تتساءل مصادر سياسية بإلحاح وتشكيك، إنْ كان القائمون على قيادة ومعالجة الملف الأمني في لبنان يقرأون فعلا ما يكتب ويقال من قبل المتخصصين أو غير المتخصصين في شؤون الحركات الجهادية الانتحارية في الإعلام، خصوصا والبلاد تمر في خضم أزمة خطيرة وشاملة. مَن يراقب الوضع عن كثب وبدأب يصل إلى إجابات محبطة؛ فالأوضاع الامنية تسوء يوما بعد يوم، وليس ثمة أي نجاحات مهمة تحرزها الدولة بغياب رأس الهرم اي رئيس الجمهورية والمجلس النيابي الممدد له، في ملف العسكريين المخطوفين. صحيح أنه ليس كل ما يقال وينشر يعتبر مهما له مصداقية، ولكننا لا نعدم الكثير من الاجتهادات والانتباهات والمعالجات المهمة، والتي لا يبدو أنها أثارت اهتمام أولئك القادة والمسؤولين الذين أثبتوا بالملموس فشلهم الذريع في كل شيء حتى الآن.
وتذكر المصادر، بان الداعية اللبناني عمر بكري فستق منذ فترة زمنية ليست ببعيدة، وفي اعترافاته أمام القضاء اللبناني قال: «إننا نعبىء الشباب ضد الدولة ومؤسسة الجيش. إننا نقيم معسكرات تدريب في الشمال. إننا نسعى إلى إنشاء إمارة إسلامية يرفرف علمها فوق القصر الجمهوري». واشارت المصادر الى ان أجهزة الأمن اللبنانية خلال معركة عرسال رصدت اتصالات هاتفية بين عرسال وداعش، ومناطق لبنانية عديدة، وهو ما يؤكد وجود خلايا داعشية نائمة تشكل حاضنة لـ «داعش»، وهذا يلقي الضوء على مخطط «داعش» في لبنان. وهذا ما يؤكد بان الأفكار التي يطرحها «داعش» تشير إلى هدف إنشاء «دولة اسلامية» مذهبية سُنّية تضم أشلاء من دول تبين منها حتى الآن العراق وسوريا وقد نرى معها أشلاء من دول عربية أخرى خصوصاً لبنان والسعودية وربما الأردن كحاضنة بالإضافة إلى أجزاء من الشعب الفلسطيني الذي يعيش ضمن تلك الأشلاء.
وقد يكون في ذلك المدخل على حد قول المصادر لحل إسرائيلي – أميركي للقضية الفلسطينية. إن الدفاع عن مصالح إسرائيل وأميركا من خلال إضعاف الجسم العربي وتمزيقه قد يكون جزءاً من مهمات «داعش» لهذه المرحلة. طالما تردد ان «داعش» عصابة انشقت عن «القاعدة»، ثم اتخذت مسارا ارهابيا مسلحا اكثر عنفا وقوة، حتى احتلت العصابة كما يقولون، ثلث الاراضي السورية ومساحة واسعة من الاراضي العراقية، رافق ذلك انهيار قوات عسكرية مجهزة بافضل الاسلحة والمعدات، بطريقة مفاجئة اثارت استغراب العالم، فراحوا يبحثون عن جواب لسؤال: كيف يمكن لعصابة تحقيق هذا القدر من الانتصارات حتى عجزت اربعون دولة تقاتل «داعش» فعلا من القضاء عليها؟
واكدت المصادر ان هناك من يستدل بحجم الحراك الدبلوماسي على وجود مخطط، أداته «داعش» وغيره، يستهدف المنطقة برمتها، وما الانتصارات سوى عمل استخباراتي دولي هائل سبق تحرك العصابات الارهابية عسكريا. والبعض يستبعد العامل الدولي، ويعزو قوة «داعش»، لاسباب روحية وصرامة ايمانية، اضافة الى الخبرة القتالية، والتخطيط الاستراتيجي، من اجل تحقيق هدف الدولة الاسلامية، لكنه لا يستبعد العامل الاقليمي، ودعم دول المنطقة. ومنهم من يعتقد، ان هناك تنسيقا بين «داعش»، وقوى اقليمية ودولية، لكن الامر خرج من يدهم، واستفحلت العصابة، فقررت الدول المعنية القضاء عليها، وهذا البعض لا يجد جوابا على سؤال: لماذا لم تستطع 40 دولة من القضاء عليه؟ وها هي عصابات «داعش» تزحف باتجاه دول عربية وغربية
واكدت المصادر انه نظرا لخطورة الموقف، يجب انتخاب رئيس للجمهورية لمعرفة اي علم سيرفرف فوق قصر بعبدا في الدرجة الاول، وفي الدرجة الثانية، معرفة ما يجري في المنطقة، ودور الدول الكبرى فيها، ويجب ان تبقى شعوب منطقة البحر الاوسط يقظة، تقاوم مخططات الاستعمار الجديد لان من الواضح أن التحوّلات العربية وقعت في أفخاخ الصراع الدولي واستخدامه للإرهاب أداة عقاب وابتزاز لمجمل المنطقة. قبل نحو مئة عام التقى نهج إنهاء الاستعمار مع توق الشعوب إلى الاستقلال وتجسيد الوطنيات فرُسمت الخرائط بهاجس إنشاء دول يمكن أن تكون لجميع مواطنيها. أما اليوم فستتولى تلك السياسات الخاطئة ترسيماً جديداً، لكن هذه المرّة بتعاقد بين القوى الدولية والإقليمية على تنصيب الميليشيات الطائفية وإرضاء نوازع الإرهاب والانفصال على أساس أن «داعش» هو من نسف الخريطة السابقة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...