قالت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، “إننا اقتربنا كثيراً من اتفاق مع لبنان، بعد قبول إسرائيل أن يكون حقل قانا كاملاً للبنان، في مقابل (حصولها على) حقل كاريش كاملاً”.
من جهته، تناول الوزير الإسرائيلي السابق،حاييم رامون، التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بشأن موضوع الترسيم والاتفاق، وقال إن “نصر الله يعمل من دوافع لبنانية صرفة، وكل من هو مسؤول عليه أن يستعدّ ويأخذ تهديداته بجدية. لكن، في نهاية الأمر، سيكون هناك اتفاق، ولن تكون هناك مواجهة”.
وقال السيد نصر الله، أمس الإثنين، إنّ “التهديدات الإسرائيلية بخصوص الترسيم لا قيمة لها، فقرارنا وتوجهنا واضحان، وننتظر الأيام المقبلة لنبني على الشيء مقتضاه”، مضيفاً أنه “من مسؤولياتنا، في المرحلة المقبلة، تثبيت معادلات الردع لحماية لبنان، أرضاً وشعباً وثروات، والمطلوب العمل على تحرير سائر الأرض اللبنانية المحـتلة”.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن “الاستخبارات الإسرائيلية تتعامل مع تهديدات نصر الله بجدية، وإن كانت الفرضية أننا نقترب جداً من اتفاق مع لبنان، بعد قبول إسرائيل (أن يكون) حقل قانا كاملاً (للبنان)، في مقابل (حصولها على) حقل كاريش كاملاً”.
ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ “الوسيط الأميركي، آموس هوكستين، سيأتي الأسبوع المقبل، أو بعد أسبوعين، للاجتماع برئيس الحكومة، يائير لابيد، لإنهاء الاتفاق مع لبنان، الذي لم يتبلور بصورة نهائية بعدُ”.
وأشار إلى أنّ “واشنطن تسعى لاتفاق بشأن الحدود بعد انتخابات لبنان الرئاسية”. وقال “موقع نيوز 1” الإسرائيلي إنّ “إسرائيل تطالب الحكومة اللبنانية، عبر الوسيط هوكستين، بضمانات بأن يجمّد حزب الله تهديداته بمهاجمة جميع منصات الغاز في البحر الأبيض المتوسط”. وإنّ “حزب الله غير مستعدّ لتقديم أي ضمانات إلى الحكومة اللبنانية، قبل أن تتسلّم الأخيرة مسوّدة اتفاقية واضحة تحفظ حقها في استخراج الغاز الطبيعي”.
وفي السياق، قال معلق الشؤون العربية في “القناة الـ13” الإسرائيلية، تسفي يحزكيلي، إنّ “مستوى اللهيب حدّده نصر الله قبل أسبوع، وهو قال، بصورة واضحة: إن كان هناك اتفاق جيد بشأن الغاز فأنا سأقبله، وإذا لم يكن، فسأشنُّ حرباً”.
وأضاف المعلّق الإسرائيلي أنّ “نصر الله أدرك أنّ منصة الغاز هي المكان الذي يمكن أن يُخرج لبنان من كل مشاكله. ولهذا، هو يهدد، لكن هذا يفرض على إسرائيل التنازل عن مئات الكيلومترات في البحر”، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل تريد إعطاء فرصة للمفاوضات”.
ولفت إلى أنّ “نصر الله يسير على خط دقيق، لأنه يعرف أن إسرائيل تتعامل بجدية مع تهديداته”.
بدورها، قالت المعلّقة السياسية لـ”القناة الـ13″، موريا سارف وولبرغ، إنّ “إسرائيل تدرك أنّ هذا الحدث، الذي يُدار بصورة دبلوماسية، ستكون له تداعيات أمنية مهمة في الساحة الشمالية، إذا لم يُحَلّ، ولم يوقَّع اتفاق” بشأنه.
وفي وقت سابق اليوم، تحدّث الخبير في شؤون الشرق الأوسط ولبنان، إيلي كرمون، إلى “القناة السابعة” الإسرائيلية، عن تداعيات المفاوضات مع لبنان، وقال إنّ “نجاح حزب الله في مسألة الحدود البحرية سيمنح (لبنان) قوة ردع تجاه إسرائيل”، محذّراً من “تنازلات للبنان تعكس ضعفاً خطراً”.
وأشار أيضاً إلى أنّ “هذا التنازل يمكن أن يُفسَّر على أنه “نقطة ضعف لنا وللأميركيين الذين يضغطون من أجل تنازل، وسيُفسَّر على أنه نقطة ضعف أمام حزب الله“.