دقت نسب التصويت المتدنية في الانتخابات النصفية الأميركية أمس، التي لم تتجاوز ?? في المئة، ناقوس الخطر لدى الحزب الديموقراطي الحاكم، وأنذرت بخسارته المرجحة للغالبية التي يملكها في مجلس الشيوخ وتراجع حضوره في مجلس النواب. وسيقوّض صعود اليمين الجمهوري أجندة الرئيس باراك أوباما في النصف الثاني من ولايته الأخيرة، وسيجبره على مغازلة خصوم الماضي لتفادي ضربة استباقية لحكمه.
ومن ولاية كولورادو في الغرب الى نيو هامبشير في الشمال الشرقي، صوّت الأميركيون بنسب متدنية في الانتخابات النصفية التي تشعبت قضاياها من محاربة الإرهاب الى ترخيص بيع الحشيش إلى مواجهة فيروس «إيبولا». وحقق الحزب الجمهوري إفادة كبيرة من الجو العام المعارض لسياسات أوباما، وأداء إدارته المخيب وعدم قدرة البيت الأبيض والكونغرس على التعايش وتمرير تشريعات حيوية للاقتصاد والهجرة.
وأعطى هذا المناخ اليمين الجمهوري أفضلية في الفوز، واحتمال استعادة مطرقة مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ العام ????، أو على الأقل تعزيز حضوره في المجلسين. واستمر فرز النتائج الى وقت متأخر من صباح اليوم، مع ملاحظة تقارب التنافس في ولايات جيورجيا ولويزيانا وكنساس وأيوا.
عملياً تشكل عودة اليمين الجمهوري الى مبنى الكابيتول كابوساً سياسياً لأوباما الذي راهن خلال خوضه حملة ولايته الأولى عام ???? على أن يكون رئيساً تاريخياً يرسخ أكثرية «دائمة» للحزب الديموقراطي في المجلسين. وهو سيُضطر إلى التخلي عن أجندة طموحة داخلياً تشمل إقرار قانون إصلاح جذري للهجرة، واستبدالها بتشريعات أكثر تلاقياً مع الجمهوريين. كما سيواجه فتح صفحة التحقيقات وجلسات الاستماع في المجلسين ضده، على غرار ما حصل خلال حكم بيل كلينتون حين تورط بفضيحة جنسية مع مونيكا لوينسكي.
على صعيد آخر، قد تفضي التركيبة الجديدة بانفراج تشريعي في العاصمة الأميركية، ومرحلة تعايش بين البيت الأبيض والجمهوريين سبق أن عاصرها بيل كلينتون، بسبب حاجة كليهما الى الآخر من أجل إنجاح تجربتهما في الحكم، وبأقل تنازلات ممكنة.
خارجياً، قد تؤدي الانتخابات إلى تشدد أكبر في السياسة الأميركية، باعتبار أن الجمهوريين أكثر حزماً في ملفات العلاقة مع روسيا، وهم أقرب إلى إسرائيل وأكثر استعداءً لإيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد. أما الديموقراطيون فعادوا لمراجعة خياراتهم وسياستهم أملاً بتغيير المناخ الحالي، وربما ركوب موجة هيلاري كلينتون إذا قررت خوض الانتخابات واستعادة أكثريتهم في انتخابات ????.