لا احد في المنطقة ممن تجري المتابعة معهم لمجريات التطورات العسكرية، يريد ان يعترف ان تسوية ما حصلت في مكان ما تحت او فوق الطاولة لا همّ، ولا احد يريد ان يكشف على حدّ قول مصادر في 8 آذار ان هناك مجموعة جلست في سلطنة عُمان او لندن او النمسا، وتبادلت اطراف «التسوية» المجتزئة، او الاقرار بأن مصالح استجدت ادت الى ما يشاهده العالم من تحرك للتحالف الدولي بدءاً من سوريا وليس العراق، وهو بدء العمليات الجوية ضد المجموعات التي صنعها بعض العرب الخليجيين وبريطانيا وواشنطن.
الا ان هناك تبريراً لهذا التكتم على التطور، تضيف المصادر، ان على صعيد ما حصل في اليمن او ما هو مرشح ان يحصل في لبنان والبحرين، الاول في التوافق الايراني – السعودي على اطلاق عربة الاستحقاق الرئاسي، حيث يُقال، ان الرئيس الجديد للبنان سيبصر النور قبل عيد الاستقلال، وهناك توجه اقليمي ودولي لانتخاب رئيس متوافق عليه مع طروحات جدية جداً بأن يتولى العماد عون الرئاسة الاولى لمدة سنتين اذا لم تكن ثلاثاً وهي تسوية بدأت ملامحها مع الحل في العراق وما جرى في اليمن اضافة الى الحلحلة في افغانستان.. نعم في افغانستان.
بالطبع يقول مستشارون من العرب الاميركيين بحسب المصادر، ان المنطقي والطبيعي ان لا يعلن اي من اطراف النزاع في المنطقة عن تسويات اقليمية ودولية هنا او هناك في اوكرانيا، على سبيل المثال، ومنها الى الاقليم العربي، خصوصا ان الاخطار التي بدأت تطال بعض الدول في الخليج لم تعد اخطار مصالح بل اخطار وجود مع اعلان «الخلافة الاسلامية» من قبل «الدولة الاسلامية» بزعامة الخليفة ابو بكر البغدادي، وهو امر ان جرى النظر اليه بدقة، ليس امرا اعتياديا ولا عاديا بالنسبة لدول الخليج، واشارت المصادر الى ان الافكار الدينية المنتشرة في الخليج نتيجة افكار المؤسسات الدينية التي سمح لها العمل من الستينات، يعرف انها افكار وهابية متشددة ستؤدي يوما ما الى ما نراه اليوم. من هنا ان الامور وفق المستشارين العرب في الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة الاميركية يشيرون الى ان الاخطار المحدقة ببعض عواصم الخليج باتت داخلية اكثر مما هي خارجية.
واكدت المصادر نقلاً عن المستشارين ان مصالح الغرب كانت مهددة من قبل الجماعات التكفيرية التي سمحوا لها بالعمل وامدوها بالمال والسلاح والرجال وانشأوا لها مدارس حتى انهم اوجدوا لهذه الجماعات فتاوى السبي والنكاح وقطع الرؤوس والتحليل والتحريم، وكله موجود في تلك الكتب التي جرى تدريسها في المدارس الدينية الوهابية وليست طارئة على هذا الفكر.
اما بخصوص توقيت الضربات وانطلاقها من سوريا، وماذا تريد واشنطن وما هي الاهداف المستورة لواشنطن من ورائها، بأختصار يقول هؤلاء المستشارون: ان التوقيت من سوريا لأن تلك الجماعات عمدت الى نقل ثقلها الاساسي بعد ان جرى اعلان انها ستضرب الى سوريا لذلك فالضربات في سوريا جاءت في اماكن حاسمة لكنها تفتقر الى العمل البري، كون كافة الخبراء العسكريين اكدوا ان لا معركة يحسمها الطيران الجوي والتجارب كثيرة. اما الاهداف الحقيقية لواشنطن، برأي هؤلاء المستشارين الاميركيين العرب في الحزب الديموقراطي، ان العرب او الرأي العام المتابع بمن فيه اهل السياسة والاعلام والتحليل، يضخمون الرؤى السياسية، اذ ما كانت اهداف واشنطن في افغانستان او باكستان او اليمن او العراق او الشيشان، والامر نفسه في سوريا ؟
الا ان الامر الحيوي تقول المصادر هو مصدر الامن والطاقة المتعلق في الشرق الاوسط، ومن هنا يجب ان ينظر الرأي العام العربي الى ان ما يجري هو حرب خطوط النفط والطاقة ومن لا يصدق الامر عليه ان ينتظر سنة او اكثر ليرى كيف تتبلور الامور وترسم خطوط الطاقة وكيف سيجري التسويات عليها. ولفتت المصادر الى ان مسألة الامن تبقى من متغيرات وتسويات وكباش بين الدول ومصالحها، لكن الاساس ان التهديد الذي يطال بعض الدول العربية سيلزمها بإجراء تسويات وتغاضيات عما يجري مثلا في اليمن وما هو متوقع ان ينسحب على التسوية القادمة في البحرين ولبنان قبلها. من هنا يجب قراءة حرب واشنطن على التنظيمات الاسلامية السنية كجسر للعبور الى التحكم في مصادر الطاقة تمهيدا او قوطبة للمواجهات الاقتصادية والسياسية مع الشرق.
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...