اشارت معلومات امنية، رفيعة المستوى الى ان المجموعات التكفيرية المنتشرة في جرود عرسال ستحاول الاعتداء على الوحدات العسكرية المتمركزة في الجبال بمواجهة التكفيريين، لاستغلال استقرار الطقس الذي يسيطر على لبنان في هذه الايام، من اجل فتح ممرات امام سيارات قد تنقل لهم المواد الغذائية، وغيرها من احتياجاتهم الملحة، قبل عودة تساقط الثلوج وهطول الامطار، وقد اجل تأمين طرق آمنة لبعض قياداتهم وعائلاتهم من الخروج من تلك المنطقة التي يحكم الجيش اللبناني طوقا حولها بنسبة مرتفعة.
من جهة اخرى يبرز موقف قيادة الجيش اللبناني الذي جرى التعبير عنه في البيان الذي اصدرته مديرية التوجيه والذي تضمن اصرارا على اجتثاث المجموعات الارهابية على كل الاراضي اللبنانية مهما غلت التضحيات، والاعتداء الذي تعرضت له احدى دوريات فوج الحدود البرية الثاني والذي ادى الى سقوط سبعة شهداء، لم تكن دوافعه الرد على اعتقال زوجات واولاد ارهابيين فقط، بل الدافع الاقوى لذلك الاعتداء، هو فتح الممرات امام بعض المجموعات للخروج الى مناطق اخرى.
وتشير المعلومات الامنية ايضا، الى ان ابراج المراقبة، التي اقامتها عناصر من الجيش البريطاني بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني لرصد تحركات المجموعات التكفيرية، بحسب البيان الذي وزعته السفارة البريطانية في لبنان، ستكون هدفا للمسلحين التكفيريين في اول فرصة تتيح لهم توجيه ضربات من اجل تدمير هذه الابراج.
وايجاد الممرات مسألة ملحة جدا لدى المسلحين تضيف المعلومات لان بعضهم يحتاج لذلك، من اجل الالتحاق بدورات عسكرية استثنائية، قد اعدت لقادة المسلحين التكفيريين في الاردن واستطاعت مجموعة مؤلفة من 11 عنصرا من الخروج عبر ممرات جردية وعرة جدا والوصول الى بلدة في البقاع الاوسط انتقلوا بعدها الى بلدة شبعا برفقة احد الاشخاص من بلدة الرقيد في البقاع الغربي، الا ان المجموعة الثانية والمؤلفة ايضا من 11 عنصرا والتي سلكت نفس الطريق، وقعت في شرك اعدته مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، استطاعت من خلاله القاء القبض على كامل المجموعة، التي كانت قد وصلت الى بلدة شبعا. والتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية (M.K) فوق منطقة رياق على مدى اسبوع وضعته مصادر امنية في سياق التعاون الاسرائيلي مع المسلحين التكفيريين، لتزويدهم بصور لممرات وطرق قد يسلكها المسلحون وتساعدهم للوصول الى جنوب سوريا ومنها الى الاردن. وبعدما جرى التصدي لهذه الطائرات بالمضادات الارضية التابعة للجيش اللبناني والمنتشرة في اكثر من منطقة توقفت هذه الطائرات عن التحليق فوق المنطقة المذكورة.
من جهة اخرى لم تخف مصادر سياسية في 8 آذار اسفها وسخطها من موقف بعض القوى السياسية في لبنان من رفض الهبة الايرانية للجيش اللبناني تحت وطأة الحقد والتعصب، والجهل، ولو اتيحت لهذه الهبة فرص القبول عند بعض السياسيين لكانت اليوم في حوزة الجيش، وهو احوج ما يكون لها، لانها تتضمن كل ما يلزمه في مواجهته مع المسلحين التكفيريين. واضافت المصادر ان اكثر ما يدعو للاستغراب وطرح العديد من علامات الاستفهام هو رفض الهبة الايرانية، وتبخر الهبات المزعومة وكلما تعرض الجيش لاعتداء وسقط له شهداء، تتولى جوقة من السياسيين اعادة الحديث عن المكرمة السعودية لامتصاص نقمة الناس، واقل ما يقال في هذا المجال ان السياسيين الذين يروجون لهذه الهبة، يحاولون ان يستخفوا بعقولهم، ولن يستطيعوا الاستخفاف بعقول اللبنانيين لا سيما عائلات شهداء الجيش اللبناني التي تحمّل مسؤولية استشهاد ابنائهم منذ يومين لنتائج المعركة السابقة التي حصلت في الثاني من آب الماضي، بين الجيش اللبناني والمسلحين التكفيريين والنتائج التي انتهت اليها باختطاف العسكريين، جاءت نتيجة تدخل قوى اقليمية ومحلية ومارست الضغوط على قيادة الجيش اللبناني، تقاعس من هنا وهناك، وهذا التقاعس يحتاج الى معالجة سريعة، دون الحصول على رضى اي من السياسيين.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...