في حمأة تجمع الغيوم في سماء حزب الله، من كلام المندوب السعودي والاتجاه الاميركي لادراج الحزب على لائحة الامم المتحدة للمنظمات الارهابية، واعتبار واشنطن ان خطر حزب الله على لبنان يوازي خطر «داعش»، وفيما كانت الانظار موجهة نحو فيينا مترقبة نتائج شد الحبال النووي بين ايران والغرب، فجر الحرس الثوري قنبلته الدخانية باعلانه وصول صواريخ «الفاتح 110-دي1» الى حزب الله.
اعلان شكل رسالة واضحة لتل ابيب التي انشغلت بفك طلاسمها تقول مصادر في 8 اذار، ذلك ان طهران التي تعمدت كشف القضية على لسان نائب القائد العام للقوات الجيوفضائية اللواء سيد مجيد موسوي، وعبر وكالة فارس الاخبارية الرسمية، انما هي مدركة وواعية لما نشرته وما ارادت ايصاله من رسائل، كما حال المقاومة التي عادة تتكتم عن نوعية الاسلحة التي بحوزتها، طارحا اسئلة كثيرة حول اثارة المسألة في هذا التوقيت بالذات، حيث تراوحت الاحتمالات من افترض ان ما يجري لا يعدو كونه عملية تهويل في ظل الموقف الاسرائيلي من مسألة الحوار حول الملف النووي الايراني الذي يطال بشظاياه الولايات المتحدة والغرب، ومنهم من ربط الموضوع بالتطورات الجارية في سوريا والحديث في الهمس ان تغييرات على الحدود في منطقة الجولان .الاكيد ان احدا لا يمكنه الجزم او تقديم تفسير شامل تقول المصادر، خاصة ان الامر مرتبط بمعلومات لا يمكن تحديد مدى دقتها، في مقابل تعامل اسرائيلي جدي مع خطورة هذه المعلومات وما يفترضه ذلك من تدقيق المراقبة العسكرية في كل ما يرتبط بلبنان، مشكلا تحدياً إضافيا للاستخبارات الإسرائيلية المشغولة أصلاً بمحاولة معرفة ما إذا كان بحوزة حزب الله صواريخ أرض جو، والتي ليس لديها أكثر من تقديرات بخصوص ترسانته الصاروخية، دون تحديد دقيق لعددها واماكن تخزينها.
وفيما التزم المسؤولون العسكريون الاسرائيليون الصمت، نشطت المصادر العسكرية الاسرائيلية الرفيعة المستوى على انواعها، تجاه وسائل الاعلام الغربية، فيما تطرقت صحيفة «يديعوت احرنوت» الى الموضوع في سياق عرضها للاوضاع على الجبهة الشمالية، معتبرة ان الرسالة الايرانية وصلت واصفة الصاروخ بانه من طراز متطور جدا ويعد كاسرا للتوازن، مذكرة بمهاجمة سلاح الجو الاسرائيلي شحنات صواريخ مماثلة في سوريا السنة الماضية، محذرة من انه في حال صحت التقارير عن وصوله للحزب، فهذا يشكل تطورا سلبيا قد يجد تعبيره في المواجهة المقبلة، في ظل تبني الحزب سياسة ردّ قاسية في الآونة الأخيرة، على وقع تهديدات امينه العام بالرد العنيف على اي مس بهدف تابع لحزب الله أو بالأراضي اللبنانية، سواء كان الأمر يتعلق بعملية إسرائيلية لمنع الحزب من التزود بسلاح كاسر للتوازن، أو بمواجهة في منطقة مزارع شبعا، وهنا يكمن الخطر من هذه السياسة الجديدة، بحسب الصحيفة، اذ أن اي حادث صغير يمكن أن يخرج سريعاً عن السيطرة وأنّ يتطور إلى «حرب لبنان الثالثة»، من دون أن يرغب أحد الطرفين بذلك.
تحليل يكشف عمق القلق الإسرائيلي من التطور الجديد الذي فاق كل ما شهدته «إسرائيل» حتى الآن من حزب الله، الأمر الذي سيغير بشكل جوهري توازن القوى الاستراتيجي، كاسرا «الخط الاحمر الذي حدده عدد من المسؤولين الإسرائيليين سابقا، ما قد يدفع للرد عليه بإرسال «إشارة قاسية» لحزب الله.
وبحسب الخبراء فان الصاروخ الجديد يسمح لحزب الله بتوجيه ضربات دقيقة لمراكز ومواقع حساسة من بينها وزارة الدفاع الاسرائيلية ومبنى رئاسة الاركان، كما انه يستطيع تدمير اهم محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في الخضيرة، كما يمكنه تهديد مفاعل ديمونا في صحراء النقب، والاهم ان اطلاق موجة من سبعة صواريخ من هذا الطراز قادر على الغاء مفاعيل منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، لا سيما وأن المنظومة المضادة للصواريخ التي تمتلكها لا تستطيع حتى الساعة أن تحميها بأكثر من نسبة 30 بالمئة في أحسن الأحوال، وبمنطق الحسابات فإن هذا الأمر يعني أن من أصل 10 آلاف صاروخ تستهدفها، سيسقط على «إسرائيل» سبعة آلاف منها وستصيب أهدافها.
المصادر الايرانية نفسها المحت ايضا الى وصول منظومة صواريخ «خليج فارس»(صواريخ بر ــ بحر) للحزب، وهي من عائلة «فاتح»، مخصصة لضرب أهداف بحرية، مع دقة إصابة متناهية، لافتة «الى أن الاسرائيليين لم ينسوا بالتأكيد إصابة مدمرتهم الحديثة والمتطورة «ساعر 5» في حرب الـ33 يوماً بواسطة صاروخ كروز بحري، وعليهم الآن أن يستعدوا لمشاهدة قطعهم البحرية الاخرى مدمرة وتغرق في قاع البحر الابيض المتوسط، بواسطة هذه الصواريخ البالستية المدمرة، التي تتميز بسرعتها الفائقة ما فوق سرعة الصوت».
في المواصفات يعتبر الصاروخ «فاتح 110-دي1»، من الجيل الرابع لهذه المنظومة التي بدا انتاجها ايرانيا عام 2012، يتميز عن سابقيه بسرعته الفائقة ودقة اصابته لاهدافه التي تتجاوز ال90% نتيجة اجهزة الملاحة المتطورة التي تتحكم بمساره في كل الاحوال الجوية،يعمل بالوقود الصلب، مزود براس متفجر يزن 500كلغ، مداه 300 كلم قابلة للزيادة في حال تخفيف وزن الراس المتفجر، بسرعة 4533 كلم/ساعة، يستطيع اصابة هدفه في دقيقتين في حالة ال500كلغ وبدقيقة واحدة في حالة الـ 300كلغ كراس متفجر. كما يتميز الصاروخ بسرعة الإطلاق من خلال تقليل أنظمة دعم عمليات الإطلاق وزيادة عمره ومدة بقائه على منصة الإطلاق، كذلك تقليل التحضيرات المسبقة لعملية الإطلاق وعدم الحاجة إلى عمليات الاختبار قبل الإطلاق أيضا، سواء من على منصات إطلاق متحركة وثابتة في نفس الوقت،والحصول على سرعة الأداء في الإطلاق والقوة التدميرية العالية والدقة في الاستهداف العادي. ومن المميزات المهمة لهذا الصاروخ أيضا هو تجهيزه بأنظمة محلية، الأمر الذي يجعل احتمال رصد هذا الصاروخ من قبل العدو مستحيلا،و يمكن التحكم به حتى لحظة إصابته الهدف.
المصادر المقربة في 8 آذار رفضت تاكيد او نفي المعلومات محيلة السائلين الى خطابات السيد حسن نصر الله التي تحمل في طياتها الاجابات عندما اعلن ان الحزب يستطيع أن يصيب أي نقطة في «إسرائيل»، مؤكدة ان المقاومة وفي اطار وعدها بتحقيق المفاجآت في صراعها ضد العدو الاسرائيلي، لا تتدخر جهدا في سبيل تعزيز قدراتها الردعية ما يجعل اسرائيل تفكر وتعيد حساباتها عشرات المرات قبل الإقدام على أي مغامرة في لبنان.
يبقى السؤال اللغز الذي ستنشغل فيه إسرائيل بعد هذا الإعلان هو عدد الصواريخ التي بات يمتلكها حزب الله من جيل «فاتح»، وما هي الخيارات المتاحة امامها لمواجهة هذا التطور الخطير.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...