احدث الخطاب العاشورائي لامين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، حالا من الارباك والهلع داخل المجتمع الاسرائيلي، واسترعى مضمونه المتعلق بمقاومة الاحتلال وتنامي قدرات المقاومة الصاروخية القادرة على الوصول الى اي بقعة من فلسطين المحتلة، وفق ما جاء في خطاب نصرالله، اهتمام مختلف الاوساط الصهيونية، وسط تأكيد من كبار المحللين، على ان «تهديدات نصرالله ليست عبثية ويجب ان نأخذها على محمل الجد.
ويُجمع مراقبون، على ان المشهد عند «حزب الله» لناحية تطور وتعزيز قدراته وامكانياته القتالية والعسكرية مختلفة كليا عما كانت عليه قبل آب عام 2006، تاريخ انتهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان، فيما المشهد الاسرائيلي يسجل المزيد من التأزم والتخبط والعجز امام عدو اسرائيل الاول ـ «حزب الله»، فما قاله القائد السابق للمنطقة الشمالية ( المتاخمة لجنوب لبنان ) الجنرال يائير غولان، وقبل ايام قليلة على مغادرته موقعه، من ان هذه المنطقة موجودة الان في عين العاصفة، وان تنامي قدرات «حزب الله» وتمرسه في القتال واكتساب مقاتليه مهارة، يمكن ان يستفيد منها في حربه المقبلة مع اسرائيل، فان الكيان الاسرائيلي سيبقى عاجزا امام الخطر الداهم الذي يمثله «حزب الله» ومقاومته في الجنوب، عاد وكرره القائد الصهيوني الجديد الجنرال افيف كوخافي، وبعد ايام قليلة على تسلمه مهامه.. فـالخوف عند الاسرائيليين انهم يواجهون «حزب الله» الذي بات يُملي على اسرائيل خارطة موازين القوى.. وهو يُمسك جيدا بقراري «السلم» والحزب.
هذه الحقيقة المُرّة التي يشعر بها المجتمع الصهيوني، زاد من مرارته خطاب السيد نصرالله العاشورائي، الذي وجه فيه رسائل واضحة وحازمة .. للصديق وللعدو، فكيف قرأ الاسرائيليون الخطاب؟.
فقد ذكرت صحيفة «معاريف» الصهيونية أن جهاز الامن الاسرائيلي لا يستخف بتهديدات السيد نصر الله، ويواصل الاستعداد لامكانية معركة ثالثة في جبهة لبنان، و«كجزء من دروس حرب لبنان الثالثة، تجري قيادة ما يسمى «الجبهة الداخلية» هذا الاسبوع مناورة لتدشين لواء جديد في منطقة حيفا. وتنقل الصحيفة عن مصدر وصفته بـ «رفيع المستوى» في قيادة الاحتلال في حيفا، قوله «في حرب لبنان الثانية كانت معظم النيران وجهت نحو حيفا بهدف المس بالبنى التحتية الوطنية في المنطقة. وهذا ما نعمل عليه بالضبط، نحن نعد أنفسنا وهذا التهديد ليس تهديداً عبثياً، وهو يلزمنا في قيادة الجبهة الداخلية بالانشغال فيه كل الوقت. والقول انه ستكون هناك حرب بقوة أكبر صحيح، فهُم يستعدون لشيء مختلف تماماً، وقد استخلصوا الدروس، وتعلموا عن قدراتنا وأحدثوا تعديلات تتناسب مع ذلك، ولديهم سلاح قوي، دقيق وفتاك أكثر، وباحجام وكميات اكبر أيضاً ونحن نستعد لهذا.
وفي صورة كاريكاتورية، وفي محاولة منه للتخفيف من الوطأة التي تركها خطاب نصرالله على المجتمع الصهيوني، لجأ يسرائيل كاتس وزير المواصلات في حكومة العدو، وهو مقرب من رئيسها الى سياسة التهويل، فيُعيد المعزوفة ذاتها التي اطلقها اسلافه الوزراء في حكومات الحرب مع لبنان، فيقول إن (السيد) حسن نصر الله يهدد من داخل مخبئه، وأنا أتأسف على التصريحات غير المفيدة التي أدلى بها الضابط الرفيع والتي أثارت الموضوع، لكن لإزالة الشك، من الأجدر أن يعرف (السيد) نصر الله أن «خيارا كهذا من ناحيتنا غير قائم. وفي حال حصل سيناريو كهذا، سندمر لبنان من أساسه، وسنعيده إلى العصر الحجري.
أما البروفيسور أيال زيسر، رئيس قسم الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب هو مردوع ونحن مردوعون، لأن لديه عشرات آلاف الصواريخ وأنا أنصح بأخذ ما يقوله على محمل الجد. نحن لدينا ردود، ويمكننا توجيه ضرباتٍ قاسية له، وهو يعلم هذا، لكن يمكنه أيضاً إلحاق ضررٍ بنا. بالفعل، في كل ما يتصل بمواجهة بيننا وبينه، قدرته على إلحاق الضرر بنا لم تتضرر جراء تورطه في سوريا وهو يُرسل مقاتليه للقتال في سوريا وليس الصواريخ التي يمكنها إصابة مناطق واسعة داخل اسرائيل، إذن، هو مردوع منّا ونحن مردوعون منه، والسؤال هو كيف أنه في وضع كهذا لا يرتكب أحد الخطأ الذي يقودنا في نهاية المطاف إلى حربٍ إضافية لا يريدها أحد، ويذكّر بان «حزب الله» نفّذ قبل شهر، هجوماً ضد جنود الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا وتبنّى مسؤوليته، أي أنه كان مستعداً لمجازفة أن يقود الأمر إلى مواجهة كبيرة، هكذا بدأت حرب لبنان الثانية، وهذا الهجوم ( في مزارع شبعا المحتلة)، كان يمكن أن ينتهي لا سمح الله بصورة مغايرة وأكثر قسوة من ناحيتنا وكنّا سوف نرد. أي أن «حزب الله» كان مستعداً للمجازفة بمجازفة لم يجازفها لغاية الآن، وهذه المسألة علينا أن نكون قلقين جداً منها. فيما يرى محلل الشؤون العربية في «القناة العاشرة» في تلفزيون العدو حيزي سمنطوف انه يجب أخذ اقوال (السيد) نصر الله على محمل الجد، اولاً لأن «حزب الله» موجود في ضائقة، ويريد إظهار انه ليس كذلك، وهذه الطريقة لإظهار ذلك من الممكن أن تقودنا إلى مواجهة عسكرية.
} راية «حزب الله» المرفوعة
على بعد امتار من غانتس }
هل كان «حزب الله» على علم بزيارة رئيس اركان العدو.. لتُرفع رايته قرب موقع الزيارة؟.
سؤال طرحه محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف» الصهيونية ألون بن ديفيد، الذي يقول.. «بدأ سكان الشمال يشعرون بالتغيير، يبدو ان السنوات الثماني الجيدة على الحدود اللبنانية انتهت، عناصر «حزب الله» عادوا للمنطقة حيث يمكن رؤيتهم مجدداً بالعين المجردة على الطرف الثاني من السياج الحدودي. لكن التغيير في «حزب الله» يبدو اعمق، فالمنظمة تبني قوة هجومية تتيح لها قدرة على الدخول الى الأراضي الفلسطينية المحتلة. ..عندما حضر رئيس الأركان هذا الأسبوع لزيارة موقع «نوريت» في المنطقة الغربية على الحدود الشمالية انتظره استقبال مقابل الموقع. على بعد امتار معدودة من السياج الحدودي رفرف علم اصفر متألق لـ «حزب الله». من غير الواضح ما اذا كان «حزب الله» قد عرف بزيارة بني غانتس، لكن من الواضح ان المنظمة لم تعد تخفي وجودها في جنوب لبنان».
يتابع «لا يجب ان نخدع انفسنا، ليس الردع وحده هو سبب امتناع «حزب الله» عن فتح جبهة مع إسرائيل في هذه السنوات. الاستخبارات الإسرائيلية اعتادت ان تشرح لنفسها ولزبائنها ان »حزب الله» غارق في الحرب السورية ولذلك فإن احتمال رده ضعيف جداً. لكن كل المؤشرات تشير ان هذه القصة انتهت. فتشريكه العبوات التي انفجرت في مزارع شبعا بداية الشهر كان يفترض بها ان تكون فتاكة جداً. الحديث يدور عن عبوات من نوع جديد كانت يجب ان تقتل عدداً من الجنود. من اعد عملية من هذا النوع اخذ بالحسبان انه سيكون هناك رد إسرائيلي قاس. هذا يذكرنا قليلاً بالثقة بالنفس لدى «حزب الله» في عملية خطف الجنود عام 2006، حيث افترضوا حينها بأن إسرائيل سترد، لكن ليس بحرب، وهم كانوا مستعدين لتلقي هكذا رد، .. في العملية الأخيرة ( في مزارع شبعا) افترضوا ايضا انه سيكون هناك رد إسرائيلي يمكن استيعابه، والرد الإسرائيلي الضعيف عزز ثقتهم بنفسهم.
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...