المحاصرة. وكان أن بلغت تلك الضغوط حد التهديد بسحب عضوية تركيا من حلف شمال الأطلسي. لكن طرد تركيا من الحلف العسكري الذي انضمت إليه في العام 1952 يبدو مستبعدا، ويبقى أقرب إلى زيادة الضغوط من أجل انخراط سلس في إستراتيجية أميركا بما يخص سوريا والعراق.
كانت علاقات إيران وتركيا في أزهى أيامها إبان اندلاع الثورة السورية، علاقات دفعت تركيا إلى الوساطة في ملف إيران النووي وتأييد “حق” إيران في امتلاك الطاقة النووية، لكن الوئام تغير بعد نحو عام على ثورة السوريين ووقوف تركيا بشكل علني ضد النظام السوري، حيث بدأت إيران بانتقاد السياسات التركية، وبدعم المقاتلين الأكراد في الأراضي التركية والسورية لتشكيل مزيد من الضغوط.
هكذا تجد تركيا نفسها في موقف العداء، أو عدم الوفاق في أقل تقدير، مع جميع الأطراف. لقد حاولت تركيا إعادة توطيد العلاقات مع الغرب بعد تأييدها للثورة السورية الذي أثار قلق إيران وروسيا، حيث قبلت بعد نحو عام على بداية الثورة بنشر أجزاء من الدرع الصاروخية الأطلسية على أراضيها في مناطق تبعد حوالي 700 كيلومتر عن الحدود الإيرانية، وذلك بهدف رصد الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي قد تنطلق من دول في الشرق الأوسط وتحديدا من إيران، فكسبت بذلك عداء إيران وروسيا، فيما لم تربح حسن العلاقات مع الغرب.
لقد أظهرت الأيام أن سياسة تركيا ظلت مفترقة مع الغرب بخصوص ملفات عديدة، وقد بدأ الملف السوري يصبح أهمها في العامين الماضيين. هكذا رفضت تركيا بصورة علنية وواضحة الانضمام إلى الائتلاف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، متذرعة في ذلك الحين بقضية المحتجزين الأتراك، وهي ذريعة وإن حملت بعض الصحة، لكنها أخفت افتراقها عن واشنطن ودول التحالف التي وإن كانت معنية بالأزمة السورية لكنها لا تمتلك مخاوف تركيا المحاذية تماماً لكل من سوريا والعراق.
ازدادت المخاوف التركية كثيرا، وخصوصا في هذا العام بعد تمدد تنظيم “داعش” بصورة سريعة، والتهديد الكبير الذي بات يشكله، لكن أيضا بسبب استمرار نظام الأسد في الحكم، وهي التي راهنت بعد فترة وجيزة من اندلاع الثورة السورية على الإطاحة به، لكنها بقيت ترغي وتزبد دون أن تحرك ساكنا. لقد رهنت تركيا تحركها دوما بحدوث حراك دولي في سوريا، فأعلنت مرارا عن استعدادها لإقامة منطقة عازلة، لكن فقط إذا ما ساندها حلف شمال الأطلسي وهو ما لم يحدث.
حاولت تركيا عكس الضغوط الواقعة عليها، فهددت كلا من أميركا من جهة، وإيران وروسيا من جهة أخرى، باحتمال تدخل منفرد في سوريا. وذلك عندما أقر البرلمان التركي الشهر الماضي مشروع قانون جديد يهدف إلى توسيع الصلاحيات الحالية لأنقرة، بما يمكنها من القيام بتوغلات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق، لتوحي بأنها اقتربت عدة خطوات من انخراط مباشر في الحرب السورية.
لكن نقاط ضعف تركيا وترددها ظلا باديين للعيان، حيث تنظر تركيا بعين الريبة إلى عقبات كثيرة في سوريا، ربما بصورة مشابهة للريبة التي قيدت تحركات الولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية ولا تزال. وكما أن قرار أميركا شن ضربات جوية في سوريا لا يعني بعد انخراطها المباشر لتغيير الوضع على الأرض، فكذلك الحال مع تركيا. إن درجة تعقد الصراعات وتشابكها في سوريا والعراق، تجعل كل الحراك الإقليمي والدولي شديد التحفظ.
هكذا، يبدو أن تركيا عالقة في شباك الصراعات الإقليمية والدولية في كل من سوريا والعراق. وهي وإن كانت تشكل أحد أطراف ذلك الصراع، لكنها تبدو عاجزة تماما عن المناورة فيه كبقية الأطراف، أو عن البناء على أرضية ثابتة تمكنها من قطف الثمار في مرحلة ما، أو ربما تمكنها في أسوء الأحوال من تقليل خسائرها ورأب تصدع علاقاتها مع جميع الأطراف.
لقد أظهرت الأيام أن سياسة تركيا ظلت مفترقة مع الغرب بخصوص ملفات عديدة، وقد بدأ الملف السوري يصبح أهمها في العامين الماضيين. هكذا رفضت تركيا بصورة علنية وواضحة الانضمام إلى الائتلاف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، متذرعة في ذلك الحين بقضية المحتجزين الأتراك، وهي ذريعة وإن حملت بعض الصحة، لكنها أخفت افتراقها عن واشنطن ودول التحالف التي وإن كانت معنية بالأزمة السورية لكنها لا تمتلك مخاوف تركيا المحاذية تماماً لكل من سوريا والعراق.
ازدادت المخاوف التركية كثيرا، وخصوصا في هذا العام بعد تمدد تنظيم “داعش” بصورة سريعة، والتهديد الكبير الذي بات يشكله، لكن أيضا بسبب استمرار نظام الأسد في الحكم، وهي التي راهنت بعد فترة وجيزة من اندلاع الثورة السورية على الإطاحة به، لكنها بقيت ترغي وتزبد دون أن تحرك ساكنا. لقد رهنت تركيا تحركها دوما بحدوث حراك دولي في سوريا، فأعلنت مرارا عن استعدادها لإقامة منطقة عازلة، لكن فقط إذا ما ساندها حلف شمال الأطلسي وهو ما لم يحدث.
حاولت تركيا عكس الضغوط الواقعة عليها، فهددت كلا من أميركا من جهة، وإيران وروسيا من جهة أخرى، باحتمال تدخل منفرد في سوريا. وذلك عندما أقر البرلمان التركي الشهر الماضي مشروع قانون جديد يهدف إلى توسيع الصلاحيات الحالية لأنقرة، بما يمكنها من القيام بتوغلات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق، لتوحي بأنها اقتربت عدة خطوات من انخراط مباشر في الحرب السورية.
لكن نقاط ضعف تركيا وترددها ظلا باديين للعيان، حيث تنظر تركيا بعين الريبة إلى عقبات كثيرة في سوريا، ربما بصورة مشابهة للريبة التي قيدت تحركات الولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية ولا تزال. وكما أن قرار أميركا شن ضربات جوية في سوريا لا يعني بعد انخراطها المباشر لتغيير الوضع على الأرض، فكذلك الحال مع تركيا. إن درجة تعقد الصراعات وتشابكها في سوريا والعراق، تجعل كل الحراك الإقليمي والدولي شديد التحفظ.
هكذا، يبدو أن تركيا عالقة في شباك الصراعات الإقليمية والدولية في كل من سوريا والعراق. وهي وإن كانت تشكل أحد أطراف ذلك الصراع، لكنها تبدو عاجزة تماما عن المناورة فيه كبقية الأطراف، أو عن البناء على أرضية ثابتة تمكنها من قطف الثمار في مرحلة ما، أو ربما تمكنها في أسوء الأحوال من تقليل خسائرها ورأب تصدع علاقاتها مع جميع الأطراف.