اطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في اطلالته يوم الجمعة الماضي، بذكرى انتصار حرب تموز الثامنة، الانذار الثاني، بعد انذاره الاول، منذ عام ونيف، حيث اكد بالانذارين، ان خطر «داعش» التي وجدت من خارج السياق البشري هو خطر وجودي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وباتت المنطقة بكاملها، وبجميع مكوناتها، في وسط هذا اللهيب، ولبنان ليس بمأمن عن هذه الموجات المفترسة.
ورأى مصدر سياسي ان نصر الله كان واضحا وصريحا خصوصا عندما توجه للرأي العام الذي يتمتع بقدرة موضوعية ومسؤولة تجاه ما تشكله «داعش» اكثر بكثير من بعض السياسيين اللبنانيين الذين نكروا وجود الارهاب التكفيري في لبنان والمنطقة منذ العام 2000 حتى اليوم مرورا بغزوة الاشرفية التي كان ابطالها الذين احرقوا وحطموا دون ادراك الهدف الذي خرجوا من اجله، فسارع احد اقطاب 14 آذار المسيحيين ليطمئن الناس بان هؤلاء هم من تيارات سياسية ودينية حليفة له. واشار المصدر بتحليله لكلام نصر الله ان هذا الخطر يستدعي تضامناً وتكاتفاً، على جميع المستويات لان الخطر يستهدف كل القوى السياسية اللبنانية، وكما شكل حزب الله رأس حربة في قتال اسرائيل ومواجهة اعتداءاتها، والذي استطاع ان يحرر الارض، وينتصر في تموز، 2006 سيكون كذلك في التصدي للمد التكفيري لانه لا يوجد اي فرق بين قتلة الانبياء، ومفجري قبور الانبياء، بل تشابه فكري وسلوكي، وصور اشلاء اطفال غزة ومساجدها، المدمرة، دليل على الحقد التاريخي الذي تربى عليه الصهاينة، وصور المجازر التي ترتكبها «داعش» في سوريا والعراق تعكس نفس الحقد وان دل هذا التشابه السلوكي على شيء يدل على اصرار الصهاينة على محو اي اثر او معلم حضاري في العراق لضرب التوراة الحقيقية، واصرار «داعش» على تدمير كل المقامات والمساجد وحرق نسخ القرآن، لتشويه وضرب الاسلام السمح.
وقد عكس المصدر السياسي شعور اللبنانيين بجدية الخطر الحقيقي الذي لا بد ولا مفر من مواجهته والذين لم يأبهوا لمحاولات السياسيين بتسخيف هذا الخطر، ومن يستمر بعملية التسخيف صنفه اللبنانيون بانه يقف في صف المتآمرين او في صف الجاهلين، وشعور اللبنانيين بالخطر، لا يعني عدم وجود مساحة واسعة من الشعور بالاطمئنان خصوصا عندما اكد السيد نصرالله ان حزب الله لن يتخلى عن واجبه في قتال التكفيريين، وعندما عاهد اللبنانيين اولا والمسيحيين والمسلمين من العرب ثانياً، بانه كما انتصر على العدو الاسرائيلي وقزّمه، سينتصر على التكفيريين مهما كانت الكلفة عالية، لان كلفة المواجهة اقل بكثير من كلفة الاستسلام امام التتار والبربر والمغول. ولفت المصدر الى ان نصرالله باطلاقه الانذار الثاني في غمرة وتزاحم الاحداث المتسارعة في المنطقة، هو من اجل ادراك اللبنانيين، ان الحرب الجديدة تختلف عن سابقاتها، من حيث الجغرافيا والقدرات التي وضعتها الولايات المتحدة الاميركية، وكل الغرب واسرائيل ودول البترودولار وتركيا، بين يدي هذا العدو، الى جانب الشذوذ الفكري والعقائدي الذي ضخ في عقول امراء وخلفاء «داعش» الذي توفرت له بيئات حاضنة في كل المنطقة. واكد المصدر ان المعركة مع التكفيريين، هي بين الحق والباطل، وهي المواجهة نفسها التي خاضها الامام علي بن ابي طالب، وانتصر فيها على «عمر بن ود العامري»، حيث وصفها «النبي محمد» نزل الحق كله المتمثل بعلي، الى الباطل كله المتمثل بعمر بن ود العامري، وهي معركة بين «الثلة والذلة»، فاما ان نستلم وتقطع رؤوسنا وتهتك اعراضنا وتدمر مساجدنا واضرحة وانبيائنا وائمتنا، واما ان نقاتل ونستشهد وننتصر: واللافت انه مع اطلالة نصرالله وتوصيفه خطر «داعش»، كان مجلس الامن مجتمعاً واصدر قراراً تحت الفصل السابع، يلزم كل الدول التي تقدم الدعم لـ «داعش» ان توقفه، وجاء القرار بعد استشعار الجميع في اوروبا واميركا وبعض دول الخليج، بخطر وصول داعش الى شوارعها.
وتابع المصدر السياسي ان الانذار الثاني الذي اطلقه السيد، فتح فيه المجال امام من يحتضن «داعش» ويوفر لها الدعم المالي والاعلامي، ان يعيد حساباته قبل فوات الاوان.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...