تحت هـذا العنـوان الصاعق، كتب الرئيس السابق لمجلس الاستخبارات الوطني فيCIA, الكاتب الأميركي Graham E. Fuller، متابعاً: لم يعش الشرق الأوسط مثل هذه الفوضى من قبل، فوضى تزداد سوءاً، فهـو يجتذب الجهاديين من الشـرق والغرب، جهاديــون عطشـى للـدم وقطـع الرؤوس وللجنـس والتفجيــر. تحاول الولايات المتحدة ومعظم البلدان الأخرى الحد من الحروب الأهلية الدامية التي تحتدم حاليا في العراق وسوريا.
لكن أسوأ ما يحدث هو انتشار إرهـاب دولـة إسـلامية جهاديـة. الآن تأكدت واشنطن أن وضـع نهاية للحرب في سـوريا، هـو النهج الأكثر فعاليـة لفك عقـدة الشـرق الأوســط. أطاحت حركات الربيع العربي بالحكومات في تونس ومصر وليبيا واليمن، وظهـر الأمر كما لو أن حكومـة الرئيس الأســد هي التاليـة.
وراهـنتْ الولايات المتحدة وتركيــا والســعودية ودول أخرى في المنطقة، على أنّ دفعـة صغيــرة من الخــارج سـتكون كافيةً لإسـقاط الأســد، وليـأتِ بعـده نظـام تابـعٌ لهـم. لقــد خســروا الرهـان، واسـتطاع الأســد الصمـود بصـورة مذهلـة وبارعـة وبقي في الحكـم، وحـارب ضد المعارضة المسلحة المدعومـة عسكرياً ومادياً من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وغيرها من الدول.
تجذب الحرب السورية الجهاديين المتطرفيـن من جميع أنحاء العالم الإسلامي، بدعوى النضال ضـد الأســد. مما يساعد في انتشـار الدولة الإسـلامية أكثر في سوريا، جهاديـون يتفقـون أو يختلفون مع داعش عقائدياً. ســوف نخســر قليـلاً إن تعاملنـا مع الرئيـس الأسـد، ولكننـا بالتأكيـد سـنربح كثيـراً.
لقـد كانت تركيــا إحـدى ضحايـا لعبـة البوكــر الفاشــلة في إســـقاط الأســد، وسوف تستفيد تركيا نفسها إن استعادت الدولة السورية عافيتها، لوضع نهاية لتدفق اللاجئين خاصـة الأكــراد. يجب أن تنتهي الآن الحروب والنزاعات عبر الحدود التي تجلب سوى الفوضى والاستقطاب، ومزيدا من التدخل المسلح الدولي والغضب العالمي وأشرطة الفيديو لتجنيد الجهاديين معها.
ولكن انتظر: إنّ تعزيز قوة الأســد في دمشق سـيجعلُ من روسيا وإيران المسـتفيد الأول؟ أليس هذا قرار خاطئ؟ إذاً علينا بدلاً من ذلك دفع المزيد الأموال من أجل حملة عسكرية طويلـة و”عديمــة الفائــدة” للإطاحة بالأســد؟ ونبحث عن جهادييـن “أقلّ سـوءاً” تلبي معاييرنا، فتكـرهُ داعش والأسـد وتحبنـا… من محاضـرة بعنـوان: “تبني استراتيجية الأســد أفضل من دعم الولايات المتحدة للجهاديين”. © 2014
غراهام فوللر هو نائب الرئيس السابق لمجلس الاستخبارات الوطني في وكالة المخابرات المركزية. عمل في مركز أبحاث “راند”. حاليا أستاذ في التاريخ في جامعة سايمون فريزر. ومؤلف العديد من الكتب حول الشرق الأوسط، بما في ذلك مستقبل الإسـلام السـياسي وعالم بلا إسـلام.