ليس بالامر العابر ان يبادر الرئيس السوري بشار الاسد علنا في خطاب رسمي يعد «خريطة طريق» لسنوات ولايته الرئاسية الجديدة، بتكريس «الشراكة» السياسية والعسكرية والامنية بين الدولة السورية وحزب الله، فمعادلة رد «الوفاء بالوفاء» التي جعلها الاسد اطارا عاما لشرح هذه العلاقة، تختصر مرحلة طويلة بحسب مصادر في 8 آذار من التعاون المثمر الذي انتج معادلة «النصر الالهي» في تموز 2006 وأثمر منعا «لسقوط» الدولة السورية في العام 2014. هذا الكلام المباشر الاول من نوعه سيكون له ما قبله وما بعده على الصعيد الاقليمي والمحلي بعد ان نجحت هذه العلاقة في تغيير موازين القوى الميدانية والسياسية، وفي انتظار ان تتبلور مفاعيل «الصورة» النهائية للانتصار الميداني الذي يحتاج تظهيره الى مزيد من الوقت، يمكن لتوقيت فتح معركة جرود القلمون ان يقدم نموذجا حيا عن هذا «التكامل»؟ فيما يمكن الحديث اليوم عن انتصارسياسي حققه الرئيس الاسد على خصومه.
فعلى المستوى السياسي وبعيدا عن الانجازات العسكرية الهائلة للجيش السوري والمقاومة اللبنانية في الميدان، تشير اوساط ديبلوماسية في بيروت الى ان الرئيس الاسد نجح في الاستفادة من اخطاء اعدائه وباتت «كفة المواجهة» داخل سوريا تميل لصالحه بعد ان اصبح بديله هو «الخليفة» ابو بكرالبغدادي، فالائتلاف السوري المعارض لم يعد لديه اي مشروع جدي للتحرر الوطني، واثبتت الاحداث انه لم يعد يمثل الشعب السوري، وبات واضحا ان ما يعانيه من «تمزقات» تعكس العلاقات المعقدة والعدائية بين مموليه الاقليميين دفعت الغرب الى التراجع عن دعم الائتلاف الذي لم يعد بنظرهم بديلا ديمقراطيا حقيقيا، خاصة ان هذه النقطة تحديدا كانت السبب المعلن لاخر الانشقاقات اعتراضا على الاختيار «المشبوه» لهادي البحرة رئيسا جديدا للائتلاف.
اما الترجمة العملانية لهذه المعادلة تقول الاوساط فوجدت صداها في الدوائر الغربية التي بدات تتحدث عن ما تسميه «اعادة التأهيل السياسي» اقليميا ودوليا للنظام السوري، خاصة بعد بروز تنظيم «داعش» كتهديد حقيقي تجاوز سوريا والعراق الى الاقليم باكمله، وما يشكله هذا التمدد من مخاطر على المصالح الحيوية للغرب الذي يقترب من اعتبار الدولة السورية شريك «امر واقع» في محاربة الارهاب.
هنا يمكن الحديث عن نقطة تحول امنية دفعت بالقيادة السورية بالتشاور مع حزب الله الى اتخاذ قرار الدخول في حسم معركة «الجرود»، وفي هذا السياق تؤكد المصادر في 8 اذار مطلعة على هذا الملف ان معلومات دقيقة وصلت الى الجهات اللبنانية والسورية المعنية تفيد بوجود خطة سعودية تقضي بتنشيط ما يسمى «تفعيل» واعادة تسليح المعارضة السورية «المعتدلة» انطلاقا من الساحتين اللبنانية والاردنية. وهذا ما استدعى تنسيقا على اعلى المستويات للقيام بحرب استباقية لقطع الطريق على هذا المخطط السعودي الهادف لاعادة تنشيط المعارضة.
مقتل قياديين اثنين من “داعش” في غارة أميركية شمالي سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل قياديين اثنين ينتميان لتنظيم "داعش" في غارة جوية، في القامشلي شمالي سوريا. وقال بيانٌ للقيادة...