تجدد قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها وتحركاتها الاستفزازية على طول السياج الشائك على الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة مع تحليق مكثف لطائرات العدو الحربية والاستطلاعية، حيث أفادت المصادر عن تواصل تحركات جيش الاحتلال الاسرائيلي على طول الخط الحدودي الممتد من محور العباسية حتى مرتفعات كفرشوبا في ظل تحليق لطائرة استطلاع في أجواء مزارع شبعا.
وقد كانت سلسلة انفجارات سمعت فجراً من الطرف الغربي لمزارع شبعا تبين أنها ناتجة عن أعمال تدريب لجيش العدو.
علاوة على ذلك، شهدت بلدة عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل) خرقاً اسرائيلياً برياً لانتزاع راية المقاومة، حيث تسللت دورية مشاة اسرائيلية من 13 جندياً الى محلة “خلّة وردة” وقامت بخرق الخط الأزرق في اتجاه راية لحزب الله، كان قد نصبها أحد أبناء عيتا الشعب منذ نحو عشرة أيام، على رأس شجرة قريبة من مبنى تابع لمؤسسة مياه لبنان داخل الأراضي اللبنانية، الا ان عناصر الدورية أقدوما على إنتزاع الراية وغادروا بها الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جهتها، اصدرت قيادة الجيش بياناً حول هذا الخرق، أوضحت فيه أنه بعد تسلل القوة إلى مسافة 20 متراً داخل الاراضي اللبنانية، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الاجراءات الدفاعية المناسبة في مواجهة الدورية المعادية، التي بدورها عادت وانسحبت في اتجاه الاراضي المحتلة، وبالتالي فإن متابعة الخرق هذه تجري بالتنسيق مع قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان.
ويذكر ان هذا الخرق يأتي في ظل سلسلة خروق برية وبحرية يقدم عليها العدو الإسرائيلي بإستمرار، حيث تنفذ الطائرات الاسرائيلية طلعات استكشافية وسلسلة من الغارات الوهمية فوق مناطق بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، والبقاع الغربي بالتزامن مع تسيير دوريات عسكرية قبالة الخط الأزرق بشكل متتالي، من جهة أخرى لوحظ في مرتفعات الجولان وجود تعزيزات عسكرية استقدمها الجيش العدو الإسرائيلي.
في ظل هذه التعزيزات والمناورات التي يقوم بها العدو يوضح ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي ل” صحيفة جيروزاليم بوست”، أن الجيش الإسرائيلي مستعد بأقصى قوته للدخول في جولة أخرى من الحرب مع “حزب الله”، وهو يمرّ بسلسلة من التحديثات العسكرية في قدرات سلاح الجوّ، سلاح المدفعية وسلاح المشاة
وعليه ، يشير الضابط للصحيفة بأنّ الجيش الإسرائيلي قد وضع استنتاجات بعيدة المدى منذ حرب لبنان الثانية (حرب تموز)، وهو في حالة تأهب مستمرّة لحرب أخرى، “الجيش الإسرائيلي يستعدّ لمواجهة مع حزب الله قد تحدث غدًا، بعد عدّة أشهر أو بعد عدّة سنوات”، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وتقتضي الإشارة الى ان حرب لبنان الثانية التي اندلعت في صيف 2006 بين الجيش الإسرائيلي وبين حزب الله تعتبر من قبل الكثيرين أحد أكبر إخفاقات الجيش الإسرائيلي، حيث كشفت هذه الحرب التي بدأت بخطف جنديّين إسرائيليّين واستمرت على مدى شهر، عن العديد من أوجه القصور وعدم الاستعداد لدى العدو، فضلاً عن عدم القدرة على التعامل بشكل فعّال ضدّ الصواريخ الضخمة التي وجّهها حزب الله إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل.
وبحسب الصحيفة تمّ تفصيل الدروس التي استنتجها الجيش الإسرائيلي من الحرب، حيث تم الكشف عن القليل من قدراته وتحسيناته وأيضًا كانت هناك تصريحات متشدّدة وحادّة تجاه حزب الله.
وفي حين أقرّ الضابط بأن حزب الله يراكم قوة نارية هائلة، وتحديداً القدرة على إمطار الجبهة الداخلية في إسرائيل بوابل من الصواريخ، إلا أنه شدد في المقابل على أن “التحدي الاساسي الذي يواجه حزب الله هو قدرة الجيش الاسرائيلي على شن هجوم بري، وهو ما يراه نقطة تفوّق إسرائيلي”، لافتاً الى أن الجيش أجرى سلسلة من التعديلات المهمة جداً، ومن بينها تعديلات طرأت على الاسلحة والوسائل القتالية، مشيراً في ذلك الى أن “حوالى أربعين في المئة من قذائف المدفعية جرى تطويرها الى قذائف دقيقة قادرة على إصابة أهدافها بدقة، وبمدى يزيد 15 في المئة على سابقاتها”.
وبحسب الضابط، فإن فإن هذه التطويرات من شأنها تحسين القدرة في مواجهة العدو، و”تسمح للقوات المهاجمة بطلب أي نوع من القوة النارية في أرض المعركة، وأن تتلقاها في غضون وقت قصير جداً”، قائلاً: “لن يطلب من طائرات سلاح الجو إلقاء قنابل بزنة 250 كيلوغراماً على هدف واحد، فقد يكون من الأجدى إطلاق سلاح المدفعية على الهدف”، وتابع “قذائف سلاح المدفعية التي تصنف على أنها قوة نارية غير دقيقة وعشوائية، ستكون قريباً أكثر فاعلية، وذلك أن الجيش قطع مراحل متقدمة في عملية شراء نوع جديد من المدافع، لتحل مكان المدفع القديم الذاتي الدفع من نوع ام 109، وذي عيار 155 ميلمتراً”.
وحول التغييرات في مجالات القتال الأخرى؟ يقول الضابط “حقّقنا تطوّرات تكنولوجية في نظم القيادة والسيطرة المحَوْسَبة، والتي هي من بين الأكثر تقدّمًا حول العالم. على سبيل المثال، فإنّه بإمكان جنديّ المدفعية أن ينظر إلى الهدف كما يراه طيّار مقاتل، وستكون القوّات على الأرض قادرة على تحديد الأهداف ووضعها على خارطة رقمية في الوقت الحقيقي.
من الناحية الميدانية، اشار الضابط الى “تطوير عقيدة قتالية مبنية على أساس الحاجة للعمل في عمق العدوّ. والتركيز هو على كيفية تحريك القوات إلى هناك، كيفية القتال في الأراضي الصغيرة، كيفية تدمير الأنفاق والسيطرة على الأهداف المحصّنة. ستدخل كتائب المشاة إلى البيوت لتدمير قاذفات الصواريخ”.
الديار