الوضع في لبنان خطير ويزداد خطورة وما يجري على الحدود الشرقية وفي شمال لبنان من حرب حقيقية يخوضها الجيش اللبناني في مواجهة قوى التطرف الإرهابية التكفيرية ينذر بأن الوضع اللبناني ذاهب نحو منزلقات خطيرة تحمل في طياتها المزيد من التوترات والأحداث الأمنية المتنقلة بين منطقة إلى أخرى بخلفيات مذهبية حادة.هذا ما قالته مصادر دبلوماسية واسعة الإطلاع التي اكدت الخطاب التحريضي الطائفي والمذهبي المتفلت قد تجاوز بحديته واحتقانه كل الأجواء التحريضية التي مهدت لإشتعال الساحة اللبنانية بأحداث 7 آيار 2008 ، ما يعني بأن الأجواء الحالية في لبنان إذا ما استمرت على مسارها التصعيدي لن تقود البلاد سوى إلى موجة جديدة من الإقتتال والصراع الدامي اللبناني – اللبناني الداخلي والذي لن يتوقف ولن ينتهي إلا بتدخل الخارج ومثل هذا التدخل الخارجي قد يطول وقد لا يأتي… وبحسب المصادر يخطىء كثيرا في حساباته وقراءته للأوضاع في لبنان والمنطقة من يظن بان العالم سيسارع للتدخل في لبنان لإنهاء أي اقتتال سيقع به على غرار ما جرى على أثر وقوع أحداث 7 آيار التي انتهت مفاعيلها بإتفاق الدوحة الذي سقط وهناك اليوم من يلعب بالنار لقلب موازين القوى وارساء اتفاق جديد على انقاض اتفاق الدوحة من شأنه أن يعيد خريطة توازن القوى المحلية في لبنان وهذا امر خطير كونه بهدد بأخذ لبنان في هذا الظرف الدقيق إلى مستنقع الفتنة والحرب الأهلية.
المصادر أشارت الى ان ما تشهده الساحة المحلية اللبنانية من موجة عالية من الحملات الداخلية المذهبية الشرسة لا سيما بين تيار المستقبل وحزب الله ليست سوى ارتداد وانعكاس مباشر للتصعيد السعودي – الإيراني في المنطقة الذي يضع لبنان على فوهة الانفجار السياسي والأمني وذلك على نحو الذي يعيد عقارب الساعة على الساحة اللبنانية إلى مستنقع الحرب الأهلية الدامية المظلمة التي دمرت لبنان وقسمته وأنهكته بالمجازر وأعمال الخطف والتعذيب والتنكيل على اطلاقها والتي يجب على جميع المسؤولين اللبنانيين استذكار أحداثها ومأساتها المؤلمة والمؤسفة ليس فقط لمجرد الإستذكار بل لإستقاء الدروس والعبر من أجل تفادي تكرار حصول مثل هذه الحرب التي أن وقعت، فإنها وقياسا عن ما يجري على الأرض السورية والعراقية ستكون أشد قسوة وبربرية ووحشية من كافة فصول الحرب اللبنانية التي عرفها اللبنانيون بين العاميّ 1975 و 1990 و التي دفعوا فيها أثماناً باهظة من حياتهم وأمنهم واقتصادهم وهم لغاية هذا اليوم لم يخرجوا بعد من التداعيات المؤلمة لتلك الحرب.
إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية وسطية واسعة الإطلاع بأنه لا جديد في ملف الإستحقاق الرئاسي وما رشح من معلومات دقيقة حول حركة كل من رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري في الخارج ورئيس جبهة «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في الداخل والذي زار معراب يوم الجمعة الفائت، تؤكد بأن حالة المراوحة في هذا الإستحقاق لا تزال مستمرة حتى اشعار آخر. وبأن كل ما تم تسريبه حول مسألة التداول بأسماء توافقية مرشحة للرئاسة هو أمر ليس جديداً ما يعني أن حصول مثل هذا التداول لم يحمل أي مؤشرات جدية تدل على امكانية حدوث خرق أو تطور نوعي في هذا الملف المشبك بتعقيدات محلية وإقليمية تحول دون خروج موضوع انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان من المربع الأول الذي لا يزال قابعا به منذ 25 آيار الفائت. مضيفة بأن الظروف الإقليمية وتحديدا السعودية – الإيرانية لا تزال غير مؤاتية لتمرير اجراء الإستحقاق الرئاسي الذي لا يزال اجرائه مرتبطاً بصراعات وحسابات التطورات السياسية الجارية في المنطقة والممتدة من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها من الساحات العربية التي تشهد كباشا سعوديا – إيرانيا ظاهره سياسي وباطنه مذهبي.
المصادر أشارت الى أن إشاعة بعض الأجواء الإيجابية بشأن الإستحقاق الرئاسي تتعارض مع ما هو متداول في الكواليس السياسية والدبلوماسية في بيروت حيث أن هذه الأجواء تحمل انطباعات واضحة لناحية أن امكانية حصول الإنتخابات الرئاسية على ضوء الإتصالات الرئاسية الحاصلة هو أمر مستحيل في المرحلة الراهنة، وبأن كل ما يشاع في هذا الخصوص لا يتعدى كونه يأتي في سياق تمهيد الأجواء العامة لا سيما في الأوساط المسيحية من أجل تمرير التمديد للمجلس النيابي لمدة سنتين وسبعة أشهر بأقل الأضرار الممكنة. خصوصا أن هذا التمديد وبحسب المصادر سيولد مزيداً من بالإحباط في الشارع الماروني الذي بات يشعر أكثر من أي وقت مضى كما بقية المكونات الطائفية والمذهبية اللبنانية الأخرى في البلد بأن لبنان بات رهينة الصراع السني – الشيعي الذي يعطل الإستحقاقات ويشل البلاد ويأخذ الأوضاع تدريجيا نحو الفوضى والمجهول، خصوصا في ذروة عودة الخلاف السعودي – الإيراني المتصاعد في المنطقة والذي يمكن ملاحظة انعكاساته الواقعية على المشهد اللبناني في الحملة الشرسة غير المسبوقة التي يشنها تيار المستقبل وعلى أعلى المستويات على حزب الله الذي يخوض أشرس المعارك مع الإرهابيين التكفيريين ويسقط له بشكل شبه يومي عشرات الشهداء والجرحى وذلك على خلفية الصراع المذهبي المستعر في كل المنطقة.
وتؤكد المصادر عينها بأن الموارنة وبقية المكونات الطائفية والمذهبية في المجتمع اللبناني باتوا يعانون من عبثية وانتقائية هذا الصراع السني – الشيعي الذي يتفق حيث يريد ويعطل ساعة يشاء، وعلى سبيل المثال في ذلك، الاتفاق الثنائي السني – الشيعي على تشكيل الحكومة السلامية التي لم تولد إلا بضوء أخضر إيراني – سعودي، وكذلك ها هو المجلس النيابي يتم الإتفاق على التمديد له بذات الضوء الأخضر الإقليمي، وبطبيعة الحال أن الثنائي السني – الشيعي حريصان كل الحرص على الموقع الأول السني والشيعي في الدولة اللبنانية ومنع تعطيل أو تسرب الفراغ إلى تلك المواقع في حين أن الموقع الرئاسي المسيحي فهو متروك لمصير الفراغ المطبق والمفتوح طالما أن رئاسة الجمهورية التي جرى تهميش دورها وصلاحيتها أساسا في اتفاق الطائف هي في أدنى أولويات اهتمامات الثنائي السني – الشيعي وحلفائهما الإقليميين المنشغلين بأوضاع المنطقة وصراعاتها التي باتت أكثر من أي وقت مضى تهدد وجود لبنان الكبير بحدوده الطبيعية ومؤسساته ورسالته الإنسانية.مشددة بأن هناك هواجس كبيرة موجودة داخل الأروقة الدبلوماسية من تصاعد حدة الخطاب التحريضي السني – الشيعي الذي يأخذ البلاد إلى أتون الأزمة السورية وما يدور في العراق وغيرها من البلدان العربية من صراع مذهبي لا يحمل في طياته سوى زيادة الأوضاع خطورة وحرجا في لبنان ومحيطه وجواره.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...