في كل مرة كان فيها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله ، يتحدث عن استراتيجيات عسكرية جديدة قد تلجأ اليها المقاومة في حربها ضد الكيان الصهيوني ، ومنها دعوته المقاتلين الى الجهوزية التامة ، في حال اصدرت القيادة قرارها بالتوغل الى الجليل الفلسطيني المحتل، .. كان كبار جنرالات الحرب الاسرائيليين ، يغرقون في هواجسهم ، وهم يحاولون قراءة ما يمكن قراءته في خُطب نصرالله الذي يكتفي في كل مرة الى «قصف» العقل الامني والعسكري الاسرائيلي، بوابل من الاشارات التي تُدل على تفوق عقل المقاومة واستراتيجياتها العسكرية التي قد تكون متاحة لان يعتمدها «حزب الله» في حربه المقبلة مع الكيان الاسرائيلي.. لا مجال للمزاح عند حسن نصرالله .. يقول كبار المحللين العسكريين الاستراتيجيين في المؤسسة العسكرية والامنية.
آخر فصول القلق الصهيوني المتنامي ، من تعاظم قوة «حزب الله» وقدراته التي سيسخرها في الحرب المقبلة مع العدو الاسرائيلي ،ما كشفته دراسات اعدها خبراء ومحللون استراتيجيون في المؤسسات العسكرية والامنية الصهيونية التي تحدثت عن مخاطر جدية من لجوء «حزب الله» الى اجراء تغييرات جذرية في استراتيجياته العسكرية على جبهة جنوب لبنان ، ستجد اسرائيل نفسها عاجزة عن السيطرة على مسار الحرب المقبلة او التأثير على مفاصلها، امام القدرات الهائلة التي بات يمتلكها «حزب الله».
فامام توزان الردع المتبادل الذي ارتسم غداة هزيمة العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006، ترسم دراسة اعدها ضابط في الاستخبارات الصهيونية، مشهد الحرب المقبلة التي ستندلع بين الكيان الصهيوني و«حزب الله» الذي سيحافظ في كل الحروب المقبلة على وتيرة انتصاراته المتلاحقة ، من خلال مواصلة بناء عدة الحرب التي اثبتت قدرتها على استنزاف الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني بمنظومات صاروخية متطورة ، عجزت الاجهزة الامنية والاستخبارية الصهيونية والدولية عن كشف نوعيتها وحجمها ، لكن المؤسسة العسكرية الصهيونية تُرجّح بانها قادرة على ان تطال اهدافا عسكرية وحيوية اسرائيلية في عمق الكيان، وهي بحدودها الدنيا قادرة على افشال اي ضربة عسكرية اسرائيلية تستهدف سلاح المقاومة وقوة «حزب الله» او التوغل برا الى الاراضي اللبنانية.
ونشرت المجلة العسكرية «معرخوت»، دراسة لضابط لم يُكشف عن اسمه ، رجح ان يلجأ «حزب الله» الى سيناريو جديد يُغيّر من الاستراتيجية التي اعتمدها الحزب في الحروب السابقة ، تقوم هذه الاستراتيجية على ان يقوم الحزب بشن هجمات من نوع جديد، ويقول الجنرال الصهيوني ..هناك شواهد على أن «حزب الله» يفكر في العمل على تقصير مدة المعركة في المرة التالية عبر اجراءات برية في الداخل الاسرائيلي، وعلى اسرائيل ان تفكر جديا في السبل الآيلة لمواجهة هذه الاستراتيجية، والا تتعامل مع الاشارات التي يطلقها قادة «حزب الله» حول خطط عسكرية تستهدف الجليل الفلسطيني المحتل ، على انها تصريحات عنترية .
ولان «حزب الله» كشف نقاط ضعفنا» وفق ما يقول الضابط الصهيوني، فانه يعود الى حرب العام 2006 ليقول ان استراتيجية الانتصار من خلال الصمود والقدرة على تحمل العدوان والحفاظ على قدراته الصاروخية التي بقيت تهدد الجبهة الداخلية الاسرائيلية على مدى 33 يوما من العدوان ، على الرغم من التفوق التقني والجوي الاسرائيلي جعلته يكتشف نقاط ضعف الجيش الاسرائيلي العاجز عن خوض حرب طويلة ، لذلك اراد «حزب الله» ان يطيل القتال وان يظهر حقيقة انه صمد حتى نهاية العدوان ، مشيرا الى ان المؤسسة العسكرية الصهيونية سخرت معظم مناوراتها العسكرية لمحاكاة اي هجمات ينفذها «حزب الله» حروبه المقبلة ضد اسرائيل
ويتوقف الضابط الصهيوني مليا عند التسويق الذي قام به «حزب الله» بمعركة الجليل المفترضة ، والتي دلت على تجاوز الحزب لاستراتيجية الاستنزاف التي شنها في الحروب السابقة ضد الاحتلال الاسرائيلي والتي جعلت من الجليل «مكان المواجهة التالية مع العدو»، وقرأ الاسرائيليون شبه خطة عملياتية لاحتلال الجليل تشمل وصف تضاريس الجليل والمدن المركزية فيه وأهدافا يمكن الهجوم عليها .. قاعدة تنصت .. قواعد سلاح الجو ..مصافي النفط في حيفا وغيرها، واعقب ذلك تهديد الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في عدد من الخطب بأنه سيأمر مقاتليه باحتلال الجليل، وكان ان قرأ الاسرائيليون في آب 2012 خبرا عن مناورة كبيرة لـ «حزب الله» بمشاركة نحو من 10 آلاف مقاتل، لسيناريو اقتحام الجليل الفلسطيني المحتل.
وبحسب الضابط نفسه ، فان «حزب الله» كان في الماضي يعتمد على تصور عام عبرت عنه خطبة ( امين عام الحزب السيد حسن ) نصر الله الشهيرة بعد ايام قليلة على انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في ايار العام 2000 الذي وصف المجتمع الاسرائيلي بـ «بيت العنكبوت» وهو غير قادر على تحمل خسائر ، ويعترف بان «حزب الله» راكم تجربة كبيرة في المعارك في سوريا ويقول لقد بات الحزب قادرا على استخدام هامش مناورة وتكتيك اكبر مما كانت متاحة الآن أطر محاربة أكبر ووسائل عسكرية أكثر تعددا ، ويشير الى ان مشاركة «حزب الله» في الحرب في سوريا عززت لديه تصورات هجومية في حربه ضد اسرائيل ، معنى ذلك أنه قد يسعى الى مواجهة عسكرية من نوع مختلف، فبدل الرد على المبادرة الاسرائيلية، يمكن المبادرة الى الهجمات والاجتياحات البرية والى هجوم أكثر تنوعاً على أهداف في العمق الحيوي الاسرائيلي.
ويخلص الى القول .. اذا غيّر «حزب الله» استراتيجيته حقا ، فستكون لذلك آثار جوهرية بالنسبة لاسرائيل، لأن الجيش الاسرائيلي سيضطر الى أن يأخذ في حسابه إمكان أن يحاول تقصير مدة المعركة وفرض حقائق على الأرض مثل اجتياح بلدة في الجليل، أو إعداد الجبهة الداخلية لهجوم مركز على الحدود، والاستعداد ايضا لامكانية أن يختار «حزب الله» بدء المواجهة العسكرية بهجوم مفاجئ قد يكون محاولة لإنهاء الحرب قبل أن تبدأ بالفعل.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...