اكدت حركة حماس “الاستمرار في المقاومة حتى تحقيق اهدافنا”، وذلك ردا على قول رئيس الحكومة الاسرائيليية بنيامين نتانياهو قبل اقل من ساعة ان اسرائيل ستواصل عملياتها في القطاع “طالما تطلب الامر ذلك وبكل ما يلزم من قوة”. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم تعقيبا على خطاب نتانياهو “انه خطاب مرتبك ينم عن ازمة حقيقية يواجهها في الحرب على غزة” مضيفا “اراد ان يصنع نصرا وهميا لحكومته وجيشه ونحن مستمرون في المقاومة حتى نحقق اهدافنا “. وكان قد اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الجيش الاسرائيلي سيواصل عملياته ضد حماس في قطاع غزة “طالما تطلب الامر ذلك” وب”بكل ما يلزم من قوة”. وقال نتانياهو للصحافيين في تل ابيب “لقد وعدنا منذ البداية باعادة الهدؤ الى مواطني اسرائيل. سنواصل العمل الى ان نحقق هذا الهدف طالما تطلب الامر ذلك وبكل ما يلزم من قوة”.
من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، في المؤتمر الصحفي المشترك مع نتانياهو، أن القوات البرية ستعيد الانتشار في المواقع التي يراها الجيش مناسبة، في إشارة إلى أن الجيش انسحب من بعض المناطق في اتجاه مواق أخرى في القطاع. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن القوات البرية أعادت انتشارها في غزة عقب إعلان الجيش قرب إنجاز تدمير الأنفاق.
وكانت قد اعطت اسرائيل اليوم اول اشارات لانهاء عملياتها في مناطق معينة من قطاع غزة، مع المضي في قصفها العنيف الذي حصد ايضا وايضا عشرات القتلى.
وللمرة الاولى منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد القطاع في الثامن من تموز وبدء العملية البرية في السابع عشر من الشهر نفسه، افاد شاهد انه رأى الجنود الاسرائيليين ينسحبون من قرى قريبة من بيت لاهيا في الشمال وخان يونس في الجنوب.
وفي الوقت نفسه اعلن الجيش الاسرائيلي انه سيكون بامكان المدنيين “العودة بكل امان الى بيت لاهيا والعطاطرة” حسب ما قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي، ملمحة بذلك الى ان الجيش قد يكون انهى عملياته في هاتين المنطقتين. وقالت المتحدثة باسم الجيش “نتحدث فقط عن هاتين المنطقتين”، ورفضت التحدث عن “اي نية للجيش للانسحاب من القطاع”.
وكان الجيش امر السكان باخلاء المنطقتين حتى ينهي عملياته العسكرية فيهما.
وطلب الجيش الاسرائيلي من السكان العائدين “الحذر من العبوات الناسفة التي قد تكون حركة حماس قد زرعتها في المنطقة”، كما قال.
الا ان هذه العودة للسكان لا يبدو انها ستكون سريعة.
وقال نضال سلمان البالغ العشرين من العمر والذي قتل اثنان من اشقائه “لن نعود الى بيت لاهيا نخشى قيام الجيش باطلاق النار علينا”. وفضل بذلك البقاء في احدى مدارس جباليا جنوب بيت لاهيا التي انتقل اليها بعد ان دمر القصف الاسرائيلي منزله.
وبقيت كل مناطق القطاع الاخرى تحت النيران الاسرائيلية بعد 24 ساعة على تهدئة تم الاتفاق عليها دوليا ولم تصمد سوى بضع ساعات.
ومنذ منتصف ليل الجمعة السبت قتل 80 فلسطينيا على الاقل حسب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة الذي اوضح لوكالة فرانس برس ان اجمالي عدد القتلى منذ بدء العمليات العسكرية ارتفع الى 1670.
وقتل 15 شخصا من عائلة واحدة في منطقة رفح بينهم خمسة اطفال تتراوح اعمارهم بين الثالثة والثانية عشرة من العمر. اما عدد المنازل التي دمرت فهو بالمئات.
في حين فقدت اسرائيل 63 جنديا وثلاثة مدنيين.
ونالت منطقة رفح النصيب الاكبر من الة الحرب الاسرائيلية اثر فقدان ضابط الصف الاسرائيلي هدار غولدن الذي يقول الجيش الاسرائيلي انه اسر صباح الجمعة خلال عملية تدمير لاحد الانفاق كان الجيش الاسرائيلي يقوم بها.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه يواصل عمليته العسكرية وقصف 200 هدف خلال الساعات الـ24 الماضية تشمل انفاقا ومصانع سلاح ومخازن ومراكز قيادة.
كما واصل الجيش مداهمة المنازل في منطقة رفح بحثا عن الجندي المفقود.
اما كتائب القسام الجناح العسكري لحماس فاكدت ان لا معلومات لديها عن مصير الجندي من دون ان تستبعد ان يكون لقي حتفه مع المجموعة الفلسطينية المقاتلة في منطقة رفح.
وقالت القسام في بيان فجر اليوم ان “لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده او ظروف اختفائه”.
واضافت “فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في هذا الكمين ونرجح بان جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني بمن فيهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه على افتراض ان هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك”.
من جهته، اعلن الجيش الاسرائيلي ان نظام القبة الدفاعي الاسرائيلي اعترض صباح السبت صاروخين اطلقا على تل ابيب وآخر اطلق على بئر السبع.
ومع هذه التطورات العسكرية تعقدت المساعي لاقرار تهدئة جديدة.
ومن المتوقع ان يصل وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حماس والجهاد الاسلامي وفتح الى القاهرة مساء السبت في مسعى للتوصل الى تهدئة.
وكان من المقرر ان يصل الوفد الفلسطيني الى مصر الجمعة وارجىء الامر الى السبت بسبب التطورات الميدانية في رفح خاصة.
الا ان الصحافة الاسرائيلية نقلت معلومات تفيد بان الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة قررت عدم ارسال وفد الى القاهرة رافضة التحادث ولو بشكل غير مباشر مع حركة حماس.
وتمهيدا لهذه المفاوضات، اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت ان المبادرة التي عرضتها مصر هي “فرصة حقيقية” لوقف اطلاق النار. وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي “المبادرة المصرية هي الفرصة الحقيقية لايجاد حل حقيقي للازمة في غزة وايقاف نزيف الدم”.
واضاف ان “الوقت حاسم، لابد من استثماره وبسرعة لايقاف اطلاق النيران وايقاف نزيف الدم الفلسطيني”، مؤكدا ضرورة ان “ننتهز الظرف الصعب ونقول ان لدينا فرصة حقيقية ان ننهي الازمة الحالية ونبني عليها حلا شاملا للقضية الفلسطينية”.
وكانت الرئاسة الفلسطينية اعلنت الجمعة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس “شكل الوفد الذي سيتوجه غدا السبت إلى القاهرة مهما كانت الظروف”. ويضم الوفد 12 ممثلا عن حركة فتح بزعامة عباس وعن حركتي حماس والجهاد الاسلامي.