في تطور دراماتيكي تشهده المنطقة، يبدو ان اللعبة مفتوحة ولا خطوط حمراء موضوعة لحماية هذه الطائفة او ذلك المذهب، كما ان الاقليات باتت في مهب التهجير والاندثار، فالمجتمع الدولي ترك الامور «فالتة» على غاربها. وحدها المنطقة الكردية حظيت بالحماية الاميركية فوضعت الطائرات من دون طيار خطاً احمراً حول كردستان حيث المصالح الاميركية تنتشر في ارجاء الدولة الكردية حسب مصادر وسطية مطلعة.
وتضيف هذه المصادر : كذلك لوحظ انه بعد معارك الجيش اللبناني مع الارهابيين في عرسال، سارعت واشنطن الى امداد الجيش بالاسلحة بوسائل غير تقليدية تشبه الى حد بعيد بما يعرف بالجسر الجوي، فاعتبر المحللون العسكريون ان اهمية السلاح لا تكمن بنوعيته بل بسرعة التلبية، وهذا تأكيد اميركي على بقاء الخط الاحمر الذي يمنع اي اجتياح ارهابي لاراضيه.
وتشير المصادر الى ان المحللين يطمئنون بان الوضع في لبنان يشبه الوضع في كردستان حيث الخطوط الحمر تؤمن هنا وهناك الحماية .
ضمن هذه الوقائع فتحت خطوط الاتصالات بين الرابية وعوكر، والذي ساعد على سهولتها الصداقة التي تجمع الوزير جبران باسيل بالسفير الاميركي ديفيد هيل ، كما ان واشنطن قررت اعادة الامور الى نصابها الدستوري في لبنان عبر المساعدة وحث اللبنانيين على انتخاب رئيس بأسرع وقت، وهذا ما تعتبره واشنطن ضرورياً في حربها ضد الارهاب.
مصادر «التيار الوطني الحر» اكدت ان هناك اجتماعات دورية تجري في الرابية بين الجنرال ميشال عون والسفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل بحضور وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، الذي تربطه علاقة مميزة بالسفير هيل نتيجة للشفافية التي اتبعها خلال تعاطيه بملف النفط، خصوصاً ان الاميركيين شجعوا شركة اميركية على القيام بمسح للمناطق النفطية في لبنان، بطريقة «المالتي كلاينت» اي انها لا تتقاضى اية مبالغ من الدولة بل على العكس انها تسدد للدولة جزء من ارباحها وهذا دليل ثقة في الوضع.
ولكن هذا الامر يتابع المصدر لا يعني ان الاميركيين مرتاحون لهذا الملف على الرغم من ان روسيا لا تعارض وضع الاميركيين يدهم على النفط اللبناني، فيما هي تعارض ان يكون للاوروبيين اي علاقة وتحديداً فرنسا، فالاميركيون يعتقدون ان التأخير بملف النفط لن يكون لصالح لبنان اقتصادياً وسياسياً.
ولذا شدد المصدر على ان تعثر المحادثات بين الجنرال والرئيس سعد الحريري ربما يتحمل مسؤوليته الفرنسيون، ولاجل ذلك سعوا للتجديد للرئيس ميشال سليمان وهم من اوحى للبطريرك المطالبة ببقاء سليمان في الرئاسة لحين انتخاب خلفه.
وبالعودة الى علاقة الجنرال عون بالولايات المتحدة الاميركية يقول المصدر، يبدو ان الاخيرة لن تتدخل في الموضوع الرئاسي بشكل علني، على الرغم من انها تحبذ مجيء الجنرال، لايجاد تواصل مع «حزب الله» ومع الرئيس بشار الاسد في حال تمكن من الوقوف على قدميه، بالاضافة الى ذلك شدد المصدر على ان الاميركيين رأوا ان عزل الجنرال يجعله يقوي صلاته مع «حزب الله» الامر الذي يرميه بين احضان ايران وروسيا، هذا فضلاً عن انهم لمسوا انه مازال يتمتع بشعبية كبيرة في الوسط المسيحي على الرغم من المعارك التي شنت ضده من قبلهم مع فريق 14 آذار .
وختم المصدر ان الاميركيين راقبوا باهتمام ردات فعل الجنرال عندما حصل تباين بينه وبين «حزب الله» لناحية التمديد لمجلس النواب وموضوع الفساد في الدولة وغيرها من الملفات التي يتباين فيها بالرأي والموقف من الحزب والرئيس بري، الامر الذي جعلهم يقتنعون ان الرجل لا ينقاد وراء الحزب كما يشاع بل ان له اجندة لبنانية تملي عليه سياساته وعلاقاته الداخلية والخارجية.
كلادس صعب