أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس دعم
العراق عسكرياً، في حربه على «داعش»، وأكدت وجود مستشارين مع القوات، فيما انتقدت
كتلة «التحالف الوطني» الشيعي زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل. وطلب رئيس
البرلمان سليم الجبوري من الحكومة تكثيف دعم العشائر لتحرير مناطقها، وقال رئيس
إقليم كردستان مسعود بارزاني إن هدف «داعش» من وراء «الهجوم على كردستان كان وقف
إجراءات إعلان الاستقلال».
وأكد معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون
العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان إرسال مساعدات عسكرية إلى العراق، بعد
سيطرة «داعش» على الموصل في 10 حزيران (يونيو) الماضي، مشيراً إلى أن سياسة طهران
«واضحة وشفافة حيال التنسيق والتعاون مع العراق». وقال: «عندما نقول إننا مع العراق
في مواجهة الإرهاب لا نخفي أي شيء من شأنه المساعدة بناء على طلب
الحكومة».
وأوضح أن وجود «المستشارين الإيرانيين في العراق لمساعدة الجيش في
مواجهة الإرهاب، وهذا أمر لا لبس فيه، ونحن فخورون ونقولها بصوت عال إننا ندعم
أصدقاءنا وحلفاءنا في المنطقة ولن نسمح للإرهابيين بالتحكم في مستقبل
المنطقة».
ونفى عبد اللهيان علمه بوجود قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم
سليماني داخل الأراضي العراقية، لكنه قال: «لا ننكر ولا نخفي وجود المستشارين
العسكريين في العراق وسورية بطلب من الحكومتين لمواجهة الحركات
الإرهابية».
من جهة أخرى، وجه «التحالف الوطني» الشيعي اتهامات إلى الولايات
المتحدة بتأخير تسليم الطائرات والأسلحة التي دفعت ثمنها بغداد. وقال رئيس لجنة
الأمن والدفاع النيابية عن «كتلة الأحرار» حاكم الزاملي إن «كل ما جرى في العراق من
تدهور أمني وخروقات متكررة تتحمله أميركا».
ونقلت الأمانة العامة لـ»أحرار»
عن الزاملي قوله: «نستغرب زيارة وزير الدفاع تشاك هاغل، من دون تنسيق مع الحكومة»،
مشيراً إلى أن «وراء هذه الزيارة أجندات خفية لأن جدول أعمالها غير معلن، ولا نرحب
بها». واعتبر عضو اللجنة عن «التحالف الوطني» ماجد الغراوي زيارة هاغل «تدخلاً في
الشؤون الداخلية»، وأشار إلى أنها «تأتي في إطار مخطط أميركي لتسليح العشائر والضغط
على الحكومة لتشريع قانون الحرس الوطني». وأضاف إن «أميركا تحاول الضغط على الحكومة
خدمة لمصالحها».
وكان الجبوري التقى أمس رئيس الحكومة حيدر العبادي وناقش
معه، على ما أفاد في بيان: «تطورات الوضع السياسي والأمني في البلد، وملف مواجهة
الإرهاب بكل أشكاله، وضرورة دعم العشائر بالسلاح، بما يؤمن لها القدرة على طرد
الجماعات الإرهابية لتأمين عودة النازحين إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن».
في
أربيل، قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خلال لقائه عدداً من عناصر
«البيشمركة» العائدين من عين العرب السورية إن «تصوراتنا الأولية، بعد توسع تنظيم
داعش والتحاق أكثر من 200 شخص من العرب السنة بالتنظيم، كانت عدم نيته مهاجمة
الإقليم». واستدرك «لكن بعدما وصلت الإجراءات لإعلان استقلال كردستان إلى مرحلة
متقدمة جداً، أصبح هدفهم (السنة) ضرب العملية عن طريق داعش، كما أن العرب القاطنين
في المناطق الكردية (المتنازع عليها مع بغداد)، خارج إدارة الإقليم، والذين غرر بهم
للالتحاق بالتنظيم ظنوا أنه سيفرغ المنطقة من الأكراد، وسيلاحقوننا حتى الجبال
ويحاصروننا هناك».
وأضاف أن «حساباتهم كانت خاطئة. ولم يعلموا أن أميركا
والحلفاء سيهبون لمساعدتنا بهذه السرعة».