على أعتاب المعركة المنتظرة على الموصل التي بدأت تشهد حركة نزوح كثيف باتجاه محافظة الرقة السورية، يُعقَد غداً في اربيل مؤتمر برعاية دعاة ربط أي عمل عسكري ضد تنظيم «داعش» بمطلب الانفصال عن العاصمة العراقية بغداد، وعلى رأسهم محافظ نينوى أثيل النجيفي ووزير المال الأسبق رافع العيساوي، بحضور رسمي عراقي عبر نائب رئيس الجمهورية لشؤون الأمن أسامة النجيفي ونائب رئيس الحكومة صالح المطلك، في تجمع سياسي يعدّ الأول من نوعه، ويضم عددا كبيرا من معارضي العملية السياسية في العراق، وشيوخ العشائر وممثلين عن «المحافظات الست».
وفي هذه الأثناء باشر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، الذي يعد أيضاً أحد أبرز الفعاليات العشائرية العراقية، سلسلة لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، في خضم تأكيد إيراني على «عدم فاعلية» التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة وتزعم من خلاله «مواجهة» تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، حيث شدد المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رحيم صفوي، على أن «محور التحالف الذي شكلته أميركا لمحاربة داعش ليس فاعلاً وسيبوء بالفشل ولن يقدم شيئا».
واعتبر صفوي أن «التحالف الذي يتكون حاليا بين إيران والعراق وسوريا سيكون تحالفا قويا في التصدي للقوى التكفيرية»، بينما لفتت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «ارنا» إلى أن «ملف الأمن الإقليمي» سيشكل مدار بحث الجبوري مع المسؤولين الإيرانيين.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عقب استقباله الجبوري عن رؤية بلاده القائمة على أن «أمن العراق من إيران»، كما عبر عن ارتياح طهران للخطوات «الهامة» التي تخطوها الحكومة العراقية في تحركها الاقليمي الجديد، من أجل تعزيز العلاقات مع «جيرانها كافة»، معرباً عن اعتقاده بأن «العراق يمكن أن يشكل جسرا للصداقة بين كل القوميات ودول غرب آسيا»، في إشارة إلى سياسة الانفتاح التي تعتمدها الحكومة العراقية في تعزيز العلاقة مع دول الخليج، مشيراً في هذا السياق إلى أن بلاده «مستعدة للتشاور والتعامل مع دول المنطقة كافة بشأن قضية العراق وأنها مستعدة لاتخاذ خطوات موثرة في هذا الشأن».
من جهته، أكد الجبوري ضرورة «التضامن» بين الجميع من أجل مواجهة «داعش»، مشيراً إلى اتخاذ اجراءات «جيدة في المجال العسكري والأمني في العراق خلال الفترة الأخيرة»، مشدداً على «ضرورة التضامن بين دول المنطقة لاستتباب الأمن والاستقرار». كما لفت إلى أن الاستقرار والأمن في المنطقة يعتبران أمرا ضروريا «للجميع» بمن فيهم العراق و»دول المنطقة وايران».
وفي هذه الأثناء، يحضِّر عدد من القوى السياسية وشخصيات عشائرية ودينية لمؤتمر تحت عنوان «مكافحة الإرهاب»، من أجل بحث ما أسماه منظمو المؤتمر «خيارات جديدة» لتسليح مقاتلي العشائر. وأكدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن الهدف من لقاء الأطراف المؤتمرة في إقليم كردستان سيكون توجيه رسالة إلى الدول الغربية تتعلق بوحدة موقف «القوى السنية»، وبأنها مهيئة لتسلم السلاح حتى لو لم يكن ذلك عن طريق الحكومة العراقية.
وأكد عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر خالد العلواني الذي يشغل منصب المستشار الأمني لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن المؤتمر «سيبحث قضية تشكيل الحرس الوطني، وإيجاد وسائل بديلة لتسليح العشائر المقاتلة في ما لو استمرت الحكومة بالتباطؤ في تسليحها».
بدوره، أكد عضو مجلس محافظة نينوى عبد الرحمن الوكاع أن «الاجتماع يشكل رسالة ضغط على الحكومة بأن القوى السنية ربما ستطلب الحصول على السلاح للعشائر من دون موافقتها»، لافتاً الى أن رغبة «الولايات المتحدة في تسليح العشائر السنية ليست أمراً سرياً، وهي تبحث عن موقف سني موحد، وهو ما قد يقدمه مؤتمر مكافحة الإرهاب والتطرف في أربيل».
من جهته، اعتبر الشيخ سعد ابو ريشة من العاصمة الأردنية عمان أن «الاجتماع سياسي بالدرجة الأولى، ويهدف لخدمة وتلميع حزب معين تراجعت شعبيته في الآونة الأخيرة عقب احتلال المسلحين للمدن». وأضاف وهو أحد شيوخ العشائر الذين التقوا رئيس الحكومة حيدر العبادي خلال زيارته إلى الأردن أن «المؤتمر ستحضره السفارتان الأميركية والبريطانية في بغداد، وهو بمثابة تمهيد لإعلان الإقليم السني».
وأشار أبو ريشة إلى أن «المؤتمر هو لتهيئة الرأي العام لتشكيل الإقليم السني، بعد أن وصلت القوى السنية الى طريق مسدودة في تحرير مدنها والحصول على السلاح»، لافتا إلى «إمكانية نجاح مشروع الإقليم في ظل الانقسام السياسي وبحث كل طرف عن مصالحه الحزبية والفئوية وغياب الهوية الوطنية».
الصدر: نوافق على الحوار إذا كان علنيًا ولتشكيل حكومة بعيدة عن التبعية والتدخلات الخارجية
أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، عن موافقته على المشاركة في الحوار مع جميع الجهات في البلاد ولكن...