اثر عملية التمديد للمجلس النيابي اطلق الرئيس نبيه بري اشارة الى ان الوقت حان لانتخاب رئيس للجمهورية وانه قرأ في الافق السياسي مؤشرات اقليمية تتيح انجاز الاستحقاق. وظن بعض المراقبين ان كلام بري اتى من زاوية احتواء الرافضين لعملية التمديد للبرلمان، الا ان المجريات تشير الى ان بري كان على حق وان الشغور في الموقع الاول في الدولة شارف على النهاية، والمفاجأة التي لم تكن متوقعة وتؤكد استعادة قصر بعبدا للرئيس العتيد مشروع الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» الذي لم يعد همسا، اثر كلام السفير السعودي علي عواض العسيري عن دعم السعودية «لمشروع الحوار الذي تنشط الاتصالات لوضعه موضع التنفيذ بين «المستقبل» و«حزب الله» باعتباره يوفر الفرصة الذهبية لتحقيق المصلحة الوطنية العليا.»
الاوساط المواكبة لايقاع عين التينة تقول ان بري طلب من «تيار المستقبل» تزويده بجدول اعمال للحوار مع «حزب الله» وهو بانتظار الجدول المذكور وان الكلام السعودي في مجلس الامن المطالب بادراج «حزب الله» على لائحة الارهاب هو غيره تماما فيما يخص الساحة المحلية لا سيما وان مظلة دولية واقليمية فرضت تحييد لبنان واستكمال بناء مؤسساته، وانهاء الشغور في الموقع الاول في الدولة، وان كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن امكانية «استمرار الهدنة واستمرار ربط النزاع والتفاهم على المرحلة المقبلة في لبنان يصب في هذه الخانة.
ان الحوار المرتقب بين «المستقبل» و«حزب الله» سيتمحور وفق مصدر في 14 آذار حول الملفات التي لا ترتبط بالخلافات السياسية ومنها قانون الانتخابات ورئاسة الجمهورية ومرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، واذا حصل اتفاق بين الفريقين ستختلط الكثير من الاوراق على الرقعة السياسية وتنقلب المعادلات، فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط سيعود الى حجمه الطبيعي ويفقد دور «بيضة» القبان التي وفرت له الكثير من المكاسب السياسية ويتحول بين ليلة وضحاها من صانع الرئيس الى كتلة صغيرة ناخبة لا يعول عليها في ايصال الرئيس العتيد وسط اكثريتين ناخبتين، وكان جنبلاط سبّاقا في الاعتراض على طرح العماد ميشال عون بحصر المنافسة بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، كون الطرفين يشكلان الاكثرية المسيحية التي تريد «رئيسا قويا»، وقد وصف جنبلاط الطرح بانه اغتيال للديموقراطية مصرا على ترشيحه للنائب هنري حلو.
وتشير الاوساط المواكبة لايقاع عين التينة، الى ان عون وجعجع يثقان كل منهما بفريقه، فالجنرال مطمئن الى تحالفه مع «حزب الله» وترشيحه اياه لرئاسة الجمهورية و«الحكيم» واثق من تحالفه مع التيار الازرق، في وقت يبدو فيه جنبلاط واقفا امام جدار مسدود ومحاصر بحملة من مواقفه الزئبقية التي ارتدت وبالا عليه، فعلاقته مع «المستقبل» غير مريحة وغامضة، وشهادته المرتقبة امام المحكمة الخاصة بلبنان ستزيد من ارباكاته على خلفية تنظيم خلافه مع «حزب الله» المعرض للاهتزاز اضافة الى مواقفه المتناقضة حيال الاقتتال في سوريا اثر انقلابه على مقولة «الوحش التكفيري» واسقاطه تهمة الارهاب عن «جبهة النصرة» ووصفه «داعش» بالظاهرة التي ملأت الفراغ. وهذه المواقف لا تزال هزاتها الارتدادية تعصف بالساحة الدرزية حيث لا تشاطره قواعده هذا الطرح، بالاضافة الى تظهير الخلافات بينه وبين المير طلال ارسلان الذي يتناقض معه في الرؤية حيال سوريا والحرب العبثية فيها وما تعرضت له البلدات الدرزية في جبل السماق من تنكيل اضافة الى بلدات المقلب السوري الدرزية وآخرها ما حصل في عرنة، ناهيك بموقف شيوخ عقل الدروز في سوريا الرافض لطروحات جنبلاط، الذي اصبح محاصرا من كافة الجهات على غرار «البحر من امامكم والعدو من ورائكم»، فهل يستكين الزعيم الدرزي ويعيد تقييم موقعه على الساحة ام يقفز الى المجهول في صراع الكبار.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...