تظهر الأحداث الأمنية والسياسية المتتالية في العراق، أن العاملين الأساسيين اللذين شكلا محور الأحداث في البلاد خلال الفترة الأخيرة، من فرض تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» سيطرته على بعض المناطق العراقية، وتشكيل الولايات المتحدة ما يسمّى بـ«التحالف الدولي» ضد «الارهاب»، باتا بحكم الأمر الواقع، المؤثر الرئيس على المشهد العراقي، الذي سيواجه صعوبة في الخروج من هذه المعادلة في المستقبل القريب.
هذا ما أكده، أول تقرير علني صادر عن جهاز أمني أوروبي رفيع المستوى بشأن الواقع الذي فرضه تنظيم «داعش» ومتطلبات مواجهته عراقياً ودولياً، حيث أكد جهاز الاستخبارات الاتحادي الألماني أن التنظيم لا يزال يملك إمكانية الاستمرار في شن عمليات في العراق «في المستقبل القريب»، بالرغم من الضربات الجوية التي يوجهها «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، وجهود قوات الأمن العراقية لاستعادة الأراضي العراقية التي سيطر عليها، في إشارة إلى عدم تبدل الوضع الميداني القائم خلال المدى المنظور.
وأشار جهاز الاستخبارات الألماني إلى أن «داعش» ما زال قادراً على العمل بنجاح في محافظة الأنبار في غرب العراق وخارج بغداد، كما يسعى الى إقناع المزيد من العراقيين السنة بالتحوّل ضد «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة، واعتبر أن «استمرار الفراغ السياسي والأمني في العراق في المستقبل القريب سيزيد من صعوبة قتال الجماعات الإرهابية الراديكالية».
وأضاف أن القتال في مدينة عين العرب السورية أثبت أن التنظيم ما زال في وضع يسمح له بالهجوم.
وفي سياق الظروف التي فرضها وجود «داعش» و«التحالف الدولي» على الأراضي العراقية، وفي وقت تستمر زيارات المسؤولين الأمنيين الأميركيين إلى مراكز السلطة العراقية، خرج، أحد الأصوات المعارضة للوجود الأميركي الجديد في العراق، حيث أكد عضو كتلة «الأحرار» المنبثقة عن «التيار الصدري» ميثاق كاظم أن كتلته ستسلك كل الطرق لإنهاء هذا الشكل الجديد من الاحتلال، وشدد على عزمها على «إنهاء وجود المستشارين الأميركيين المتواجدين في أكثر من محافظة عراقية»، مشيراً إلى أن الكتلة «ستسلك كل الطرق لإنهاء هذا الاحتلال».
وأوضح كاظم أن «أي غطاء قانوني لا يبيح وجود مستشارين أميركيين في العراق، ووجودهم يندرج ضمن مخطط الاحتلال ولكن بطريقة مختلفة عن احتلال العام 2003»، وأضاف أن «الأحرار» ضغطت على الحكومة لمنع تواجد أي عسكري أميركي في العراق، وستعمل بكل الطرق لإخراج المستشارين الأميركيين من البلاد.
ورأى كاظم أن الوجود الأميركي في العراق «لا يسهم في تحجيم العصابات الداعشية بل على العكس»، معتبراً أن إلقاء الطيران الأميركي مؤخراً مساعدات عسكرية وغذائية بالخطأ لمقاتلي داعش في كوباني السورية، وقصف تلك الطائرات قطعات تابعة للجيش العراقي والحشد الشعبي عن طريق الخطأ أيضاً، يُعدّ «مؤشراً على الدعم الأميركي للإرهابيين»، وأضاف «سنتصدّى للوجود الأميركي تحت ذريعة المستشارين بكل الوسائل لإخراجهم من المدن العراقية».
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...