لليوم السادس عشر واصلت القوات الاسرائيلية حربها على قطاع غزة واشتبكت مع مقاتلين من حركة المقاومة الاسلامية “حماس” قرب خان يونس في جنوب القطاع، الامر الذي اضطر مدنيين كثيرين على النزوح، فيما تحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اجرى محادثات في القدس ورام الله، عن احراز “بعض التقدم” نحو اتفاق يضع حداً للقتال الذي اسفر منذ 8 تموز الجاري عن مقتل اكثر من 695 فلسطينياً وجرح اكثر من 4300 آخرين. واعلنت اسرائيل مقتل خمسة من جنودها امس ليرتفع الى 32 عدد العسكريين الذين سقطوا في غزة منذ بدء العملية البرية في 17 تموز الجاري، الى مدنيين اثنين.
ولكن برز بعض المواقف الدولية التي تشكل عامل ضغط على اسرائيل. فغداة الغاء شركات طيران اميركية واوروبية رحلاتها الى مطار بن غوريون قرب تل ابيب اثر سقوط صاروخ في محيط المطار، قرر مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان تأليف لجنة تحقيق دولية ذات صفة عاجلة في “كل الانتهاكات” المرتكبة في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، تمهيدا لمحاكمة المسؤولين عنها. ودعت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى اجراء تحقيق في جرائم حرب قد تكون اسرائيل ارتكبتها في غزة. ونددت بالهجمات التي تشنها “حماس” على اسرائيل.
في غضون ذلك، صرح الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية اشرف القدرة ان “عدد الشهداء اليوم في قصف الاحتلال لقطاع غزة بلغ 73 شهيدا”. واعلنت الوزارة ان عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع الى 695 منذ بدء عملية “الجرف الصامد” وان عدد الجرحى تجاوز الـ4300.
وقال مصدر امني فلسطيني ان “قوات الاحتلال ترتكب مزيدا من المجازر بحق المدنيين العزل والاطفال والنساء”، موضحا ان الدبابات “قصفت بمئات القذائف منازل المواطنين الذين يحتمون فيها في بلدات عبسان وخزاعة وبني سهيلة” شرق خان يونس.
وفي وقت لاحق، صرحت ناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بأنه تم التنسيق مع اسرائيل و”حماس” لوقف القتال الدائر بينهما في حي الشجاعية، شرق غزة، ومنطقة خزاعة جنوب القطاع، اللذين يتعرضان لقصف اسرائيلي عنيف لاتاحة دخول سيارات الاسعاف واجلاء الجرحى.
وقتل عامل تايلاندي في جنوب اسرائيل بعد سقوط قذيفة هاون اطلقت من غزة.
ومددت الوكالة الفيديرالية الاميركية للطيران المدني 24 ساعة حظر رحلات شركات الطيران الاميركية الى تل ابيب بسبب “الوضع المنذر بالخطر” في اسرائيل وقطاع غزة. كما قررت شركة الخطوط الجوية التركية تمديد تعليق رحلاتها من اسرائيل واليها 24 ساعة اضافية.
“غزة تحت الارض”
ويقول الاسراييلون ان الاسلحة والدراية التي وفرتها ايران و”حزب الله” اللبناني جعلت “حماس” خصما أقوى بكثير.
وصرح الناطق العسكري الاسرائيلي الليفتانت كولونيل بيتر ليرنر: “مروا بتدريب مكثف. حصلوا على امدادات جيدة. ولديهم دافع جيد وانضباط. واجهنا عدوا أقوى بكثير في ميدان المعرطة”. وأضاف: “لست مندهشا من ذلك لأننا نعرف أنهم كانوا يعدون لهذه المعركة. لم يستثمروا فقط في الانفاق مدى العامين او الاعوام الثلاثة الاخيرة”.
وقال مسؤول عسكري آخر طالبا عدم ذكر اسمه: “استخدموا كل شيء ضدنا. الصواريخ والمكامن وحتى الحمير والكلاب (المحملة بالقنابل). إنه يثبت مدى جدية التحدي. يجب ان نكسر حافظهم وان نظهر لهم ان الامر غير مجد… نأمل اذا تمكنا من كسر الشجاعية أن نظهر لهم عندها مدى تصميمنا. هذا مركز قيادة حقيقي لهم… الملحوظ انهم في السنوات الثماين الايخرة بنوا فعلا غزة تحت الارض. إنه أمر مذهل”.
“حماس”
وفي مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، أكد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” خالد مشعل رفضه وقف النار مع اسرائيل في قطاع غزة قبل رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات. وقال: “نطالب برفع الحصار اولا قبل اي اتفاق تهدئة… نرفض اليوم وسنرفض في المستقبل” اي مقترح لوقف النار قبل مفاوضات في شأن مطالب “حماس” بما فيها رفع الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة.
وازاء توالي الدعوات الدولية الى وقف المعارك بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي، قال مشعل ان الحركة “ليس لديها اعتراض” على الوساطات القائمة بما فيها الوساطة المصرية، ولكن شرط التوصل الى “وقف العدوان ورفع الحصار”. وشدد على ضرورة الاتفاق اولا على تحقيق مطالب “حماس” ثم يتم تقرير ساعة وقف النار. وأعرب في هذا السياق عن تأييده “هدنة انسانية” على ان لا تكون “وسيلة التفاف” على مطالب الحركة.
النهار
الصورة: ركاب اسرائيليون قبالة لوحة مواعيد اقلاع الطائرات ووصولها في مطار بن غوريون قرب تل ابيب وقد بدت الرحلات الملغاة الثلثاء