ما يزال التنسيق قائماً بين الرئيس نبيه بري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، في ظل التناغم الحاصل بينهما حيال أمور كثيرة، إذ يحرص جنبلاط على عدم إزعاج صديقه بري في أي موقف يقدم عليه منعاً لإحراجه، ساعياً إلى تدوير الزوايا في هذا السياق. واللافت على صعيد تطوّر العلاقة بين الطرفين، ما يذكّر بحقبة الثمانينات، وتحديداً مرحلة 6 شباط 1984، إذ سُجّل لقاء بين قيادتي التقدمي و«أمل» الأسبوع المنصرم، إضافة إلى التنسيق في الجامعات، وهذا يدلّ على ما بلغته علاقتهما من تحالف يؤشّر إلى أمور كثيرة. وتنقل أوساط سياسية مواكبة لمجريات هذه العلاقة، أن زيارة وزير الصحة وائل أبو فاعور أمس الأول إلى الرئيس بري، إنما كانت لنقل رسالة جنبلاطية حول سلسلة عناوين من الإستحقاق الرئاسي إلى موضع العسكريين المخطوفين، وقانون الإنتخاب، والخطوات التي يقوم بها الوزير أبو فاعور في وزارته، إضافة إلى ما يحكى عن انضمام الحزب الإشتراكي إلى الحوار المزمع انعقاده قريباً بين «المستقبل» و«حزب لله».
وفي هذا المجال لا تتوقّع الأوساط مشاركة الحزب الإشتراكي على اعتبار أنه من سعى وبري لإنجاز هذه الخطوة الحوارية، كما أن جنبلاط يرى في حوار «المستقبل» و «حزب الله»، خطوة أساسية لتنفيس الإحتقان بين السنّة والشيعة، وهذا هو الهدف الرئيسي الذي يقلق جنبلاط، وقد أصبح هاجسه نظراً لتخوّفه من نتائج أي فتنة مذهبية إذا اندلعت، لذلك، فإن جنبلاط في أجواء التحرّكات الجارية من خلال الخط المفتوح الذي أقامه بين كليمنصو وعين التينة منذ زمن طويل.
وفي المقابل، لا تستبعد الأوساط، إمكانية توجّه أبو فاعور إلى الرياض غداً موفداً من النائب جنبلاط للقاء المسؤولين السعوديين والرئيس سعد الحريري، وذلك للتشاور بالمستجدّات الراهنة، وخصوصاً الإستحقاق الرئاسي على اعتبار أن هناك خطوة ثنائية قد تحصل في أي توقيت من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في ما يتعلّق بترشّحه لرئاسة الجمهورية، وهو الأمر الذي تم التوافق عليه خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض، وتحديداً خلال لقائه مع سعد الحريري. وكشفت الأوساط أن الخطوة الأخرى المقابلة، ستأتي من جنبلاط عبر اتخاذ موقف من مرشّح «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو لجهة إعلان انسحابه، ولكن ذلك لن يتم إلا عندما تتبلور الصيغة التي ستعتمد في هذا الإطار، خاصة وأن الأجواء بعد زيارة جعجع للرياض تؤكد حصول إتفاق بين الحليفين الحريري وجعجع، وبالتالي، فإن أبو فاعور سيطّلع من الحريري على أجواء محادثات الرياض، علماً أن أبو فاعور على بيّنة من اللقاءات التنسيقية التي جرت في عين التينة بين الرئيس بري والوزير علي حسن خليل والسيد نادر الحريري، كما أنه شارك في بعضها، مما يعني أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف طبيعة الحوار المتوقّع بين «المستقبل» و«حزب الله» في الأسبوع المقبل، مع الإشارة إلى أن بري أبدى استياءه من بعض وسائل الإعلام التي «تحرتق» على هذا الحوار، الذي يعتبره «الخرطوشة الأخيرة».
وتختم الأوساط مشيرة إلى أن استرخاءً سياسياً سيسود الساحة الداخلية خلال مرحلة الأعياد، وهذا يعني أن كل افشارات بشأن الإستحقاق الرئاسي لا تشي بأي حلول قريبة، ولكن الأهم يكمن في الحوار الذي سيحصل في عين التينة، ومن شأنه أن يؤسّس لتوافق حول الإنتخابات الرئاسية بدافع إقليمي.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...