لا يختلف اثنان على أن الفنانة ميريام فارس ليست مغنية فقط بل ممثلة جيدة جداً و هو ما سبق وأثبتته عندما شاركت النجم السوري القدير دريد لحام بطولة فيلمه النخبوي “سيلينا” , و بما أن “اتهام” هو تجربتها الدرامية الأولى على الشاشة الفضية فنستطيع الجزم بناءً على آراء أهم نقاد العالم العربي بأنها تلميذة مجتهدة أعطت ما كان يجب أن تعطيه للدور وأثبتت مرة جديدة أنها فنانة شاملة و ممثلة “شطورة”.
لكن ما فاجأت به ميريام الجميع هو اختيارها للقصة التقليدية , التي تختارها الكثير من نجمات الغناء الجميلات حيث تكون بطلة فقيرة تتعرض لحادثة تقلب موازين حياتها و تجعلها تتعرف على رجل غني يرتبط بها و يمنحها ثروته ,وينقلها لمستوى اجتماعي أرفع بكثير حيث يلوح بطل شاب من بعيد أجبرته و أجبرتها ظروفهما على البعد ليعودا و يلتقيا من جديد في الحلقات الأخيرة!
مسلسل “اتهام” لا يقدم قصة جديدة ولكنه قدم نجوم جدد على ساحة الانتشار العربي ؛ ربما يخرجون من هذا العمل بعروض أهم ومكانة فنية أكبر كانوا يستحقونها منذ زمن .. في مقدمتهم الفنانة اللبنانية القديرة تقلا شمعون التي تُعد واحدة من أهم نجمات لبنان وهاهي الآن تنضم لقائمة أهم النجمات العربيات, أيضاً ناظلي الرواس الممثلة السورية الشابة التي يؤكد النقاد أنها تنتظر قريباً عرضاً سيفجر ما لم تفجره بعد من طاقاتها التمثيلية التي يبدو أنها قوية و مهمة, و الفنان اللبناني الشاب نيكولا مزهر الذي فاجأ نقاد وطنه قبل نقاد العالم العربي و لاقى ثناء جيدا.
إذاً العمل جمع الإنتاج الجيد و الأبطال القديرين ذوي القدرات المهمة , و الإخراج المحترف .. ولكنه أخفق بالفكرة فقط ,و التي جاءت مكررة في مجملها ، و كنا نتمنى لو أطلت ميريام عبر الشاشة الصغيرة بقصة جديدة كلياً فكرةً و كتابة .. حالها في ذلك حال الفنان حسن الرداد الذي لم يبتعد كثيراً عن دوره في “آدم و جميلة” حيث يجسد دور البطل الطيب الشهم الذي يقف دائماً بجوار البطلة التي تواجه مطبات من كل نوع.