ابرزت توصيات قمة حلف شمال الاطلسي حجم الضغوطات التي يتعرض لها المجتمع الدولي نتيجة تطرف وارهاب تنظيم «داعش» في العراق وسوريا لكنها لم تخف العقبات المماثلة امام تنفيذ اي ضربات عسكرية لهذا التنظيم في اماكن تواجده في البلدين. فنجاح اي تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الاميركي لضرب الارهاب، مرتبط باكثر من عامل سياسي وميداني من جهة وبالاهداف الموضوعة لاي ضربة او «حرب» معلنة على «داعش» والتي لم تتحدد بعد من جهة اخرى.
وفيما تترقب الاوساط الديبلوماسية كما السياسية في لبنان طبيعة ترجمة توصيات «الناتو» اعتبر ديبلوماسي مخضرم ان الادارة الاميركية امام امتحان صعب في المنطقة كما في العالم بسبب قيادتها للتحالف الدولي لمواجهة ممارسات «داعش» كون الرئيس باراك اوباما هو صاحب المبادرة في هذا التحالف، لكن تجربة السياسة الخارجية الاميركية على مدى السنوات الماضية من الادارة الحالية، اثبتت انها «غائبة» عن اوضاع منطقة الشرق الاوسط منذ اللحظة التي قرر فيها الرئيس اوباما الانسحاب من العراق، كما انها ترددت كثيرا في مقاربة الصراع الدائر في سوريا واكتفت بالمواقف السياسية والاعلامية، ونجم عن هذا الامر انتقاد شديد لواشنطن من قبل حلفائها خصوصا وكان اخر الانتقادات ما اعلنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
واضاف الديبلوماسي ان واشنطن تحركت فقط لحماية مصالحها في العراق وليس لاي اعتبار اخر كحماية الاقليات على سبيل المثال، لافتا الى ان مشهد ذبح الصحافيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف رفع من مستوى اصرار الرئيس اوباما على محاربة «داعش» والذي كان موجودا قبل هذين الحدثين المروعين.
وبالتالي فان التحرك الاميركي لا يندرج في سياق ردة الفعل بل يأتي في اطار سياسة خارجية مختلفة يبدأ تنفيذها في العراق عبر الضربات الجوية لتنظيم «داعش». لكنها لا تنتهي مع نهاية الغارات بل ستتواصل لفترة زمنية طويلة وذلك بهدف صياغة معادلات جديدة في المنطقة تبدأ من الاراضي العراقية وتمتد الى الجوار وتحديدا الى الاراضي التي يتواجد فيها الارهاب الذي تلاحقه واشنطن والتحالف الدولي المعلن اخيرا.
لكن الذهاب الى الخيار العسكري لا يخلو من التعقيدات كما قال الديبلوماسي المخضرم الذي كشف ان التجارب «العسكرية» التي خاضتها واشنطن في العراق وفي افغانستان على الاقل، لا توحي بالثقة بالنسبة لحلفائها في الشرق الاوسط كما في الجتمع الدولي، اذ ان اكثر من خبير عسكري اميركي قد لفت الى ان الضربات الجوية قد تضعف «داعش» لكنها لن تلغيه او تقضي على هذا التنظيم.
كذلك فان تحقيق اي تقدم على صعيد مواجهة الارهاب في العراق لن ينسحب على سوريا حيث تختلف المعطيات السياسية كما العسكرية الميدانية وبشكل خاص بالنسبة للنظام السوري وحلفائه خصوصا روسيا التي رأت فيها قمة «الناتو» سببا رئيسيا للتوتر في اوروبا وسط مخاوف من احتمال اندلاع نزاع واسع النطاق بين موسكو وقادة حلف شمال الاطلسي انطلاقا من اوكرانيا.
وفي هذا المجال فان الاعلان العالمي عن التحالف للقضاء على «داعش» قد سلك طريقه الى الترجمة العسكرية بموازاة مجموعة توصيات اممية لحصار هذا التنظيم على كل المستويات وتجفيف موارده ومنابعه المالية خصوصا في المنطقة كما في العالم. وذلك تزامنا مع اطلاق حراك ديبلوماسي وتعاون وثيق مع عواصم القرار الاقليمية لتحقيق الاهداف المرسومة للحملة الدولية.
وفي خضم هذا المشهد «الامني» طرح الديبلوماسي نفسه تساؤلات يعتبرها «ضرورية» عشية انطلاق العمل العسكري وتتناول مصير العراق بعد القضاء على «داعش» او اذا فشل التحالف الدولي في القضاء عليه، وطبيعة المقاربة الدولية لانتشار هذا التنظيم في مناطق سورية وعلى الحدود اللبنانية الشرقية، بالاضافة الى نتائج واصداء العمل العسكري الغربي على الشارع العربي حيث تسجل انقسامات مذهبية حادة وعلى مواقف الحكومات في المنطقة والتي اعلنت غالبيتها التعاون مع واشنطن والمجتمع الدولي في المعركة ضد «داعش».
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...