على طول اكثر من 800 كيلومتر تمتد الحدود بين السعودية والعراق، بين كثبان رملية واراض وعرة، لا تقل وعورة عن العلاقات التي تربط بين البلدين. فبعد تسعة عقود على إرث «معاهدة العقير» عام 1922 يعيد انسحاب القوات العراقية وانتشار 30 الف جندي سعودي على الحدود بين البلدين، اضافة الى انتشار قوات عسكرية باكستانية بموجب التعاون العسكري بين البلدين، طرح المخاطر الامنية الجدية التي تواجهها المملكة العربية السعودية بعد وصول مقاتلي «داعش» دولة الخلافة، الى بلدة الرطبة العراقية التي تبعد 70 ميلا و112 كلم واقل عن الحدود السعودية، وبالتالي فان دولة الخلافة الاسلامية بقيادة ابو بكر البغدادي تمتد على اراض واسعة تمتد من دير الزور السورية الى مناطق واسعة في العراق وصولا الى حدود السعودية والاردن وهذا ما زاد في مخاوف الدولة السعودية، حيث اتخذت سلسلة من الاحتياطات الاستثنائية والاجراءات الامنية لمواجهة «الخطر الداعشي» وخطر تفجير الحدود بتغييرات شملت قيادات عسكرية وامنية بالاضافة الى اعلان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز عن ضرب كل من تسول له نفسه العبث باستقرار المملكة وامنها بالاضافة الى تعيين وزير شيعي للمرة الاولى في السـعودية.
لكن التطور الابرز بالاضافة الى نشر 30 الف جندي سعودي مزودين باحدث الاسلحة القتالية وقوات عسكرية باكستانية، بدء السعودية باقامة جدار الكتروني على طول الحدود مع العراق بكلفة 6 مليارات دولار وتم التلزيم لشركة فرنسية لزيادة اجراءات الحماية. وهذا الحائط الالكتروني مزود بكل التقنيات الالكترونية لكشف اي تسلل وبصواريخ تعمل على الليزر.
الاجراءات السعودية تأتي ايضا بعد معلومات عن وجود خطط لتمرير داعش لمسلحين وانتحاريين عبر المناطق الحدودية التي تشهد تسيبا امنيا حاليا وضرب مصالح سعودية وغربية على السواء بعد التقدم الذي حققته داعش في ريف دير الزور بالكامل ومدينة البوكمال واعلان التيارات الاسلامية من جبهة النصرة والجيش الحر الولاء لداعش والسيطرة على حقل «الفرات» النفطي في دير الزور وهو اكبر حفل نفطي في سوريا، كما سيطرت داعش على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها تكريت 160 كلم شمال بغداد، والموصل 150 كلم شمال بغداد وصولا الى الحدود مع تركيا الى بلدة الرطبة العراقية التي تبعد 100 كلم عن الحدود السعودية.
ويذكر ان وزارة الداخلية السعودية اعلنت امس ان دورية امنية تعرضت لاطلاق نار قرب منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن، مما ادى الى مقتل قائدها. وبحسب المعلومات فان مسلحين مجهولين هاجموا المنفذ من الجانب اليمني وقتلوا جنديا يمنيا واصابوا آخر، وذلك قبل ان تستعيد السلطات سيطرتها على المنفذ. واوضحت الداخلية السعودية ان المهاجمين طوردوا الى محافظة شرورة وجرى تبادل اطلاق نار معهم، مما اسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين واصابة رابع والقبض على آخر، في مقابل مقتل قائد الدورية الامنية. وفي الاثناء، قام مسلحون مجهولون بمهاجمة المنفذ على الجانب اليمني من جهة حضرموت، وانهم قتلوا جنديا يمنيا واصابوا اخر. واضاف ان قوات الامن والجيش اليمني استعادت السيطرة على المنفذ الحدودي.
فالخطر بدأ يعصف بالمملكة العربية السعودية مع اقتراب داعش من الحدود وبالتالي فان الايام المقبلة ستكون حبلى بتطورات خطيرة وبرسم خرائط جديدة للمنطقة لن تنجو منها المملكة العربية السعودية.
بلينكن: واشنطن تدرس تدابير جوابية بما في ذلك ضد الرياض بعد قرار “أوبك +”
قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة تدرس عدداً من التدابير الجوابية، بما في ذلك ضدّ...