ان يقول الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله: “لدينا كل انواع الاسلحة. كل ما يتخيّله العدو وما لا يتخيله”، ليس بالامر العادي. من غير الضروري انتظار تفاصيل حديثه الذي سيعرض الخميس على قناة “الميادين”. ما سُرب من حديثه بالملف الاسرائيلي اصبح كافياً: “…كل انواع الاسلحة”.
منذ اشهر طويلة لم يقدم نصر الله اي جديد في مسألة امكانات الحزب العسكرية. توقف الحديث عند تلميحه بوجود صواريخ بر – بحر، مُهدداً بمحاصرة الشواطئ الاسرائيلية. منذ ذلك الوقت لا شيء، سوى بعض التغييرات في قواعد الاشتباك فرضتها الحرب السورية والتدخلات الاسرائيلية فيها.
يظهر نصر الله اليوم، كأنه يقول: “نحن نمتلك سلاح دفاع جوي”، بل واكثر. تعمّد السيد ايصال هذه الرسالة بضبابية، فيما يبدو استمرار لسياسة الحرب النفسية الخاصة به: “لا نعطي معلومات مجانية للعدو”. أما الجديد بما يمكن تخيّله من سلاح هو سلاح الدفاع الجوي. اذ ان “حزب الله” يملك صواريخ ارض – ارض قصيرة ومتوسطة المدى، زاد نصر الله على صفاتها، “الدقيقة” خلال خطاباته، ويملك ايضاً صواريخ مضادة للدروع ظهرت فعاليتها في حرب تموز 2006، اضافة الى صواريخ متطورة مضادة للسفن، وهذا ما اكده نصر الله مراراً. ضف الى كل ذلك الطائرات من دون طيار استخدمت واعلن عن استخدامها.
تغيّر الحزب كثيراً منذ العام 2006 على مستوى تجهيز الافراد، اصبح غالبية افراده يمتلكون مناظير ليلية، وتجهيزات كمالية تساعد المقاتلين في المعارك. بقي الدبابات والطائرات الحربية، التي ليست مما يخدم العقيدة القتالية للحزب.
ليس غريباً، ان يكون استنتاج معظم من قرأ تصريح نصر الله اليوم هو وجود اسلحة دفاع جوي فاعلة لدى الحزب. اساساً من السهل الحسم ان هدف نصر الله هو ايصال القريب والبعيد، الصديق والعدو الى هذا الاستنتاج. لكن ماذا يعني كل هذا؟
يربط العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، في حديث لـ”ليبانون ديبايت” بين ما سرب من حديث نصر الله، و”بين سياسة الردع التي تعتمدها المقاومة، وفي هذا السياق يأتي تأكيد السيد نصر الله ان كل انواع السلاح موجود لدى المقاومة وهذا من شأنه طبعاً ردع اسرائيل من القيام باي اعتداء ضد لبنان“.
يرى جابر ان “السؤال الاول الذي سعى الاسرائيليون لايجاد جواب له هو: هل يملك “حزب الله” سلاح دفاع جوي؟ وما هو هذا السلاح؟، واليوم يظهر نصر الله كمن اجاب عن هذا السؤال، او اقله كمن لمّح للجواب، فتوقعي ان الحزب يمتلك سلاح دفاع جوي متطور”.
لكن ماذا يعني ان يملك حزب الله هذا النوع من السلاح؟ يرى جابر ان “امتلاك الحزب لسلاح دفاع جوي يعني ببساطة، سلب الطائرات الحربية الاسرائيلية حريتها في اي حرب مقبلة، وهذا يساعد الحزب في تكتيكه العسكري، اذ ان مقاتلي الحزب يشتبكون عن قرب مع الجنود الاسرائيليين لتعطيل فعالية سلاح الجو، وهذا ما يعطيهم افضلية في المعركة”. ويضيف: “البيئة الحاضنة للمقاومة تعتبر من ابرز المستفيدين من امتلاك حزب الله سلاح دفاع جوي”.