التطورات في جبل الشيخ ومنطقة القنيطرة تقلق جديا قيادات الطائفة الدرزية في لبنان مع تقدم «جبهة النصرة» في منطقة القنيطرة وسيطرتها على معظم القوى المحاذية لتواجد قوات الاحتلال الاسرائيلي باستثناء 4 قرى هي مدينة البعث، جبة وخان مدى، وخضر الدرزية التي يبلغ عدد سكانها 12 الف نسمة وتعتبر خط الدفاع الاول عن القرى الدرزية في جبل الشيخ وفي عرنة، خربة جندل، عسيم، والرسين وتضم اكثر من 400 الف درزي وبالتالي فان اي تقدم لـ «النصرة» بحسب مصادر درزية سيجعل مصير هذه القرى مهددا، خصوصا وان الاشتباكات بين «النصرة» واهالي خضر يومية وبشكل دائم، وبالتالي فان مصير الدروز في هذه المناطق في خطر اذا واصلت «النصرة» تقدمها.
وما يقلق القيادات الدرزية في لبنان تقول المصادر انه في حال استمر تقدم «النصرة» باتجاه القرى الدرزية في جبل الشيخ تصبح «النصرة» في خط اشتباك مباشر مع قرى راشيا في لبنان وكذلك مع تماس مناطق شبعا والعرقوب وصولاً الى حاصبيا ذات الكثافة الدرزية. وبالتالي فتح جبهة توتر جديدة للدولة ولحزب الله، وهذا هوالهدف الاسرائيلي اولا واخيرا اضعاف حزب الله واغراق سلاحه في الداخل، علماً ان منطقة البقاع الشرقي هي ذات اغلبية نسبية وبالتالي قطع الطرقات في هذه المنطقة وعزلها عن بعضها البعض وقطع طريق المصنع حاصبيا – شبعا.
واكثر ما يقلق القيادات الدرزية فعليا ايضا تضيف المصادر هو تركيز الاعلام الاسرائيلي على اوضاع الدروز في هذه المناطق، واجراء مقابلات مع الدروز المقيمين في فلسطين المحتلة الذين يعلنون رفضهم لأي تعرض لدروز قرى الحضر، وعرنه، وعسيم والرسين وحارة جندل، واستعداد دروز فلسطين المحتلة البالغ عددهم 100 الف الى تجاوز الخطوط الدولية في هذه المناطق ومساعدة دروز جبل الشيخ مهما كانت الاعتبارات، ويركز الاعلام الاسرائيلي ايضاً ويومياً على هذه التطورات واستعداد دروز فلسطين المحتلة تقديم كل ما يطلبه دروز جبل الشيخ والقنيطرة وعدم التعرض لهم من «النصرة»، حتى ان دروز فلسطين المحتلة طالبوا حكومة العدو بتحمّل مسؤولياتها في هذا المجال اذا تعرض دروز جبل الشيخ والقنيطرة لاي اعتداء من «النصرة»، رغم ان محطتي «الجزيرة» و«العربية» نقلتا عن قيادات في «النصرة» بأنهم لن يتعرضوا للقرى الدرزية في جبل الشيخ، وهذا ما يؤكد تشعب هذا الملف، وسألت المصادر من يضمن عدم اقدام «النصرة» على تكرار ما ارتكبته في مناطق ادلب بحق الدروز بالقنيطرة وجبل الشيخ رغم ان «النصرة» كانت اعطت ضمانات لتركيا بعدم «المس» بالدروز في ادلب واخلّت به.
هذه التطورات الخطرة والمقلقة والتي تؤكدها المصادر الدرزية تؤكد الدخول الاسرائيلي على خط الاحداث في القنيطرة وتقوية «جبهة النصرة» بهدف اجبار دروز هذه المناطق على طلب الحماية كي لا يتعرضوا للتصفية من قبل «النصرة»، وبالتالي فان اسرائيل تلعب هذه اللعبة القذرة في المنطقة لجهة تحقيق حلمها التاريخي بحماية امنها عبر جدار عازل يمتد من جبل العرب الى القنيطرة الى شبعا والعرقوب وطريق المصنع وحاصبيا وتحويل الدروز الى حرس حدود لحماية هذا الشريط العادل من اجل تحقيق هذا المشروع الاسرائيلي الذي احبطه الشهيد كمال جنبلاط بالتعاون مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واحبطه وليد جنبلاط بالتعاون مع الرئيس الراحل حافظ الاسد وسيحبطه وليد جنبلاط مجدداً بالتحالف مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبالوحدة الوطنية وبالتحالف ايضا مع «تيار المستقبل» وكل المكونات اللبنانية.
وتضيف المصادر وحسب ما هو متداول بين سكان قرى جبل الشيخ «ان اسرائيل لن تسمح لـ«النصرة» بالتقدم نحو اي قرية درزية وستجعل التوازن مختلا، لصالح الدروز من اجل تأجيج الخلافات وجعل الدروز في حالة استنفار عسكري دائم لطلب المعونة من جهات خارجية في ظل الحصار المفروض عليهم وجعلهم في حرب دائمة مع جيرانهم وهذا ما يجعلهم مستنفرين ومحتاجين للغير. وحسب المصادر الدرزية فان الوصول الى هذا الهدف يتطلب اضعاف النظام السوري وهذا ما تعمل عليه اسرائيل ومساعدة «النصرة» على السيطرة على كل المناطق المحيطة بالقرى الدرزية، وهذا ما يظهر حاليا من خلال التنسيق بين الجيش الاسرائيلي والنصرة في منطقة القنيطرة وهو تعاون مكشوف بنقل الجرحى وتقديم الذخيرة والسلاح والمعلومات.
وحسب هذه المصادر «فان الخطر على سوريا من هذه الخاصرة توازي الخطر من جبهة الحدود العراقية – السورية، وهذا هو المخطط حالياً وتعمل له اسرائيل.
ويبقى السؤال، هل تنجح اسرائىل بذلك؟ تجيب المصادر الدرزية «من المستحيل نجاح هذا المشروع».
في ظل رفض شامل من جميع ابناء الطائفة التوحيدية لهذا المخطط وتمسكهم بعروبتهم وانهم كما واجهوا مخطط اسرائيل عام 1982 بتحويلهم الى وقود للمشروع الاسرائيلي واسقاطه بقيادة وليد جنبلاط ودعم الرئيس الراحل حافظ الاسد فانهم سيسقطون هذا المشروع الحالي بقيادة وليد جنبلاط وحلفه مع السيد حسن نصرالله. كما ان مواجهته تقتضي التمسك باجواء الوحدة الوطنية في حاصبيا وراشيا والبقاع وتحديداً مع «تيار المستقبل» خصوصاً ان جنبلاط يعتقد ان المدخل لاسقاط هذا المشروع هو الوحدة الوطنية، ولذلك، تضيف المصادر الدرزية، دان حادثة عين عطا و«همجية البعض» في التعامل مع الجرحى الذين سقطوا في الحادثة. ودان اي تعرض للمقامات الدينية وعمل على معالجة ما جرى مع مفتي البقاع.
كما ان جنبلاط يعتقد ان المواجهة تكون اولاً بمنع الفتنة وتحصين الدولة والجيش. واذا اقتضت الامور المواجهة العسكرية عندها لكل حادث حديث.
ومن هنا يأتي وحسب المصادر الدرزية حرص جنبلاط على انتخاب رئيس للجمهورية من اجل تحصين الدولة ويناشد المسيحيين مساعدته بالدخول الى «تسوية رئاسية» تحصن الاقليات في هذا البلد وفي طليعتهم الدروز والموارنة بالدرجة الاولى وكل اللبنانيين بالدرجة الثانية حيث المدخل يكون برأي المصادر تحصين الاوضاع ايضا وقبل فوات الاوان جمع السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري لمواجهة ما يخطط للبنان من مشاريع تفتيت تقتضي مواجهتها قبل فوات الاوان، وعلى السياسيين اللبنانيين التنبه الى المخاطر الكبرى، لان المخطط يهدف الى اقامة دول جديدة ومحو دول قائمة، فالمشروع يستهدف الجميع ونتائجه ستصيب الجميع.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...