منذ اشهر عدة لم تعد طرابلس في القبضة السياسية لتيار«المستقبل»، خصوصاً بعد سيطرة التيارات السلفية وإنتاجها العدد الاكبر من قادة المحاور، الذين كانوا يمثلون المدينة خلال الجولات العسكرية مع جبل محسن، وفي هذا الاطار تنقل مصادر سياسية متابعة للوضع في طرابلس أن زعامة الرئيس سعد الحريري تراجعت لصالح تلك الجماعات المنتشرة بكثرة في طرابلس، وتحديداً منذ التصريحات الغاضبة التي اطلقها قادة المحاور ضد الحريري على أثر اعلانه الاستعداد للمشاركة بحكومة إئتلافية مع حزب الله بإعتباره حزباً سياسياً، وقوله بأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته، وبأنه لا يريد ان يبقى أي احد خارج الحكومة لأن لبنان يمر بفترة صعبة، هذه الجمل المختصرة قضت على العلاقة بين الحريري وانصاره خصوصاً في مدينة طرابلس.
الى ذلك ترى المصادر عينها أن الموقف الذي اطلقه الرئيس الحريري حينها أوصل الامور الى ما نحن فيه اليوم، في وقت يحتاج فيه السّنة الى شدّ عصب كي يشعروا بأن زعيمهم باق الى جانبهم وسط كل ما يجري، في اشارة الى وجود سواه ممن بإستطاعتهم تحمّل هذه الاعباء وخصوصاً التيارات الدينية التي تلعب على الوتر المذهبي بسرعة كبيرة في طرابلس وعكار، حيث يبدو اهل السّنة هناك محبطين، لاجئين الى التيارات السلفية التي يرفضها السّنة المعتدلون بشدة، مشيرة الى ان طرابلس خرجت من ايدي الحريري قبل اسابيع قليلة من معركة عبرا، حين تم إنزال صورته ليتم إستبدالها بصورة الشيخ احمد الاسير، الذين ساووا به رئيس حكومة وابن بيت سياسي كبير.
وتشير هذه المصادر الى ان السلفيّين المتطرفين يعملون على شد العصب السّني اليوم، في سبيل الجهاد والانتشار اكثر فأكثر في المناطق اللبنانية، لان بعض اهل السّنة يسيرون وراءهم تحت شعار مذهبي يحوي الكثير من الاحتقان، مؤكدة أن التشاور قائم حالياً مع مشايخ المدينة وهذه التيارات، وبأن الرئيس الحريري لم يعد يملك طرابلس شعبياً، اذ تسّجل لديهم نقمة كبيرة على سياسته التي قضت عليهم كما يقولون، وهذا يعني انهم نجحوا في اللعب على الوتر العاطفي بهدف إعطاء شعبية لهم، فضلاً عن المشايخ الذين يخطبون الجمعة في المساجد ويدعون الى تصحيح المفاهيم من خلال إعتبارهم أن التسّلح يتم بهدف الدفاع عن النفس ضد كل من يضطهد المسلمين السّنة وفي طليعتهم حزب الله، مما يعني تأييد المشايخ لوجود سلفية جهادية في لبنان هدفها الاول والاخير إسترجاع حقوق السنّة في لبنان.
ورداً على سؤال حول مدى صحة خبر وجود «داعش»في طرابلس، اشارت المصادر الى وجود بيئة حاضنة لهذا التنظيم في بعض المناطق اللبنانية السّنية ابرزها طرابلس، اذ اتى هذا التنظيم ليفرض نفسه لاعباً في عاصمة الشمال، وإلا لما تجرأ أحد على رفع علم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»خلال تظاهرة ليلية الأسبوع الماضي في المدينة للمطالبة بإطلاق سراح موقوفين إسلاميين، مما يؤكد أن هذا التنظيم موجود وله انصار لا يخافون من رفع علمه خصوصاً في مثل هذه الظروف الدقيقة، لافتة الى ان التنظيم المذكور اعلن تمدّده الى لبنان رسمياً، وتبنى مساء الاربعاء الماضي التفجير الانتحاري الذي وقع في فندق «دي روي»في منطقة الروشة، في حين كانت الساحة الجهادية محصورة سابقاً في لبنان بتنظيم «كتائب عبد الله عزّام»وابرز عناصرها من الفلسطينيين، لكن اليوم ومع سيطرة «داعش»على بعض مناطق العراق فقد تمدّد التنظيم الى لبنان وتواجد له مؤيدون، لكن لا يمكن القول انهم دخلوا في الاطار العسكري للتنظيم، وبالتالي لن يكونوا ميدانياً على غرار سوريا والعراق إلا بأعداد قليلة جداً، خصوصاً بعد الضربة العسكرية التي قامت بها الاجهزة الامنية اللبنانية ضد هؤلاء. وختمت هذه المصادر بأن ضرباتهم ستبقى محصورة في إطار المناطق الشيعية وحواجز الجيش، لكنها توقعت أن يكون تنظيم «داعش» لاحقاً من ابرز التنظيمات المتشددّة التي تحمل فكر تنظيم القاعدة بعد تراجع «جبهة النصرة» في سوريا.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...