منذ ايام وتكتب وسائل الاعلام خبر كشف حزب الله لعميل للموساد ضمن صفوفه في جهاز امني حساس داخل الحزب وان هذا الرجل المدعو محمد مشورب، تورط في علاقة مع المخابرات الاسرائيلية وانه على قدر عال من المسؤولية في جهازه الامني.
مصادر مقربة من حزب الله اكدت ان هذا الحدث طبيعي في مسار الحرب الامنية بين المقاومة والعدو الاسرائيلي، وهي حرب امنية وعسكرية وايضا نفسية وسياسية واجتماعية.
واشارت المصادر الى ان هناك امثولة في العقيدة والتاريخ، ومتعددة وكثيرة منذ زمن رسول الله، الى الامام الحسين وكربلاء رجال كانوا مؤمنين وانتهى بهم الامر الى ان يقفوا ويقاتلوا اشرف خلق الله على الارض ويشاركوا في قتله وسلبه وسبي نسائه واولاده واهل بيته في كربلاء الامام الحسين. وممن انقلب على الحسن رجال لم يغادروا المسجد او القرآن، وانتهى بهم الامر الى ان يصبحوا حطب لجهنم «هي حسن العاقبة» فالقضية مهما كانت كبيرة فهي في الحرب طبيعية.
بل ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال: ان حزب الله لم يدع يوما انه جسم لا يمكن اختراقه بعدة طرق واساليب، ويتابع: تماما كما يتوقع العدو ان يكون مخترقاً وهو كذلك من قبل المقاومة والحزب، مع ان الامثال تضرب ولا تقاس كما يقول الحكماء.
المدعو محمد مشورب تضيف المصادر، ليس مسؤولا امنيا رفيع المستوى كما اوهم الاسرائيليين، نعم قد يكون يعمل في دائرة حساسة، ويستطيع ان يسمع ويعرف اكثر من غيره وفق اطار عمله، ويبدو هذا الاهم في اختراق المخابرات الاسرائيلية له وتورطه وتوريطه تحت عناوين تجارية ونسائية او عبر اصدقاء مشتركين بينه وبين الموساد او جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلي او حتى بشكل مباشر، وهي باتت مفتوحة وكثيرة في هذه الايام، وقد يكون العميل مشورب، افشى بمعلومات او بأسماء ادت الى عمليات اغتيال داخل لبنان وخارجه او ادت الى اعتقال بعض اللبنانيين في الخارج، او اعطى اوصافاً لمسؤولين ومعلومات عنهم شخصية وامنية وعامة، لكن بالوقائع هناك امور لا بدّ من التوقف عندها واهمها وفق المصادر وهي :
– اولاً قدرة حزب الله على المتابعة الداخلية في كل الوحدات التابعة له، خصوصا في الامكنة الحساسة.
– ثانيا، القدرة على ايصال معلومات لفترة ما للعدو الاسرائيلي مغلوطة وغير حقيقية في مرحلة اكتشاف للعميل دون ان يعرف العميل انه انكشف وبالتالي، وضع العدو في مأزق التضليل في المعلومات، وان استفاد من هذا العميل لفترة ما، ومرحلة ما وربما تكون مرحلة هامة واساسية، الا ان القدرة لدى اجهزة المقاومة على تنظيف جسدها من الادران والعوالق التي تتسلق مع الزمن، تماما كما تفعل ( بغات الطيور عندما يدعها النسر تقضم بأظافره ) لكن يبقى «النسر نسرا وتبقى هي من بغات الطيور».
– ثالثا، المصادر تؤكد انه امتحان مستمر لاعادة التقييم في كل شيء بالنسبة لحزب الله في الامن والسياسة، بل حتى في المجتمع وفي مختلف النواحي وتفحص جسمه من مختلف النواحي، في اطار سياسة الحساب والعقاب، المطلوبة دائما والواجبة، وخصوصا لحزب جمهوره ومناصريه ومحازبيه يتقدمون صفوف القتال في اي محطة اساسية ومفصلية من محطات المواجهة فكيف في هذه المرحلة الخطرة والحساسة.
– رابعاً، صحيح ان الخسائر من مشورب وامثاله ومن سبقه بالتورط مع الاسرائيلي والاميركي ومن هو متورط الآن او سيتورط، لكن الاهم ان القدرة على الانكشاف كبيرة، ذلك لأن اجهزة الحزب لم تعد محض تنظيمية، بل باتت شعبية ونخبوية توصل الاراء والفكرة والمعلومة احيانا عن الحزبيين انفسهم وغير الحزبيين، وهذا امر اساسي في جمهور المقاومة الذي يتابعها وفق امكاناته، وهو ما يساهم كثيرا في امور حساسة واساسية، وان كان البعض ينسب الانجاز لنفسه، دون ان يذكر من ساهم معه في الانجاز من الحزبيين او المؤيدين او المقربين؟؟؟
المصادر اكدت ان حزب الله في وقت قريب سيخرج اما عبر الامين العام العلامة السيد حسن نصرالله او عبر قنواته للحديث عن هذا الامر، لأنه يعلم ان جمهوره تعوّد ان يسمع الموقف الصريح والمكاشفة بعض الاحيان في مثل هذه الامور وقد فعلها السيد نصرالله خلال حديثه عن بعض هذه الحالات التي اصابت جسمه من امثال محمد مشورب، يبقى ان الاهم تضيف المصادر، ان المقاومة عبر كوادرها المعنية واجهزتها قادرة على تنظيف الادران والاوساخ التي تلحق بها في ايام العمل وفي مختلف الوحدات، وهذا ما يدل على الخطورة الدائمة التي تمثلها المقاومة على العدو الاسرائيلي، وبالطبع هذا العدو الذي يتجسس على اصدقائه ويجنّد العملاء داخل مؤسساتهم فكيف بحزب الله واجهزة المقاومة ؟
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...