الاستقبال الحافل والمميَز الذي حظيَ به رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في المملكة العربية السعودية تقول مصادر في «تيار المستقبل» والذي اجتمع خلال هذه الزيارة الاخيرة للمملكة بكبار المسؤولين والامراء السعوديين ومن ثم توج هذا الاجتماع بلقائه وليَ عهد المملكة اضافة الى استدعاء المملكة الى رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري كي يكون في عداد المستقبلين لسلام ومن ثم دعوته الى قصره في السعودية. ليس لان تمام سلام يملك حيثية شعبية سنيَة وازنة في الشارع اللبناني تماما وليس لانه صاحب اكبر كتلة برلمانية سياسية في المجلس النيابي خاصة انه قد تمَ إلحاقه بلائحة الحريري عن احدى دوائر بيروت بعد ان كان الحريري ينوي استبعاده . وهذا الالحاق تمَ بناء على توجيهات وأوامر المملكة التي لا يستطيع الحريري نفسه رفضها .
هذه الزيارة السلامية الى المملكة تضيف المصادر نفسها والتي جاءت في ظل ظروف سياسية صعبة لبنانيا في وطئة الصراع بين انتخاب رئيس للجمهورية وبين شغور منصب الرئاسة جاءت لتعويم منصب الطائفة السنَية ولدعم سلام شخصيا وحكومته بجرعات إضافية من الدسم السعودي التي تعتبر نفسها بانها الراعي الاول والوحيد للطائفة السنيَة في لبنان وذلك في غياب رئيس للجمهورية يدير البلاد حيث بدأت مرحلة الفراغ وانتقلت السلطة التنقيذية الى يد تمام سلام وحكومته في ظل الفراغ الحاصل والذي من أحد أسبابه التشرذم المسيحي بل الانشقاق العامودي بين المسيحيين التي ترده المصادر في المستقبل الى الشخصانية و«الانا » حتى لو ضاع الكيان اللبناني وانتزعت السلطة من المسيحيين وانيطت الى سلام. مع العلم ان سلام كما تقول اوساط في 8 آذار لن يستطيع إدارة شؤؤن البلاد رغم كل الجرعات الاتية مع رياح الصحراء السعودية لان الوضع الدولي والاقليمي لم ولن يسمح له بذلك، واشارت الاوساط الى المصالحة الايرانية – السعودية لم تتم حتى الان . هذا بالاضافة الى ان الوضع السوري الداخلي لم تتضح معالمه ايضا حيث ما زال النظام السوري غير قادر على السيطرة كليا على كافة الاراضي السورية . كما ان سلام نفسه قد طالب من المملكة السعودية « حزب الله » بإتباع سياسة النأي بالنفس.
أما بالعودة الى الوضع المسيحي الداخلي المتشرذم فإنه من الاسباب الجوهرية تقول الاوساط في المستقبل لعدم الضغط على القوى الاقليمية والدولية لمنع شغور كرسة رئاستهم الاولى. وهذا ما قد يسجله التاريخ بأنه وصمة عار في سجلات هؤلاء الذين يسمَون انفسهم قادة مسيحية او موارنة لان عدم إتفاقهم هو الذي أتاح للمملكة ولغيرها من العبث بالكيان اللبناني وبتقليص دور المسيحيين في الفترة الحالية وإضعافه. وتتابع الاوساط بان زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق الى دولة الامارة العربية المتحدة واجتماعه مع كبار المسؤولين في ابو ظبي هو ايضا لزيادة الدعم الاماراتي السني للطائفة السنيَة في لبنان بعد ان علا وتألق نجم الطائفة الشيعية منذ حربها في تموز 2007 ولغاية الان وزيادة قدرات « حزب الله « العسكرية على الاراضي اللبنانية .
وتختم الاوساط بان الحديث عن ان هذه الزيارات تتم الى دول الخليج لحث الخليجيين على المجىء للسياحة في لبنان ما هو إلا هرطقة إعلامية إذ كيف يتجرأ اي خليجي أن يفكر في المجيء الى لبنان إذا كان اللبناني نفسه هو الموجود على الاراضي اللبنانية خائفا من ضبابية وسوداوية المرحلة القادمة التي خلَفها الفراغ وتداعياته على الساحة الداخلية . وليتذكر المسيحيون والموارنة تحديدا كما تقول الاوساط بأنهم قد أضاعوا مجدهم في هذا البلد بسبب خلافاتهم التافهة وأمام مصلحة وطن وشعب وأرض وكيان .
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...