أعلن وزير استخبارات العدو الإسرائيلي يوفال شتاينيتز، اليوم، أن «بلاده» مصممة على منع أي «نقل لأسلحة متطورة» من سوريا إلى لبنان، رافضاً في الوقت نفسه تأكيد أو نفي شن غارات بالقرب من دمشق.
وكانت غارة جوية قد استهدفت أمس مجموعة من الهنغارات قرب مطار دمشق الدولي، وأخرى قرب مطار الديماس، سارعت القيادة العامة للجيش السوري إلى إعلانها، موجهة أصابع الاتهام لـ«إسرائيل» التي التزمت دوائرها الرسمية الصمت، فيما لمحت وسائل إعلامها إلى أن الهدف كان «سلاحاً كاسراً للتوازن».
كذلك، صرح شتاينيتز، عضو حزب الليكود برئاسة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، للإذاعة العامة: «لدينا سياسة دفاع صارمة تهدف قدر الإمكان إلى منع نقل أسلحة متطورة إلى منظمات إرهابية».
وأفادت السلطات السورية أن الغارتين أصابتا منطقتي «الديماس ومطار دمشق الدولي» في ريف دمشق وتسببتا بأضرار مادية.
وذكرت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أن 8 طائرات إسرائيلية معادية أغارت على موقعين، أحدهما يقع على مقربة من مطار دمشق الدولي، والآخر قرب مطار الديماس للطيران الشراعي إلى الشمال الغربي من مدينة دمشق. وقالت المصادر إن «الموقع الأول قرب مطار دمشق الدولي هو عبارة عن هنغار يتم إنزال البضائع إلى داخله أو تحميلها، والموقع الثاني هو مجموعة من الهنغارات داخل منشأة عسكرية». ولم تصرّح المصادر عمّا إذا كانت المواقع المستهدفة تحتوي على أية بضائع، مشيرةً إلى أن لا خسائر بشرية في مكان الغارتين. ونفت مصادر أخرى استهداف أية مواقع في منطقة الصبورة، وكذلك الأنباء التي جرى تداولها عن قصف مقر اللواء 90 في القنيطرة.
أما القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، فأعلنت من جهتها، في بيان، أن الغارات، التي نفذها «العدو الإسرائيلي»، أدت إلى خسائر مادية في بعض المنشآت. وقالت، في بيان، «يأتي هذا العدوان المباشر الذي قامت به إسرائيل اليوم لنصرة الإرهابيين في سوريا بعدما سجلت قواتنا المسلحة انتصارات مهمة في دير الزور وحلب ومناطق أخرى».
وأكد البيان «أن هذا العدوان يؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في دعم الإرهاب في سوريا إلى جانب الدول الغربية والإقليمية المعروفة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية؛ وعلى رأسها جبهة النصرة ذراع القاعدة في بلاد الشام وتنظيم داعش الإرهابي، وبخاصة بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها من جيشنا العربي السوري».
في السياق، اعتبرت وسائل الإعلام العبرية أن «وقوف «إسرائيل» وراء الغارتين اللتين استهدفتا مواكب أو مخزونات أسلحة «متطورة» كانت في طريقها إلى حزب الله لا شك فيه».
وقد اعتبر المعلق العسكري في إذاعة الجيش أنه «لا بد أن مجالاً أفسح أمس لفترة قصيرة واتخذ القرار بشن ضربة».
كذلك، أفادت بعض الصحف بأن هذه الغارات سيكون لها عواقب على الحملة من أجل الانتخابات المبكرة في 17 آذار/ مارس والتي يريد نتنياهو الفوز بها.
كما علق اليكس فريشمان ساخراً في صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية: «إننا نترك لـ«راشد عاقل» هو بشار الأسد خيار ما سيتضمنه جدول أعمال الانتخابات المقبلة».
بدورها، كتبت صحيفة «اسرائيل هيوم» العبرية أنه «طالما «إسرائيل» لا تتبنى هذه الغارات، فإن الدول المستهدفة لا يمكنها الرد».
وفي الوقت الذي يعوّل فيه نتنياهو على الإنجازات الأمنية للفوز بالانتخابات المقبلة، ندد معارضون بالغارات التي «تمت لغايات سياسية».
وقد علق ايلان جيلون من حزب «ميريتس» اليساري «آمل ألا يكون الأمر بمثابة قرع طبول حملة الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود أو الانتخابات المقبلة».
وعلق شتانيتز بالقول «الاتهامات بأن نتنياهو أمر بشن غارات في سوريا لغايات سياسية سخيفة ومسيئة».